صفقة إدلب - تل رفعت، والفشل منذ الخطوة الأولى

آدمن الموقع 5:56:00 ص 6:13:14 ص
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A
الصورة لدبابة تركية تحترق بعد قصفها من وحدات حماية الشعب الكردية في 30 أبريل 2019


المادة: نقطة نظام/ تحليل الاحداث
خاص: هيئة تحرير الموقع الجيوستراتيجي للدراسات

- نتائج تفاهمات النظامين التركي - السوري برعاية روسية


تمخضت عن الاجتماعات الاخيرة وكحصيلة للجولات المكوكية بين الأتراك والروس، وما يظهر من تناغم في المواقف حول العدد من القضاية المتعلقة بمحاربة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، والتفاهم بين النظامين السوري والتركي بالاضافة إلى الإيرانيين برعاية روسية، وعملية التصعيد ضد خيارات قوات سوريا الديمقراطية في البقاء ضمن التحالف الدولي في محاربة الإرهاب وأية تهديدات إقليمية. وكنوع من التأكيدات على بناء الثقة بين النظام والأتراك وصولاً لتطبيق جزء من تلك التفاهمات على الأرض في الشمال السوري/ مناطق الاحتلال التركي/، بحيث يتم إعطاء مناطق جديدة للنظام السوري في إدلب مقابل السماح للمجموعات المرتزقة التابعة للأتراك بفتح جبهة سريعة في مناطق الشهباء التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. 
وبالتزامن مع القصف الجوي الروسي وتحرك قوات النظام السوري نحو قرى في ريف إدلب بغية السيطرة عليها كجزء من الاتفاقات، بدأت المجموعات المسلحة بفتح جبهة مفاجئة في تل رفعت - نقطة قرى مرعناز ومالكية، ومع إلغاء التغطية التركية فوق المجموعات المسلحة على مناطق تقدم النظام استطاع النظام والروس بالتقدم في بعض القرى بإدلب، مقابل فصح المجال أمام الأتراك في التقدم بالشهباء، وخلال الساعات الأولى للإشتباك بثت الوسائل الإعلامية التركية ومجموعات المعارضة على إنهم أستولوا على ثلاث قرى إستراتيجية في المنطقة، في الوقت الذي قصفت الطيران الروسي لأكثر من 100 غارة عنيف على 23 موقع في ريف إدلب، ودمرت قرى وقتلت العشرات من المدنيين وسيطر النظام السوري على ثلاثة قرى، ليظهر لنا عملية التغطية التي قامت بها تركيا في خلق مواجهات بالشهباء ومحاولة الاستفادة من عملية الروس والنظام في إدلب، وبذلك يظهر حقيقة تحرك متفق بين الأطراف في كل المنطقتين. 

- الفشل رغم إستغلال الفرصة

عند إيعاز الاتراك لمرتزقة الجيش الوطني التابع للإئتلاف المعارضة البدأ بالتحرك للإستيلاء على بعض القرى في الشهباء، بثت قنوات المعارضة ووكالاتها الإعلامية بالتزامن مع التحرك الإعلامي التركي العام على إنهم أستولوا على ثلاث قرى في الشهباء، ليغيبوا بذلك عملية الروس والنظام السوري في إدلب. ولكن ما حصل على الأرض في الشهباء كان مختلفاً، وأتضح إن قوات حماية الشعب الكردية فتحت للمهاجمين المجال كي تتقدم، ومن ثم تم تدمير ألياتهم وقتل العشرات منهم بالتزامن مع تنفيذ YPG لعمليتين مهمتين إحداها في مدينة إعزاز- معقل المجموعات المسلحة، وعملية أخرى في ريف الغربي لعفرين، وخلالهما قتلت القوات الكردية عدد من الجنود بينهم ضابط كبير وقائد عمليات ميدانية للجيش الاحتلال التركي. 
وبذلك فشلت العملية التركية وفرت قواتها مع المجموعات المسلحة بعد تركهم لعدد من جثامين قتلاهم، وعدد من آلياتهم العسكرية.

 صورة لمصفحة تركية تم إعطابها بقرب قرية مرعناز بتاريخ 05.05.2019


- المتوقع خلال الفترة القادمة

قد تكون هناك بوادر لإتفاق بين الأتراك والنظام السوري حول تكرار نفس سيناريو هذه العملية التي نفوذها، والمزاج الجيوسياسي الروسي والتصريحات الأخيرة لخارجيتهم توحي بذلك، بالاضافة إلى التناغم المتواصل بين النظام السوري والأتراك حول بعض التفاهمات برعاية روسية وإيرانية، وقد تنتج ذلك عن عمليات عسكرية متبادلة ومتفق عليها في كلاً من إدلب ومناطق الشهباء، لأن ما ينسجونه من خيوط المؤامرات باتت واضحة من خلال السياسات الروسية التي جعلت من إقليم عفرين معقلاً لعقد الصفقات مع الجانب التركي. 
وقد تكون هذه العملية وما سيخلفه إستراتيجية جديدة للتحالف الروسي التركي من أجل إستدراج قوات سوريا الديمقراطية إلى حرب الشهباء، بغية تضعيفها وأستنزافها لصالح تحركات النظام السوري في دير الزور وجنوب الرقة ومنبج، وأيضاً لصالح التهديدات التركية في منبج. لهذا فإن خطوط التكتيكات التي تنسجها روسيا والأتراك والنظام السوري والإيرانيين تتطلب يقظة كبيرة وعميقة من قبل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

تنويه: يمنع نسخ أو نشر المادة دون ذكر المصدر الرسمي: ( الموقع الجيوستراتيجي للدراسات )

05.05.2019

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/