كرد روجآفا في أوروبا يتوزعون على الأصناف الأربعة (4) حيال مقاومة عفرين

آدمن الموقع
0


التقييم الإستراتيجي: إبراهيم كابان

يعتقد البعض إن الخزان البشري الكردي في أوروبا يمكن أن يتحول إلى طاقة مفيدة على المستوى السياسي والثقافي والإجتماعي، ويعود بالفائدة إلى القضية الكردية في الأجزاء الأربعة، لا سيما وأنهم يشكلون تجمعات كبيرة لا يستهان بها إن تم توظيفها في خدمة القضية الكردية، وهو ما يدفعنا أيضاً إلى تخييل وجود لوبي كردي إن تحرك ضمن سياسة موحدة سوف يكون له دور فاعل، وإمكانية التأثير على الشارع الغربي الذي بدوره سوف يؤثر على الحكومات، وبذلك يتحقق إمكانية توفير ورقة ضغط للتأثير على الرأي العام الأوروبي، من أجل مناصرة القضاية الكردية التي تتعرض لهزات كبيرة وتاريخية في الأجزاء الأربعة من كردستان. 
ولعل الأحداث الأخيرة التي مرت بأجزاء كردستان لا سيما غزو شنكال وكوباني من قبل منظمة الداعش المدعومة من تركيا، وتدمير الأتراك لعدة مدن كردية في شمال كردستان إلى العمليات التدميرية للنظام الإيراني في شرقي كردستان، وصولاً لغزو مدنية كركوك في جنوب كردستان من قبل النظامين العراقي والإيراني، إلى الغزو التركي ومرتزقته على عفرين، هذه الاحداث شكلت دافعاً نفسياً لدى اللاجئين الكرد في أوروبا حتى يتحدوا أمام حجم التهديدات التي تتعرض لها أهاليهم ومناطقهم في الشرق الأوسط، مما يتطلب تكاتفاً ووحدة تمكنهم من الضغط بشكل أكبر على الحكومات الغربية في التحرك من أجل مساندة القضية الكردية، وإن كان غزو عفرين تأتي في المقدمة بما إنها جارية الآن فإنه يستوجب من جميع الكردستانيين في أوروبا توظيف طاقاتهم الجماعية والفردية من أجل التأثير على المجتمع الغربي ودفعه إلى الضغط على الحكومات التي تستطيع الضغط المباشر على تركيا سواء من خلال مجلس الأمن أو عن طريق حلف الناتو، بحكم تركيا جزء من هذا الحلف. 

إلا أن الكارثة الحقيقية تكمن في حالة التشرذم المتنقلة من أجزاء كردستان إلى أوروبا، وتلك التناقضات الحزبية أثرت بشكل كبير في تعميق الشرخ داخل المجتمع الكردي في أوروبا، والأعمق من ذلك تبعية شرائح واسعة من كرد أوروبا لأحزاب تتحالف مع الغزو التركي في إحتلال عفرين، وهنا عمق المشكلة وأبعادها الإٍستراتيجية، حيث تتحول تلك الشرائح من الكرد إلى طاقات سلبية تساعد على هزيمة الكرد وإخفاق مشروعهم في غربي كردستان.
- الطاقات المعاكسة من شأنها المساهمة في بث الإشاعات والأكاذيب التشرذم بين الجالية الكردية.
- الإهمال في البحث عن حقيقة ما يحصل فتك ببعض الشرائح حتى عزلتهم مواقفهم وتحركاتهم عن أي نضال عملي من أجل القضية الكردية وخاصة المقاومة في عفرين.
- حجم التشويه الإعلامي الذي يمارسه الاحتلال التركي من خلال غرفة عملياته الإستخباراتية تظهر من خلال المعارضة السورية السياسية التي تسيطر عليها جماعة أخوان المسلمين والجماعات السورية المتطرفة والمجموعات المسلحة التابعة لها وإعلامهم الموالي لتركيا، ومن ضمنها قيادة المجلس الوطني الكردي ( الأنكس ) المكلف في ممارسة التشويه وبث الإِشاعات والزيف لتأليف الرأي العام الكردي ضد مقاومة عفرين.
- وجود مجموعات وشبكات عربية وكردية مهمتها الحرب الإعلامية ضد مقاومة عفرين.
ساهمت هذه العوامل بشكل مباشر في تعميق هوة الخلافات بين كرد روجآفا - سوريا في أوروبا، ونجم عن ذلك توزيعهم على أصناف بعضها تأثرت بثورة روجآفا ومقاومتها الممتدة من سري كانيه وكوباني إلى عفرين، وتحولت خلال إلى طاقة مفيدة للتأثير على الشعوب الغربية وشكلت ورقة ضغط على الحكومات التي أتخذت بعض الإجراءات أو المواقف لصالح مقاومة روجآفا. مقابل ذلك ظهرت شريحة كبيرة لا تتفاعل مع الاحداث إلا قليلاً، مهملة في تحركاتها إتجاه ما يتعرض له أهاليهم في روجآفا وعفرين، وتبحث عن حجج بإستمرار في التبرير لعدم تفاعلهم مع التحركات الكردية في أوروبا. فيما تحولت شريحة واسعها من وجودها إلى طاقة سلبية من خلال تشويه وتزييف الحقائق على شبكات التواصل الإجتماعية، والتبرير للغزو، وتأليب الرأي العام والمجتمع الكردي والغربي ضد مقاومة عفرين. 
وأمام هذه الحقائق التي قيمناها يمكن توزيع كرد روجآفا / سوريا إلى الأصناف الأربعة (4) بناء على حجم مشاركتهم في كل فعالية " مظاهرة – إعتصام – إضراب عن الطعام " التفاعل مع الاحداث وغيرها.

الأصناف الأربعة:

1- الداعمين بكل الوسائل لمقاومة عفرين، وينفذون الإعتصامات والمظاهرات والإضرابات عن الطعام .. ولا يقعدون أبداً.
2- الرماديين الذين يشاركون بنشاط قليل جداً، ويبحثون عن الحجج والأسباب لإهمالهم وضبابيتهم الفارغة.
3- الداعمين للغزو التركي على الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، ويقدمون الخدمات المجانية لهذا العدوان على الوسائل الإجتماعية " فيسبوك و تويتر " من خلال بث الاكاذيب والإشاعات. وهم مجموعة من المثقفيين والصحفيين والناشطين، شرائح واسعة منهم تنتمي للمجلس الوطني الكردي (الأنكس)
4- يعادون رسمياً الإدارة الذاتية في روجآفا، ويمكن لهم فعل أي شيء.


 تنويه: يمنع نسخ أو نقل المادة دون ذكر المصدر ( الموقع الجيوستراتيجي www.geo-strategic.com )

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!