الخط الاخطر.. خط الفقر والتعتير (نقد تجريدي)

آدمن الموقع
0


يكتبها سيامند ميرزو 
خاص/ الجيوستراتيجي للدراسات

احلام شباب الكرد.. وخيبة أمل في النظر إلى المستقبل  المفروش بألوان  القوس والقزح  كي نخرج  أنفسنا من هموم الفقر وغبار الحرب، ونتجنب استنشاق دخان نار الفضائيات السياسية والطرب.. 
لو سألنا عينة من الشباب والشابات بماذا تحلمون في المستقبل، ماذا ستكون الاجابات؟
أظن كل ما يتمنوه هي من قبيل أدنى الحقوق الطبيعية، بغض النظر عن فقراء كبائع الجوال أو الذي يكسب عمله اليومي في الأشغال الشاقة أو غير ذلك اذا تغيرت الاحوال، لكن يكون حلمهم في قصر او سيارة فارهة أم رصيد في البنك يبدأ ولا ينتهي، أظن  أن الاجابة لن تكون في أي صنف مما ذكر سابقا ً فتلك الاجابات تتعدى احلامهم سواء كانت خلال النوم أو مرت كسحابة صيف أثناء ساعات النهار... وانا ابن العامل الذي كان يدور أحلامه حول  تأمين وجبة طعام في وجه الجوع، حتى لو لم تكن دسمة لإن راتب ابي كان ينتهي  بعد اليوم العاشر من الشهر، ونهاره كان يقضيها ذهابا وايابا إلى العمل ثلاث ساعات والإضافة  12ساعة مع الإضافي كي يزيد شيء من الراتب... وساعات الباقية، الثمانية كان يوزعها  للقيام بالواجبات الاجتماعية  واستقبال الضيوف.. وجزء بسيط للنوم أما إذا حاصر المرض فلذة  كبده أو تعرض  احد الابناء لحادث أو وعكة عابرة... اثقله الديون مع  كل ذلك كان  يلح علينا على اكمال  التعليم ربما  احدنا يستطيع مساعدته  ليساهم في تعليم اشقائه اذا اتيح له العمل أو وظيفة فيها راتب لا يدخل ضمن بند خط الفقر، واقصى احلام ابي كان 
محصورة في ساعة هناء أو رضى او قدرة على ادخال الفرح الى قلب اي  فقير مثله  أو عابر سبيل مع كل ذلك كان كشمعة لإدخال النور والبهجة الى قلب.. أولاده مناسبة الكلام وكلام المناسبة.
في ذكرى رحيل والدي.. الذي اشقاه الزمن وكد ليله ونهاره من اجل اكمال حياتنا على احسن صورة . واحسن صورة التي نحلم بها قد تكون أحيانا  ان نذهب لمدينة كبيرة والتجول في ساحاتها وشراء كيس من المكسرات الفاخرة  من محلاتها المعروفة أو امضاء ليلة ساهرة على ارصفة شوارعها واذا فاض الحلم بنا  واستغرقنا في التفكير 
كان تنحصر في السفر إلى الخارج وهكذا بعد اثني عشر سنة من سفري  في  غربتي  والأعمال الشاقة، علما كنت معروفا  بشش كار اي ست كارات.... ومن هنا وهنا أصبحت معروفا بصاحب عشر كارات لايوجد مهنة وإلا كان لي بصمة..... 
لازلت احلم ببيت وبوظيفة محترمة تدر عليه دخلاً ثابتاً ليس من فئة الخمس نجوم بل عادية قد تكون من طراز... خدمة في دار العجزة العاجزون على تنظيف أنفسهم حين قضاء الحاجة... هنا في جوب سنتر يتطلب ممارسة هذا العمل دراسة أوربية ثلاث سنوات وهكذا بالنسبة لعامل مطعم أو حلاق او مهنة من طراز حارس أو مراسل او ...... او ....، ولن اكمل حتى لا يغضب البعض مني جراء سرد هذه الاحلام وتعاملت مع الأدب والسياسة والساسة ولم احلم ان اصبح  سفيرا ً او مديرا عاما أو أمينا عاما، فتلك من الموبقات السبعة التي لا يشغل الفقراء احلامهم في التفكير بها،أو السطو عليها لا سمح الله .
ترى من يسرق  أحلام الفقراء في بلدي ومن يجعل  احلامهم صعبة التحقيق وهنا بيت القصيد لما أصبح لنا شبه دولة في روج آفا او في إقليم كردستان العراق، كان الأمر بمثابة صدمة لشبابنا وشاباتنا الذين ظنوا أن وصول "كاكا او هفال " إلى سدة الحكم  سيحقق جميع أحلامهم وسيدوم طويلًا، لكن الأمر لم يتجاوز  بضع سنوات حتى  واجه خلالها إدارتهم وسلطاتهم انتقادات شعبية واسعة، حتى من أولئك الذين دعموا وساندوها
بل كان هناك الرفض القاطع من الانتقادات المتكررة بالتوصل إلى تسوية سياسية مع الفقراء والفرقاء  السياسيين،  المنتقدين الذين كان أولادهم الظهير الأول في الانتصار في الميادين العسكرية حتى الاستشهاد خابت امل الشباب وضاع احلام عوائل الشهداء
