هل ستنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من شمال سوريا بعد التغييرات التدريجية لقرارت ترامب ؟

آدمن الموقع
0


هيئة التحرير

التقى السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وكان في جعبته ثلاث إستفسارات حول الأنسحاب الأمريكي من الشمال السوري " المنطقة الكردية " الهزيمة النهائية لداعش 2-حرمان أيران من ملأ فراغ الانسحاب 3- حماية حلفائنا الأكراد بالإضافة إلى التشديد على مسألة حماية الكرد من الإبادة الجماعية على يد الاتراك والقوى المتصارعة. وقال غراهام بعد اللقاء إن «الرئيس مصمّم على ضمان أن يكون تنظيم داعش قد هُزم بالكامل عندما نُغادر سورية»، مشيراً إلى أن «الرئيس قال لي بعض الأشياء التي لم أكن أعرفها ما جعلني أشعر بالارتياح أكثر إلى ما نفعله في سورية. لا تزال لدينا بعض الخلافات لكني سأخبركم بأن الرئيس يفكر ملياً وبجدية بشأن سورية في كيفية سحب قواتنا ولكن في الوقت نفسه نحقق مصالح أمننا القومي".وأظهر غراهام " هو أشد المعارضين لقرار الانسحاب" بعد اللقاء إرتياحاً لخطوات ترامب، وهذا يعني إن الاستفسارات التي حملها إلى ترامب تلقى عليها أجوبة مناسبة، وإن لم يظهره غراهام على الإعلام. 

نقطة نظام

مستوى الضغوطات التي تمارسها شرائح واسعة من الكونغرس الأمريكي والجهات الأمنية والشركات المنافسة على إدارة ترامب نتيجة لسياساته على المستوى الداخلي والدولي كانت دوافع طبيعية لإتخاذه قرارات صادمة حول معظم القضايا المتعلقة بسيرورة إدارته وبقائه، ويعتقد ترامب إنه بهذه القرارات سوف يعيد القطار السياسي الداخل الأمريكي إلى سكته الصحيحة وفق المصالح التي تضمن له الاستمرار لفترة رئاسية ثانية. ولعل أشهر تلك السياسات قرار الانسحاب من الشمال السوري بعد ثلاث سنوات من محاربة الداعش وتكريس مصالح إستراتيجية لم يكن يتوقعه المؤسسات الأمريكية العسكرية والسياسية التخلي عنها بسهولة. إلا أن الاسباب الداخلية التي دفعت ترامب إلى إتخاذ هذه القررات كانت كفيلة لتظهر لنا حجم ما يعانيه إدارة ترامب من ضغوطات في الداخل الأمريكي، وإن كانت هذه التحركات الجديدة لها أبعاد إستراتيجية في سوريا لصالح الأمن القومي الأمريكي وأبعادها المستقبلية، كما يقوله ترامب.
وما يتضح في المنظور القريب إن تحركات ترامب هذه الغاية الأولى منها سبب داخلي يكمن في مسألة دفع جميع  الجهات التي تضغط على إدارته في الداخل من التراجع وتخفيف الضغوطات عليه مقابل التراجع الجزئي عن الانسحاب، والأمر سيان بالتدريج كما هو واضح، لأن ترامب لا يريد أن يخسر الناخب الأمريكي الذي وعدهم في حملته الإنتخابية بسحب القوات الأمريكية من عدة دول كجزء من سياساته الخارجية، وكان ذلك سبباً مهماً في نجاحه على حساب الطبقة الشعبية الأمريكية ، بعكس الرؤساء السابقين الذين أعتمدوا على الجهات الإقتصادية والحزبية في الدرجة الأولى. 
وطبعاً ترامب بهذه السياسة يكسف هدفين على حساب منافسيه، كسب الداخل الأمريكي وعلى الشكل الخصوص الطبقة التي انتخبته، إلى جانب دفع الجهات المنافسة في تخفيف ضغطها عليه، وهذا يضمن بعض الشيء فرصته في خوض الانتخابات القادمة بقوة. وإن كانت قراراته مخالفة للمؤسسة العسكرية والدبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية.
وهذه التغييرات والظروف الموضوعية تظهر لنا إنه لا سياسات ثابتة الآن في قرارات الرئيس الأمريكي، ويمكن فهم ذلك من خلال التدرج في عملية الانسحاب " خلال شهر إلى ثلاث شهور ومن ثم أربع شهور"، وسوف تتطور القرارات إلى إنسحاب جزئي ربما، ونتوقع قبل إنقضاء الوقت سوف يغير ترامب من قراراته وفق النتائج التي يحصل عليها في الداخل الأمريكي، والمسألة مرهونة بحجم كسب الجمهور وتخفيف الضغوطات على إدارته. 
سيحاول ترامب في الفترة المقبلة من سحب بعض القطاعات العسكرية من الشمال السوري حتى يختبر تلك المؤسسات الأمريكية، هل ستخفف عنه الضغوطات حول القضايا الداخلية المتعلقة بشخصه وإدارته أم لا، وفي حال نجح ذلك فإنه سيتجه نحو تغيير سياساته حول الانسحاب، وإن لم تخفف عنه تلك الضغوطات الداخلية فإنه سوف يستمر بالانسحاب لكسب الجماهير حتى يضمن انتخابه مجدداً، وبذلك فإن ظروف الانسحاب وعدمه متعلقة بالوضع الداخلي الأمريكي وعملية شد وترخي في سيرورة إدارة ترامب ومستقبلها الانتخابي. 


01.01.2019

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!