الشرق للغرب والغرب للشرق " سياسة جعل سوريا بين فكي المصالح الأمريكية الروسية "

آدمن الموقع 4:00:00 ص 4:00:05 ص
للقراءة
كلمة
1 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


قراءة سياسية/ عاطف صبري
خاص/ الجيوستراتيجي للدراسات

الاتفاق الروسي الأمريكي فيما يخص سوريا منذ بداية الحراك الثوري، يبدو انه كان مبنيا على اتفاق يقرّ بأن تكون شرق الفرات لأمريكا وغربها لروسيا، ومن الواضح أن جميع الهجمات التي كانت تقوم بها امريكا على النظام السوري، والتهديد المستمرة على الإعلامي لإثبات استخدام النظام السلاح الكيميائي و قصف مطار الشعيرات واطلاق ٥٨ صاروخ توماهوك من البحر المتوسط ومن فوق قاعدة حميميم الروسية وعلى مواقع متفرقة للنظام بدءً من العاصمة دمشق ومختبرات البحوث العلمية ومعامل الدفاع ومطار المزة وغيرها، على مرأى ومسمع الروس دون أي رفض او تنديد!، يبدو أنه كانت لتحقيق  أهداف روسية لا امريكية؟.
على ما يبدو إن الأهداف الروسية كانت تركز على تخويف النظام وتقزيمه و اجباره على تقديم تنازلات أكثر للروس، والارتماء في حضنه وتحت عبائته أكثر، وأبعاده عن ايران واجنداتها، وعدم اعتماد النظام على ايران  مستقبلا، وهذا ما حدث على أمر الواقع من خلال حصول الروس على توقيع اتفاقية العصر " استثمار النفط في الساحل السوري والمنطقة الوسطى في محافظة حمص لمدة خمسين عام قابلة للتجديد ان اراد الروس".  من هنا نستنتج  ان التدخل التركي في منطقة النفوذ الأمريكية ومهاجمة قوات سوريا الديمقراطية والمنطقة الكردية ودون اعتراض او  تدخل أمريكي ومداخلة روسية في الموضوع عوضا عن امريكا،  وعقد اتفاق روسي تركي في سوتشي لتشكيل منطقة امنة، مقابل إبعاد حلفاء امريكا " قوات سوريا الديمقراطية والكُرد" عنها، والسماح بعودة النظام السوري لشرق الفرات ومشاركته لتركيا في المنطقة الآمنة المذكورة على الرغم من تهجم الرئيس السوري بشار الأسد على اردوغان من ادلب واتهامه باللصوصية والإرتزاق في نفس اليوم الذي تم فيه الاتفاق، كذالك تصريحات ترمب فيما يخص النفط في الشمال والشرق السوري وقيام امريكا بتامينه وتصريحه ببقاء قوات أمريكية محدودة لحماية ابار النفط والغاز، ومدح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للكُرد والحديث عن شجاعتهم وبصالتهم، والاتصالات اليومية التي تواصل من خلالها مع القيادات في روج افا، وإعطاء الضوء الأخضر الأمريكي للاتحاد الأوربي بالهجوم الإعلامي على تركيا والسعي من أجل إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري بحماية اوربية، وابعاد الأتراك والروس عن شرق الفرات - علما ان الاتحاد الأوربي وحلف الناتو لا يمكنهم اتخاذ اي قرار من دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية.  
- من هنا نجد ان الولايات المتحدة تسعى إلى الحصول على تنازلات من الإدارة الذاتية الديمقراطية تحت الضغوط والهجمات التركية التي تكون رأس حربتها المجموعات المرتزقة السورية التابعة للإئتلاف المعارضة السورية المرتمية في الحضن التركي، وهو سعي أمريكي من أجل الحصول على استثمارات النفط  والغاز في شرق الفرات ولمدة زمنية طويلة لا تقل عن التي حصلت عليها روسيا من النظام السوري، تحت أهداف الحماية من المرتزقة الأتراك وأبعادهم من دكتاتورية النظام التي كانت الثورة في البداية عليه. بهذه التصور نجد ان الولايات المتحدة وسوريا الاتحادية متفقتين ضمنياً منذ البداية وحتى هذه اللحظة على مصالحهما التي تشمل استنزاف خيرات سوريا وشعبها على حساب دماء وتشريد الشعب السوري، وابعاد الادارة الذاتية الديمقراطية لشمال سوريا عن برنامجها فبما يخص الفدرالية الديمقراطية لشمال سورية والسعي الى تشكيل مسافة واسعة بين الادارة والنظام السوري تمهيدا الى تقسيم الدولة السورية الى دويلات صغير على اساس عرقي وقومي وطائفي  تتناحر فيما بينها لفترات طويلة من الزمن، وبطبيعة الحال سوف يدفع الشعب السوري ثمن ذلك من الضحايا بكل مكوناته، والرابح هي المصانع الأسلحة في  الدول الكبرى المهيمنة على الإقتصاد والقوى العالمية " الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها "، وسوف ينفذ مشاريعهم في سوريا القتلة المأجورين وفي مقدمتهم النظام التركي والمجموعات المتطرفة التي تستخدمها لتدمير سوريا. 

25.10.2019

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. الى الان قد قامت السيدة الهام احمد بثلاث زيارات الى واشنطن في خلال مدة لا تتجاوز الاريع اشهر, وهناك بعض التسريبات و الاقاويل هنا وهناك , بان الادارة الامريكية اشترطت على الادارة الذاتية مطلب اساسي من اجل الاستمرار في دعمها عسكريا و تامين الغطاء العسكري لها, و هذا الشرط الاساسي هو :
    فك الارتباط الرسمي و الفعلي بين الادارة و حزب العمال الكردستاني (قنديل). وليس فقط اصدار بيان بهذا بينما صور اوجلان ترفرف في الدوائر الرسمية.

    وان سبب اعطاء الضور الاخضر الامريكي الاخير الى تركيا كان من هذا الباب, حيث ان الادارة الذاتية تجاهلت الطلب الامريكي و اصرت على عدم عطع تلك العلاقة مع قنديل.

    فهل هذا كله صحيح ام انه جزاءا منه هو صحيح ام كله غير صحيح وما هو الصحيح في هذه الحالة ؟؟؟؟

    ردحذف

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/