سوريا بين البقاء الامريكي والروسي

آدمن الموقع
0


سوريا بين البقاء  الامريكي والروسي ..

وانعكاساتها على الادارة الذاتية الديمقراطية لشمال سوريا والصراع السني الشيعي من جهة، والصراع السني السني من جهة أخرى.

تحليل/ عاطف صبري
خاص/ الموقع الجيوستراتيجي

من المعروف ومنذ بداية ثورات ربيع الشعوب التي انطلقت شرارتها من تونس عام ٢٠١٠ وحتى امتدت إلى سوريا مرورا بليبيا ومصر واليمن كانت تركيا هي اللاعب المؤثر والفاعل في تلك الثورات وذالك من خلال حلفائها من الاخوان المسلمين وتنظيماتهم الارهابية ناهيك عن دعم تركيا وتدخلها المباشر في تلك الثورات هذا بالاضافة إلى مساهمتها في بناء التنظيمات الاشد والأكثر ارهابا كالنصرة وداعش من خلال دعمها وتمويلها وتدريبها لهم وفتح اراضيها ومطاراتها امام الوافدين و المنضمين الى تلك التنظيمات وتهدف تركيا من خلال كل ذالك الى تحقيق الاطماع التركية في الشرق الاوسط عامة وسوريا خاصة. 
هذا ماجعل من الهيمنة والتدخل التركي يشكل خطرا وشيكا في محاولتها السيطرة على زعامة العالم الاسلامي وعلى وجه الخصوص الاسلام السني المتمثلة في المملكه العربية السعودية التي كانت ولاتزال في صراع دائم مع إيران زعيمة الاسلام الشيعي واطماعها واهدافها في بناء الهلال الشيعي في الشرق الاوسط .
ومن هنا اذا اردنا ان نعلم ماهية الاسباب في التدخل الروسي والأمريكي في سوريا وجب علينا مراجعة الاحداث التي مرت بها المنطقة اولا وسوريا ثانيا  وكما هو معروف للعيان ان الدولتين روسيا وامريكا هما دولتان مافيويتان وتعملان كقاتلان ماجوران لدى من يدفع لهما .
فروسيا بعد ان كانت قد فقدت هيبتها بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وجبت عليها ان تعيد هيبتها بين الدول وكانت لهامن يسد ديونها ويدعم ميزانيتها ويؤمن لها نفوذا كبيرا في الشرق الاوسط بالاضافة على  حصولها لحليف نفطي وصناعي وقوي عسكريا قد يقف الى جانبها في مواجهة الغرب وأمريكا يوما ما ناهيك عن تامين مكان لها في المياه الدافئة فكانت ايران هي تلك  الشريك . ايران المهيمنة والمتحكمة في نفس الوقت بالمشهد السوري والنظام الحاكم  فيه بالإضافةالى تحكم ايران باربع دول أخرى في الشرق الاوسط كالعراق ولبنان واليمن وقطر من خلال تنظيماتها الموالية لها كحزب ألله اللبناني والحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن 
لذالك نجد الدعم المباشر الذي يقدمه الروسي للسوري من خلال الجنود والسلاح عوضا عن  الدعم السياسي في المحافل الدولية وكل ذالك كان مقابل نفط الساحل السوري والقواعد الروسية في المدن السورية وحصولها على اتفاقية العصر ٤٩ عاما من الاستثمار والبناء في سوريا مع النظام السوري وبمباركة ايرانية .
اما فيما يخص أمريكا ودخولها الى الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة كانت لها عدة دوافع ايضا اولا  الوقوف امام القوة العسكرية الروسية وتحكمها في الشرق وثانيا  الأطماع الروسية في الاستحواز على مصادر الطاقة النفط والغاز ومن هنا  عمدت  امريكا عل على ايجاد حليف لها على الارض السورية من الشعب السوري على ان يكون حليف قوي عسكريا وسياسيا وممثلا لجميع فئات  المجتمع في مكان تواجده كما يمكن الاعتماد عليه في حربها ضد الارهاب عامة  وداعش خاصة  على الارض عوضا عن القوات الأمريكية  فكانت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال سوريا شرق الفرات هي الركيزة  الأساسية التي اعتمدت عليها أمريكا في حربها على الإرهاب وتثبيت وجودها في سوريا بعد فشل امريكا في محاولاتها السابقة في دعم المعارضة السورية وما كان يسمى بالجيش الحر الذي فشل في كل المهام التي اوكلتها اليه امريكا الامر الذي ادى الى التمسك والدعم المستمر لقوات سوريا الديمقراطية والتصريحات الرسمية التي اعلنتها مصادر القرار الامريكي  لحماية حلفائها في شمال سوريا شرق الفرات والاستمرار في الدعم المباشر .ولاكن الداعم والداعي الى الوجود الأمريكي في سوريا كانت ولازالت هي المملكة العربية السعودية ويعود ذالك لعدة أسباب منها دعوةامريكا للوقوف الى  جانب السعودية والإمارات العربية المتحدة في مواجهة ايران ومشروعها الهلال الشيعي في الشرق الاوسط اولا . واسناد  السعودية  مهمة القاتل الماجور الى امريكا امام الأطماع والمشاريع التركية في الاستحواذ على زعامة العالم الاسلامي وعلى وجه الخصوص المحور السني ثانيا 
 لذالك كان لابد منها ان تقوم بدفع مبالغ مالية كبيرة لامريكا وصلت الى اكثر من خمسمائة مليار دولار أمريكي في غضون عام وأحد ناهيك عن دفع كافة مصاريف الحرب على الارهاب من قبل التحالف الدولي المؤلف من اثنان وسبعون دولة من ضمنها السعودية والإمارات كل هذا كان لابد منه حفاظا منها على مكانتها في زعامة العالم الاسلامي امام اطماع تركيا وايران . اذا الوجود الامريكي في شمال سوريا وشرق الفرات مستمر ودائم طالما هنالك أطماع تركيا في زعامة العالم الاسلامي واعادة امجاد الإمبراطورية العثمانية وكذالك اطماع ايرانية ومشروعها الهلال الشيعي في الشرق الاوسط الأمر الذي يؤدي إلى تخوف كبير لدى السعودية والإمارات العربية المتحدة وسعيهما بكل السبل والإمكانات في افشل تلك المشاريع والاطماع لدى الدولتين تركيا وايران علما ان احد الاسباب في عدم جلب السعودية لقواتها العسكرية الى سورية في حربها مع داعش كونها جزء من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب كما فعلت امريكا وفرنسا سابقا  كان  انشغالها بحربها مع الحوثيين في اليمن  الحرب التي افتعلتها ايران لاشغال السعودية عن الصراع والحرب في سوريا. 

- كركي لكي - روجآفا، شمال سوريا

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!