حتى نتوازن .. وحالة عدم الاتزان التي يمر بها شعبنا الكردي

komari
0

الكاتب: سيامند ميرزو 
خاص: الجيوستراتيجي للدراسات

بدأت نتيجة الاستقطاب الكردي حول المحورين الإقليميين والدوليين واتضحت اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، على ساحة الصراع في سورية تفاعل كل طرفٌ مع الحليف الإقليمي والدولي وكلا الطرفين سواء الروسي والايراني والنظام أو الامريكي والتركي والمعارضة غير متماسكين وغير متفاهمين إلا اذا كان القضية الكردية محور اتفاقاتهما، مع أن مآلات الاوضاع التي اتخذتها معادلات الصراع جعلت كلا الطرفيين التحرك بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وبتناغم اوروبي، باتّجاه الأحزاب الكردية واستمالتها نحوهم، والطرف الاكثر ضرراً نتيجة خيانات اردوغان كانت المعارضة السورية التي اعتمدت كليأ على المجلس الوطني الكردي لاعتقادها بأنّها ذات قوّة تنظيمية وموقع جغرافيّ استراتيجي يمكن استثماره في مواجهة النظام، وكان المجلس الوطني الكردي اول الخاسرين ولم يتوقع بأنّ المجتمع الدولي وحليفه الإقليمي التركي والإئتلاف الذي سيطر عليه جماعة أخوان المسلمين والقاعدة اتّخذوا قرار إسقاط منطقة الإدارة الذاتية بدل النظام السوري، مما أدت تلك السياسات إلى افتقاد المجلس الوطني الكردي وقياداتها للمبادرة والإستراتيجية السياسية الفاعلة على الأرض واستعاضت عن ذلك باللجوء الى الاعلام الاخواني بالتشكك حتى ببطولات الكرد الخارقة من الجنسيين في المعارك الميدانية ضد الدواعش وأخواتها من حلفاء النظام التركي، ولم ينجحوا في الاعتماد الكلّي على الحليف في إقليم كردستان، لا في صياغة بنيتها الهيكلية وحتى في توجّهاتها السياسية وتحالفاتها الداخلية. وللاستدلال على ذلك، يمكن الاستشهاد بكثير من المواقف المخجلة حتى بعدما تيقنوا أن المعارضة تحولت إلى أداة عميلة لتركيا بعد تزايد نفوذ التيارات الإسلامية الراديكالية والمتطرفة في صفوف المعارضة المسلّحة والتي تمثّل بداعش وجبهة النصرة التان تشكلا منها ما يعرف بالجيش الوطني السوري، وأبرز تشكيلات الفصائل الاسلامية المتطرفة في سوريا عامّة، وطمعها في التغيير الديمغرافي بقيادة نظام اردوغان والاخوان المسلمين، بعد احتلالها لمناطق عفرين ورأس العين " سري كانيه " وتل أبيض " كري سبي " لفصل بين الحدود المناطق الكردية خاصّة، وبعدما الاصطدامات بين تلك الفصائل ووحدات حماية الشعب، ولهذا تستلزم الجهود الممكنة كافة من أجل إعادة التوازن، فليس من المعقول أن يبقى الوضع على ما هو عليه إلى ما لا نهاية، من أجل ذلك كان لابد من اتخاذ مواقف وإجراءات تحول دون تفاقم الأوضاع، فالأطماع في منطقتنا الكردية لا حدود لها، وهو أمر مشهود من خلال التدخلات الروسية والإيرانية والنظام من جهة، وامريكا وتركيا وفصائل ما يسمى الحر، في شؤون شعبنا الكردي دون أي تحفظ مما يعكس حالة الانقسام المؤلم التي نعيشها، في خضم الأزمات المتلاحقة التي تكاد أن تعصف بروج آفا ومكتسباتها التي رويت بدماء الشهداء يأتي صوت الجنرال مظلوم عبدي القوي ليضع حداً فاصلاً لبداية جديدة لانتشال الوضع الكردي من واقعه المؤلم، وهذه اخر الفرص للكرد في روج آفا، وما حديث القوى الكردية والاقلام الجادة والقوى المخلصة مع شعبنا في الداخل والخارج او تجنيبه خطر الحرب اقذر للإعداء على الكرد إلا دلالة واضحة على عمق الإحساس بالمسؤولية والتصدي لكل ما قد يؤثر سلباً على حياة ابناء شعبنا الكردي من الأمن والاستقرار والتحرر من عبىء الاستبداد، ودائماً كانت الشريحة التي تشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، هم المثقفين والمخلصين الذين يقومون بما يتطلب من عمل وتحرك من أجل وحدة الصف الكردي، ماعدى المتسلقين الذين وفي كل موقعة يثبتون ضرر وجودهم.

وإن كان الصراع الاحزاب واصطفافاتها هما محور اهتمامها إلا أنهم أيضاً يسعون دائماً لأن يكون المناطق الكردية مكاناً أفضل للعيش سواء في المناطق التي يقودها الكاكا او الهفال، والحال أنّ لا سبيل إلى التوازن وتجاوز هذه الحالة الكردية التي تنذر بمخاطر كبيرة على مستقبل شعبنا الكردي وقضيتنا، إلاّ في تجاوز واقع الانقسام السياسي للحركة الكردية، وذلك بتشكيل جبهة وطنية كردية شاملة تقود العمل السياسي والدبلوماسي والعسكري والإداري وفق إستراتيجية وطنية كردية تأخذ في الحسبان حقيقة الحاجة إلى التوافق والتحالف مع القوى الكبرى، ويأتي ذلك من ثقل سياسي وإقتصادي، الذين يجسده مبادرات وإستراتيجيات المتزنة التي تتمثل في أحد أركانها الحفاظ على استقرار الأوضاع الامنية التي تنعكس بدورها إيجاباً على حياة ابناء شعبنا الكردي في الاطراف الاخرى.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!