راهن قيادات احزابنا على الخروج من عنق الزجاجة بتسخير.. الشباب والشابات في إقامة مهرجانات واعتصامات ضد السلطات الأنظمة واستخباراتها المتحكمة بحياة الكرد وانقلب الآية وأصبح جزء من ابناؤنا سلطة عبر انتماؤهم لحزب كاكا وهفال
ولكن للإسف في هذه المرحلة تشتت لم شمل جميع الأحزاب وانصارهم دون استثناء 
 إما قابعين داخل السجون، أو ملاحقين، أو مختفين عن الأعين، أو فارين خارج  كردستان من اختار الهرب إلى خارج البلاد، وجدوا الملجأ والملاذ لكن من بقوا في الداخل بدوا كالمستغيث من الرمضاء بالنار، ففرص العمل والخيارات أمامهم محدودة للغاية، قلة قليلة منهم وجدت لنفسها مكانًا للعمل  وخاصةفي المنصات الإعلامية  للشاباش. وحتى هذه ضربتها الانقسامات والخلافات، بعد اعتراضات على تدني الأجور لدى العمل لدى الإدارة في روج آفا او في إقليم كردستان العراق لاننكر انهم تكلفوا بتقديم المساعدات المادية لمن لم تتوفر لهم فرص عمل، ولكنها لا تكفي في بلد يُعرف عنه أنه من واحد من أكثر  المناطق فقرا . غلاءً في المعيشة والأسعار، زاد من وقع الأزمة أن الخلافات التي يشهدها احزابنا وقيادتها  تلقي  بظلالها  على حياة واحلام الشعب  وخاصة مع هيمنة... بعض المتنفزيين من انصار الأحزاب اللذين يواجهان رفضًا واسع النطاق بين قواعد هم  - على الموارد المالية، وتوزيع المساعدات، وتهديد الرافضين وطردهم من  وظائفهم، لهذا دفعت الظروف المعيشية بالكثير من هؤلاء إلى العمل في مهن متدنية، يتحصلون منها على رواتب تلبي احتياجاتهم الإنسانية بالكاد، دون أن يغير ذلك كثيرًا من الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع العريض من الكرد
سواء في الداخل او في الغربة حتى بدا لهم وكأنهم يعيشون في سجن كبير، لا يعرفون متى سيخرجون منه، أو تتبدل أحوالهم فيه إلى الأحسن.
ومما يزيد من حدة الغضب والنقمة على هذه الأوضاع، أن قيادات  كل من المجلسين وللحكومتين  وغيرها من القيادات  الكردية  لا تعيش في أجواء مماثلة، لا تشعر معها بحجم المعاناة والصعوبات التي يواجهونها، بعد أن أسسوا لنفسهم أعمالاً تجارية، أمنت لهم أوضاعهم المعيشية، وانخرطوا في "البيزنس" الخاص بهم.
وهناك من حصل على  جنسيات في عواصم المستغلة لكردستان وفي العواصم الأوربية وخاصة عاصمة تركيا ، بهدف منحهم "غطاء قانونيًا"، لحمايتهم من أية ملاحقات شعبية  قد يتعرضون لها في حال حدوث تطورات سياسية مفاجئة 
وهذا ما يجب أن يدفعنا نحن الكتاب والمهتمين إلى استنكار الأمر علانية، خاصة وأنه اذا رافق تكتم شديد عن السراقيين والمستغلين لدماء شهداؤنا  في سبيل مصالحهم الشخصية يجب أن لانخبي رؤوسنا مثل النعامة من معاناة الذين  يعانون من شظف الحياة، كأسر بلا مصدر للرزق، سواء لا يوجد لها عائل، أم لا يجد عملًا، ومن ليسوا من المنتميين للاحزاب ، فإنهم يعانون أكثر، وهناك "مَنْ يتعفف عن أن يسأل الناس
عن حاجته...
على ماذا يتصارعون قيادات احزابنا لماذا لا يفكرون بأرواح  ومصائر آلاف الشباب، ومنهم نسبة غير قليلة انتهت فترة جوازات سفرهم ولا يدرون إلى أين يذهبون، وبعضهم هارب من تراكم الإيجارات  يكفي الإيثار والتعالي على منافع الحياة الخاصة لكم ولأبنائكم؟".
لست أنا  الوحيد الذي خرج عن صمته ليوجه الانتقادات إلى قيادات  الكردية بإستثناء بعض الشرفاء إنما اقصد كل الذين  التي انشغلوا  بتدبير أوضاعها، وبتأمين ظروفها،
على حساب أبناء شعبنا هناك الكثيرون من يراسلنا في هذا الشأن ويشرحون عن  حقيقة الوضع عن قرب، يعيشون في ظروف قاسية وخاصة من   لا يتمتعون بصفة قيادية أو تنظيمية داخل  هذا الحزب او ذاك وهناك من قسم شرائح المجتمع الكردي إلى ثلاث طبقات، في مقدمتها "طبقة الكبار"، والتي تتألف من المسؤولين والقادة السابقين والحاليين سواء داخل  الأحزاب والتيارات،  الكردية او خارجها وهؤلاء "همهم الشاغل هو تأسيس استثماراتهم الشخصية وشراء العقارات والمزارع والمصانع والسعي للجنسية البديلة وبناء شبكات علاقاتهم الشخصية، والاوضاع الكردية " بالنسبة لهم ليست سوى قضية إنسانية تثير الشفقة من بعيد". 

