لماذا إسرائيل بحاجة إلى الاكراد ...؟

آدمن الموقع
0


قراءة سياسية: محمد آبان
خاص/الجيوستراتيجي

تعد العلاقات العربية الإسرائيلية معضلة شبه مستحيلة الحل فالأمر لا يعود إلى مساحة جغرافية استحلتها إسرائيل ولا هي تلك المستوطنات اقامتها أو العمليات اليومية ومسيرات العودة التي تقوم بها فلسطين، بل الامر يعود إلى عداوة تاريخية بين هذا الشعبين بنيت على مبداً عدم التقبل الاخر، وليس بعيداً عن الحقيقة أذا قلنا بأن هذه العداوة بدأت منذ عهد أبراهيم الخليل كونها في المحصلة تصل العلاقة إلى التشدد والاعتقاد الخاطئ من كل الجانبين.
لذلك يمكن وصف هذه العلاقة بصعبة الوصول إلى حل نظراً إلى أنه وفي منطقة الشرق الأوسط لا تستطيع الدول العربية إبراز علاقاتها المباشرة مع إسرائيل بل تجعلها دوماً طي الكتمان، بالضبط هذا الامر لا يشمل دول الخليج والتي تتوافق مصالحها مع مصالح إسرائيل بالدرجة الأولى كونها ترى في عدوا إسرائيل خطراً عليها، فسباق التسلح التي دخلته ايران يدفع بدول الخليج بتقديم كافة التسهيلات وتوطيد العلاقات دون أي مطالب. 
لذلك يجدر القول بأن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة بدأت بالتوطيد منذ 1968 وجعلت في ذهن الانسان العربي خوفاً من شيء أسمه إسرائيل في المنطقة بل جعلته الشبح الذي يطارد الانسان العربي أينما حل، لا بل استخدمته الدول العربية ذات الطابع القومي البحت في إخفاء شوفينية أنظمتها والتي جعلت من إسرائيل أداتاً لزيادة ارتباط الشعوب العربية بحكوماتها.

ما السبب خلف تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية:

لعل أبرز العوائق التي تواجه الانفتاح الإسرائيلي على الشرق الأوسط ومن المؤثرات على مكانة أسرائيل في الاتحاد الأوربي هو التقارب الإسرائيلي العربي كون إسرائيل لم تنفتح على المجتمع الشرق الاوسطي حتى الوقت الراهن منذ قيام دولة إسرائيل وحتى الان بل لم تتأقلم مع المحيط، هذا الامر دفع بإسرائيل بمحولات عدة لتوطيد العلاقات مع البلدان العربية وكانت أبرزها الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى عمان في أكتوبر، وهي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس دولة إسرائيلي عمان منذ العام 1996، أفصح عن نواياه بالمضي قدماً من خلال تقوية الروابط مع دول أخرى، بما فيها البحرين. وقد أفادت الصحافة الإسرائيلية حتى، مقتبسة كلام مكتب رئيس الوزراء، أن نتانياهو ينوي منح العلاقات مع المملكة العربية السعودية طابعاً رسمياً قبل حلول الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، التي تقررت في ذلك الوقت أن تجري في نوفمبر.

رغبة إسرائيل الانفتاح على قوى وشعوب جديدة في المنطقة والاكراد هم البوابة الوحيدة للانفتاح على الشرق الأوسط.

لعل أبرز السمات التي دفعت إسرائيل بالانفتاح على شعوب جديدة في المنطقة لها القدرة على التأقلم مع شعوب الشرق الأوسط ومنهم الشعب العربي كان هذا السبب خلف جس نبض إقامة علاقات مع إسرائيل،تتعمد إسرائيل إلى توطيد العلاقات مع أبرز الشعوب المنفتحة على شعوب الشرق الأوسط وهو الشعب الكردي والذي له مكانهتاريخياً وحديثاً،  
حيث أنه ومما لا شك فيه فأن الجهود التي بذلتها إسرائيل في تطبيع العلاقات مع دول الخليج استطاعت إيصالها إلى نقطة محددة لكن لم تستطع أن تدفعها إلى الانفتاح إلى شعوب الشرق الأوسط بل لم تستطع حتى إيصالها إلى بوابة الانفتاح إلا أن الشعب الكردي يستطيع أن يوصل دولة إسرائيل إلى الانفتاح على كافة شعوب الشرق الأوسط لذلك ترتأي إسرائيل في الوقت الراهن إلى زيادة اواصل الترابط ما بينها وبين الشعب الكردي وهذا الامر الذي لا يخفى عن ناظر أحد.

