إستراتيجية ترامب للأمن القومي في ما يخص سوريا

آدمن الموقع
0


نورالدين عمر/ كاتب كردي 

كشف دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن إستراتيجية إدارته للأمن القومي خلال خطاب ألقاه يوم الإثنين  18 الشهر الجاري ،ركزت الاستراتيجية الجديدة  على أربعة نقاط رئيسية هي:

* حماية الولايات المتحدة من المخاطر التي تهددها عبر حماية الحدود و تنظيم الهجرة و محاربة المنظمات الارهابية و الاجرامية التي تنشر القتل و المخدرات و العنف في المجتمعات .و استهداف التهديدات قبل ان تصل إلى حدود الولايات المتحدة الأمريكية و نشر أنظمة صورايخ متعددة الطبقات لحماية الولايات المتحدة الأمريكية من خطر الصورايخ المضادة .

*  دعم الازدهار و تعزيز الرخاء الأميركي عبر تجديد الاقتصاد لصالح الشركات و العمال و ضمان ان تظل أسواق الطاقة العالمية مفتوحة و تعزيز دور الولايات المتحدة الريادي في مجالات البحوث و التكنولوجيا و الإبتكار،و حماية الإبتكارات الأمنية الوطنية ممن يسرقون الملكية الفردية .و النجاح في المنافسة الجيوسياسية في القرن 21 .

*  الحفاظ على السلام من خلال إظهار القوة عبر إعادة بناء القوة العسكرية لضمان بقاءها في المرتبة الأولى عالميا،و استخدام جميع أدوات العسكرية و الدبلوماسية و المعلوماتية و الإقتصادية لحماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية،و تنشيط القدرات التي أهملت في مجالات عدة بما فيها الفضاء و الإنترنيت ، و الحفاظ على توازن القوى لصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المناطق الرئيسية من العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط.

*  توسيع النفوذ الأميركي في الخارج و تعزيز الازدهار،و تنافس الجهود الدبلوماسية و التنموية في مجالات متعددة بما فيها مجال المعلومات،و إيجاد فرص اقتصادية جديدة للأميركيين، و العمل على إقامة شراكات مع الدول لتعزيز اقتصاديات السوق الحرة و نمو القطاع الخاص و الاستقرار السياسي و السلام،و إظهار نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في السياسة الخارجية كقوة إيجابية تساعد على تحديد ظروف الازدهار و السلام ،و تنمية المجتمعات الناجحة .

و يبدوا أن إستراتيجية إدارة دونالد ترامب تختلف كليا عن استراتيجية إدارة باراك أوباما الذي ركز على حماية المناخ و عدم التدخل مباشرة  في النزاعات الإقليمية،في حين ان ترامب يركز على إزدهار الاقتصادي الأميركي و فرض السلام بالقوة و التدخل المؤثر في المناطق  لحماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
أما ملامح إستراتيجية ترامب فيما يخص سوريا فهي الحفاظ على توزان القوى لصالح الولايات المتحدة الأمريكية بإعتبار سوريا من أهم مناطق الشرق الأوسط،و تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة و حلفيتها إسرائيل. و اي إخلال لتوازنات لا تكون في صالح الولايات المتحدة الأمريكية.و على هذا الأساس:
1- التدخل الأميركي المباشر في سوريا في عهد إدارة أوباما، كان منطقيا من وجهة نظر إدارة ترامب ، و تم تعزيزه أكثر في عهد إدارة دونالد ترامب،و سيستمر هذا التدخل،رغم  القضاء على نفوذ و مناطق  سيطرة تنظيم داعش بنسبة كبيرة،و التركيز سيكون موجها لمنع عودة التنظيم المتطرف من شن هجمات و احتلال المناطق المحررة من سيطرته .لكن هذا لا يمنع إعادة النظر في انتشار القوات الأميركية و قواعدها العسكرية المؤقتة،و سحب جزء من القوات و الأسلحة الثقيلة.
2-استمرار الدعم و المساندة لشركاء الولايات المتحدة الأمريكية المحليين و على رأسهم قوات سوريا الديمقراطية و وحدات حماية الشعب و تقديم المشاورة و التدريب،و تحصين مواقعها الدفاعية،و المساهمة في إعادةالأمن و الاستقرار عبر تقديم الامكانيات لقوى الأمن الداخلي،و المساهمة في تقديم الخدمات و الإمكانيات التقنية و اللوجستية لمجالس المدنية المشكلة في المناطق المحررة من داعش .
3- الحفاظ على توازن القوى لصالح الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا و هي تتضمن عدة محاور اساسية هي :
أ- تقييد عدوانية إيران عبر تجديد التحالفات التقليدية و الشراكة الإقليمية كمصد ضد التخريب الإيراني،و التركيز على الحد من نفوذها في سوريا،و إخراج كافة المجموعات و المليشيات المرتبطة بها،و تشكيل مناطق في شمال و على حدود العراقية السورية و قرب الحدود الإسرائيلية يمنع تواجد قوات تابعة لايران فيها .
ب-التنسيق مع الجانب الروسي للعدم حدوث أي تماس بين القوتين الروسية و الاميركية،و لكن التنسيق لا يعني عدم ترك الساحة للقوات الروسية،بل المحافظة على مناطق نفوذها في سوريا،حتى تحقيق حل سياسي لنزاع يراعي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية و أمن إسرائيل.
ج- البقاء على القواعد العسكرية و تعزيزها و خاصة في شمال سوريا ،و استخدامها في مختلف نواحي العسكرية و التدريبية. مع التنسيق و التحاور مع مختلف القوى بما فيها تركيا و دول إقليمية كسعودية التي تؤثر في النزاع السوري بشكل مباشر .
باختصار كل التصريحات الأميركية و ما يوضحه هذه الإستراتيجية تؤكد إن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على البقاء في سوريا،و ستستمر في دعم شركائها على الأرض.و ستحافظ على موازين القوى في صالحها،و لن تكرر غلطتها مرة أخرى في سوريا بسحب قواتها مباشرة  بعد القضاء  على داعش،كما فعلت في العراق سابقا.و مع كل ذلك فإن مسار النزاع السوري أحيانا لا تكون واضحة وتسلك مسارات غير متوقعة،و قد تلجأ إدارة ترامب إلى إجراءات غير متوقعة حاليا.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!