أما الطبقة الثانية فأسماها بـ"طبقة المنتفعين والمستفيدين"، وهي تتألف من شخصيات إعلامية أو سياسية أو تنظيمية، وتسعى إلى أن تكون من أصحاب الطبقة الأولى، وهؤلاء "يسعون إلى بناء مجد شخصي وزيادة مساحة أدوارهم بالمزايدة في قضايا  المعاناة الكردية  أو تقمص أدوار بطولية، وبناء أكبر رصيد من الأموال،  ويرون  الوضع الحالي فرصة لهم لتحقيق مرادهم".

بينما الطبقة الثالثة تأتي في المؤخرة، وهي "الطبقة الأكبر عددًا"، يسمى بـ"المسحوقين"، ممن  نستطيع القول إنهم "يبحثون عن لقمة عيشهم في محاولة منهم للنجاة من موعد استحقاق ديون او إيجار السكن، وغالبيتهم من الشباب والشابات، الذين فقدوا الأمل والأهل  وكل شيء خلال وجودهم داخل الوطن او من خلال  رحلتهم للهرب خارج البلاد".

والطبقة الأخيرة – هناك من  "يتم سحقهم ولا يستطيع الفرد منهم رفع رأسه،
من الصعب ستعادة أرواحهم مرة أخرى، وهم خارج دائرة البيزنس والقيادة والانتفاع بشكل عام، واضطروا إلى الهرب للعمل في أي مجال من أجل المعيشة فقط، وفي انتظار دعم من أي جهة لمساعدتهم على العيش، ولا تملك في يدها ما يغير حالها.
وعلى الرغم من كل هذه الأوضاع الصعبة، والانتقادات التي طالتها، إلا أن  بعض القيادات الكردية " لم تتوقف كثيرًا أمامها، وبدت غير مبالية بما يتردد حولها من وقت لآخر، أو ليس الأجدى والأجدر.. دون استثناء إثبات الأحزاب وجودهم بين أبناء شعبنا  بطرق جميع الأبواب والأخذ بجميع الأسباب لإنقاذهم، هذا هو السبيل الوحيد لإثبات وجود هم بين الكرد أما دون ذلك واحتفالات عقيمة وفارغة ومهرجانات فنية قميئة ووجوه أقمأ لا تفيد  اي حزب ولا رموزها ولا من هم في الداخل او في الخارج  بشيء، بل بالعكس بتزيدهم كمدًا وقهرًا كما يحصل في الفترة الأخيرة الاهتمام بالاحتفالات والمهرجانات ونسيان معاناة واحلام الشباب والشابات.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!