قرار البرلمان الأوروبي حول عفرين ملزمة ام لا ؟

آدمن الموقع 7:13:00 ص 5:35:57 م
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


خاص/ الجيوستراتيجي

الخبر

وفق الوكالات الخبرية الأوروبية: البرلمان الأوروبي يطالب تركيا بسحب قواتها فوراً من مقاطعة عفرين، ومعربة عن قلقها  البالغ إزاء العنف المتصاعد في سوريا، بعد تدخل الجيش التركي تحت مسمى عملية غصن الزيتون، والذي نجم عن تفاقم كبير في عدد الضحاية.
ووفق موافقة الغالبية العظمى من النواب على المسودة النهايةلمشروع إدانة قدمته أحزاب الخضر واليسار إلى البرلمان، فقد  صدر بيان إدانة وجاء فيه: "يدعو الحكومة التركية إلى سحب قواتها والقيام بدور بناء في الصراع السوري".
بينما أكدت النائبة عن حزب الخضر، باربرا لوخبيلر، في بيان: "يجب أن يتوقف الحرب في عفرين والغوطة.

التحليل

الدور الذي يلعبه الإتحاد الأوروبي من خلال تواجدها داخل مجلس الأمن أو حلف الناتو لم يكن بمستوى الجيد في التعامل مع الغزو التركي على عفرين، في الوقت الذي يملك فيه الإتحاد الأوروبي إمكانيات سياسية وأوراق ضغط يستطيح ممارسته في إدانة تركيا، إلى جانب العلاقات الأوروبية الدولية وكذلك سيطرتها على حلف الناتو التي من خلالها يمكن إثارة القضية في مجلس الأمن أو ممارسة الضغط المطلوب على تركيا إن كانت جدية في إدانتها للأعمال الوحشية التي يرتكبها الجيش التركي جراء غزوها لمقاطعة عفرين في الشمال السوري. وما هو واضح إن الإتحاد الأوروبي أتخذت سياسات الصمت حيال التحركات التركية الداعمة للمتطرفين في سوريا والعراق، ولم تقم الدول الغربية بواجبها الإنساني كدول داعمة لحقوق الإنسان في التحرك بشكل جدي حيال التصرفات التركية.
وقرار الإدانة من البرلمان الأوروبي هو مجرد تعبير شعبي وبعض الأحزاب الغير حاكمة في الدول الغربية حيال ما يجري، ويمكن فهم ذلك من خلال الصمت المريب الذي يتخذه ألمانيا، بينما الموقف الفرنسي أفضل بقليل وإن كانت لم تتحرك بشكل جدي حتى اللحظة. وهذين الدولتين تتحكمان في الإتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تعاني الدول الأوروبية الأخرى ظروف إقتصادية  تجبرها على الأنصياع إلى الدور الألماني. بينما العلاقة البريطانية مع الاتحاد تتعرض لأزمات في الوقت الذي تتخذ بريطانيا مواقف سلبية قد تكون داعمة للغزو التركي. فيما إن الاتحاد غير ملزم في الكثير من مشاريع التي يقدمها البرلمان. 
ويتطلب من البرلمان الأوروبي وهي إحدى الجهات التشريعية الرسمية في الاتحاد أن تتحرك نحو الضغط على الحكومات ودفعها إلى التحرك وإبداء مواقف أكثر جدية ضد الغزو التركي. 

لمحة عن البرلمان الأوروبي 

البرلمان الأوروبي (EP) هو مؤسسة برلمانية منتخبة بطريقة مباشرة تتبع الاتحاد الأوروبي (EU). يشكل البرلمان الاوربي مع مجلس الاتحاد الأوروبي السلطة التشريعية للاتحاد الأوروبي وتوصف بأنها واحدة من أقوى الهيئات التشريعية في العالم. البرلمان والمجلس يشكلان أعلى هيئة تشريعية في هيكلية الاتحاد الاوربي
النظام التشريعي في الاتحاد الاوربي مكون من غرفتين هما البرلمان الاوربي ومجلس الاتحاد الاوربي، حيث يتم تقسيم السلطة التشريعية بالتساوي بين الغرفتين. كلن يظل هناك بعض الفرق بين السلطة التشريعية للإتحاد والسلطة التشريعية على المستوى الوطني للاعضاء، مثل سلطة المبادرة التشريعية التي لا تملكها الغرفتان مع بعض الاستثناءات للمجلس فيما يخص الامور الحكومية الدولية. فيما يخص المسائل المجتمعية فهي من اختصاص المفوضية الاوربية الذراع التنفيذي للإتحاد الاوربي. ولذلك، في حين أن البرلمان يمكنه ان يعدل ويرفض التشريعات المقترحة، لكن يظل تقديم اقتراح بمشروع التشريع وصياغته من اختصاص المفوضية. ومع ذلك تقسيم السلطة بهذا الشكل مطروح للنقاش.

للبرلمان أيضاً تاثير كبير غير مباشر، من خلال القرارات والتوصيات الغير ملزمة وجلسات استماع اللجان ووجود آلاف الصحفيين. أيضاً تاثير غير مباشر على السياسة الخارجية، حيث يتوجب على البرلمان ان يصادق على جميع المنح التنموية بما فيها المقدمة للدول الأخرى. من الامثلة على ذلك دعم إعادة إعمار العراق بعد الحرب، تقديم الحوافز لايران لوقف البرنامج النووي الإيراني، صفقة تبادل معلومات الركاب مع الولايات المتحدة الأمريكية، كل ما سبق يتطلب موافقة البرلمان الاوربي عليه.

الاحزاب السياسية

أعضاء البرلمان الأوروبي منظمين في سبع مجموعات برلمانية مختلفة، بما في ذلك أكثر من ثلاثين عضوا غير منظمين لاي مجموعة. أكبر المجموعات السياسية الأوروبية هما حزب الشعب الأوروبي (EPP) والتحالف التقدمي الاشتراكي والديمقراطي (S&D). وهيمنت هاتان المجموعتان على البرلمان لأغلب الوقت طوال تاريخه، بحصولها على ما بين 50% إلى 70% بشكل متواصل. في حين لم يتمكن اي حزب من الحصول على الأغلبية إطلاقاً. نتيجة لحدوث تحالفات واسعة من الأحزاب الوطنية، المجموعات السياسية الاوربية تكون متميزة بلامركزية كبيرة للغاية، وبالتالي هناك قواسم مشتركة مع الأحزاب في الولايات المتحدة أكثر من القواسم مع الأحزاب لدول الاتحاد الأوروبي.

وغالبا ما تقوم المجموعات السياسية على حزب سياسي اوربي واحد مثل المجموعة الاشتراكية (قبل 2009). بيد أن يمكن، على غرار المجموعة الليبرالية، التي تشمل أكثر من حزب سياسي أوروبي واحد. وعموماً لتحوز اي مجموعة سياسية اوربية على الاعتراف فهي بحاجة إلى 25 عضو من سبع دول اوربية مختلفة. وحالما يتم الاعتراف بالمجموعة الجديدة، تتلقى إعانات مالية من البرلمان وضمان لمقاعد في اللجان، وهو ما يشكل حافز لتكوين مجموعات سياسية في البرلمان الاوربي. هذا القواعد لتشكيل المجموعات السياسية تظل مثار للجدل ومطروحة للنقاش حالياً.

تنويه: يمنع نسخ أو نقل المادة دون ذكر المصدر ( الموقع الجيوستراتيجي www.geo-strategic.com )

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/