انفتاح الكرد على إقامة علاقات مع إسرائيل:

عانى الشعب الكردي على مدار عقوداً من الزمن الاضطهاد والصهر على أيدي الأنظمة الشمولية والقمعية المتمثلة بالبعث وأخواته ومر الشعب الكردي بالعديد من المحطات التاريخية لكن كان أبرز تلك المحطات كانت خلال الازمة السورية والتي تجسدت بقيام الشعب الكردي بحماية أرثه وأرضه والدفاع عنه لا بل استطاع أن يهزم أعتى التنظيمات الإرهابية المصنفة على المستوى الدولي من خلال مشروعه المسمى "الامة الديمقراطية" والذي يهدف إلى أنشاء نظام ديمقراطي يضمن حرية كافة الأديان والاطياف في المجتمع السوري، هذا الامر دفع بالشعب الكردي بالانفتاح على كافة شعوب المنطقة.
فهبت على أثر ذلك العديد من الاطياف والمكونات لدعم هذا المشروع ووقف إلى جانبه بل ودعمت مسيرته في تحرير أجزاء من الأراضي السورية وبسط الامن والاستقرار، وقيادة العملية السياسية في المنطقة إلا أن المشروع الذي طرحه لا زال في طور الكمال إلا أن الرغبة الملحة للكرد بالانفتاح على شعوب ما بعد الشرق الأوسط هو أحد أبرز العوائق التي تواجهه.
لعل الشعب الكردي يعتبر تاريخياً بأنه من بين الشعوب التي تعيش في منطقة الشرق الأوسط هو أكثر الشعوب القادرة على التأقلم حتى مع عدوها كون الشعب الكردي شعباً مسالم بطبيعته لا يقدم على القتل إلا في حال الدفاع عن نفسه، لذلك يعتبر الشعب الكردي من الشعوب المنفتحة والتي تدعوا دائما إلى مبادرات إلى توطيد علاقاتها مع الجميع.

مساعي إسرائيل من خلال استقطاب شخصيات كردية إلى إسرائيل بشتى الاشكال: 

لا يخفى بأن إسرائيل عمدت خلال الآونة الماضية إلى استقطاب العديد من الشخصيات البارزة بل وتوجيه الدعوات لممثلي كيانات حزبية وسياسية واجتماعية كردية إلى زيارة تل أبيب، كما وأن احتضان إسرائيل لاحتفالات أعياد النوروز وسط أحياء تل أبيب كان له رسالة واضحة من جدية رغبة إسرائيل في تطبيع علاقاتها مع الاكراد، لا سيما فأن إسرائيل كانت من بين الداعمين للشعب الكردي في عملية الاستفتاء التي حدثت حيث زينت الاحتفالات الكردية في بعض أحياء هولير بالأعلام الكردية والإسرائيلية إلى جانب بعضهم البعض.
هذا الامر لم يكن حديث الصدفة بل هو امتداد حقيقي لرغبة الشعب الكردي في توطيد علاقاته مع الشعب الإسرائيلي الذي يرى فيه الانفتاح الحقيقي على العالم الخارجي.
يمكن القول بأن الشعب الكردي له حاجة ماسة في الظروف التي يعيشها بصرف النظر عن تواجده سواءً في العراق أو سورية إلى إقامة علاقات خارجية ويمكن القول بأن من بين القوى التي تتواجد في الوقت الراهن على الساحة وتمد يدها لإقامة علاقات مع الاكراد هي دولة إسرائيل.

31.03.2019

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!