الاحتفال بميلاد أوجلان بين القشور والجوهر

آدمن الموقع
0


الصحفي: فرهاد حمي

أن نثمن أوجلان عبر عيد الميلاد سنوياً، فهذا حتماً سيكون محصوراً وفق أوجلان في إطار" الشأن الخاص"، لكن أن نتشبث دوغمائياً في تعبيد أوجلان في "الشأن العام" وتحويله إلى أسطورة قابلة للتقديس والتمجيد والتعظيم والترميز في كل شاردة وواردة، فهذا حتماً ينسف مسلمة أوجلان في نقده ضد وثنية كمال أتاتورك ومصطفى ملا البارزاني وجميع أشكال التعبيد الشخصي في ظل الفلسفة الوضعية التي تستبدل الالوهية في السماء بالألوهية في الأرض، عبر مناسبات مصطنعة فارغة، ورموز، وتماثيل، وشعارات، وصور، وتسطيح، وتقبيح، بصورة دنيوية وقحة على طريقة" الوثنية الدوركايمية المعاصرة"، وهي في العمق حسب أوجلان دوماً، محاولة لإعادة المقدس الديني في هيئة التظاهر الثوري الحداثوي وفرضها على عقول المجتمع من أجل العبادة الرمزية الفارغة بدون التفكير النقدي لصالح الطاقة الإيجابية لدى الناس في الواقع الفعلي. ولن أسرد مدى نقد أوجلان ضد هذه الأسطورة المركزية التي حجبت العقل عن البشر باسم التمجيد الدنيوي. 
استحضار أوجلان في حقيقة العقل الجمعي الكردي، كسجين سياسي، وثوري ديمقراطي، ومفكر تنويري شرق أوسطي وعالمي، ومناضل سلمي وحقوقي في مواجهة الإرهاب الفاشي داخل السجن، فهذا واجب أخلاقي لا يمكن أن نقفز فوقه، لكن أن يجري تسويق أوجلان في هيئة الصور المعلقة في مداخل المدن والمحلات الشعبية والمؤسسات المدنية والغرف العسكرية والأمنية والأسواق الشعبية التي تفوح منها روائح النتنة، لهي محاولة مقصودة في تصوير أوجلان على أنه كاريكاتور ليس إلاّ، وخاصة أنّ التراجيدية تكمن في غياب شبه كلي منذ عشرات سنوات في كل من كردستان باكور وروج آفا وأوروبا وكردستان العراق في إنشاء مؤسسة أكاديمية مكونة من غرفتين مهتمة جدياً وعلمياً ومعرفياً في توضيح تصورات أوجلان العظيمة.
ميلاد أوجلان الحقيقي هو في متن كتب أوجلان. مؤلفات أوجلان واهتمام بها ليست نزهة ترويحية عن النفس، بل هو مشروع تدفع كردستان في سبيله الدم بغرض انبعاث الحياة من رحم الموت الذي يواجه كل الشعوب التواقة إلى التحرر والحرية.
تبسيط أوجلان رمزياً وشعاراتياً هو تقبيح أوجلان فكرياً وجمالياً وأخلاقياً وسياسياً وتنويرياً. هذه المهزلة يجب أن تتوقف لصالح حقيقة أوجلان الحق!!

الصورة: في كوباني سنة 1979م المفكر والفيلسوف الكوردستاني الأممي عبد الله أوجلان مع نساء وأطفال كورد.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!