العالم في مواجهة التحدي التركي – الإيراني

آدمن الموقع
0

بقلم: محمد عيسى
- الجيوستراتيجي للدراسات 

ﻻشك بان منطقة الشرق اﻻوسط وربما مناطق عديدة اخرى في العالم، وطيلة العقود الثلاثة الاخيرة التي تلت انهيار اﻻتحاد السوفيتي قد شهدت تنافس مشروعين من جدر فكري واحد، ويحكمهما حلف حتمي بحكم الطببعة الايديولوجية لكلا المشروعين، وبالنظر لنوعية التحديات التي تواجه كليهما .
اوﻻ: المشروع التركي الذي يتعمد استدعاء قسريا للتاريخ الى القرن الواحد والعشرين. 
ثانيا: المشروع اﻻيراني الذي هو الاخر يستند الى نفس الدواعي، وان كان هو اﻻسبق في محاولة ملء الفراغ الذي احدثه غياب الشيوعية عن المشهد. واذا اخدنا تجربة حزب الله منذ نشاتها اﻻولى في لبنان على انقاض حركة المقاومة الوطنية ذات الملامح اليسارية في الثمانينات والتي انطلقت عبر اعلان الوﻻدة من قبل الحزب الشيوعي اللبناني في 15 ايلول من عام 1982. نستطيع ان نجزم ان المشروع اﻻيراني عاش وهمين من عناصر القوة اﻻول الاستفادة من حيث الشكل من التراث الثوري النضالي ذات البعد الراديكالي للحركات الشيوعية واليسارية التي كانت قد خبرتها شعوب المنطقة، وبالتالي اقتناص الفرصة السانحة التي وفرها اﻻنكفاء الطارئ لقوى الثورة العالمية. والثاني فشل المشروع القومي المتمثل في نمودج الدولة الوطنية في تحقيق اي من مهامه، وعلى رأس ذلك عجزه عن مواجهة الخطر اﻻسرائيلي.

اما المشروع التركي فلنعترف كانت طريقه اسهل ولم يحتاج الى الشماعة الإسرائيلية كثيرا، وان كانت حاضرة في حساباته التكتيكية. وقد ارتكز على عوامل قوة جدية جعلته يشكل في مراحله اﻻخيرة تحديا كونيا وبكل معنى الكلمة، منها وجود مليار ونصف من المسلمين المحقونين بوهم الخلافة، والذي عملت اﻻمبريالية طيلة الحرب الباردة الى تعزيزه في راس الشعوب الإسلامية ، وذلك في سعيها لخلق قوة ندية ذات بُعد ايديولوجي لمواجهة الشيوعية. وهنا من اﻻهمية بمكان اﻻشارة الى ان الرأسمالية في صراعها التناحري مع الشيوعية لم تكن تملك فلسفة في هذا الصراع، وهي ذاتها تقدم نفسها كنمودج في اﻻقتصاد يعتمد على حرية ومرونة اﻻسواق وفي مواجهة الأيديولوجيا الشيوعية، استعارت الإسلام السياسي ودعمته باعتباره حراكا سياسيا مفيدا ضد قوى الثورة العالمية، يستظل بالايديولوجيا الإسلامية، وهذا ما اكسب الدولة السعودية والتركية وان كانت التركية بمعدﻻت اعلى ادوارا وفرصا اقتصادية وسياسية للتاثير بالعالم الإسلامي. وﻻبد من اﻻشارة الى ان السعودية قد تخلت او تراجعت في اﻻونة الاخيرة، لتبقى تركيا وايران في موقع الصدارة. 

واذا اضفنا الوظائف الجيوسياسية لتركيا اﻻطلسية كحدود جنوبية للاتحاد السوفبتي، نستطيع ان نفهم حجم الرشوة التاريخية التي حظيت بها تركيا من قبل تحالف الدول الغربية، وفوق كل هذا يجب ان نضع بعين اﻻعتبار ان المشروع القومي العربي ممثلاً بالحركات الناصرية والبعثية بشقيه العراقي والسوري لم يكن بعيدا عن الإسلاماوية في اخر المطاف. لهذه اﻻسباب وغيرها نستطيع الملاحظة ان المنطقة والعالم يشهد اندفاعة خطرة ﻻنواع من مشاريع الإسلام السياسي، لن توفر بقعة من بقاع اﻻرض وكما بينت التجربة لن توفر نمطا من انماط اﻻرهاب يعتب عليها، وليست النصرة وداعش اخر ما في جعبتها، وان اي متتبع حصيف يقوم وعلى سبيل المثال بزيارة للاحياء المدمرة المحازية للمحارس التركية في مدينة مثل كوباني يستطيع ان يتحقق من ان هذا اﻻرهاب قد خرج من الرحم التركي، وقد تلقى دعما من المحيط الاخر المجاور. وازاء كل ذلك هل ستبقى البشرية متفرجة على هده اﻻندفاعة الجنونية المستهترة بحقائق التطورات والمعادﻻت المستجدة؟
وهل سيسمح ﻻردغان او غيره ان يكرر تجربة هتلر ؟
وهل ستسمح دوﻻ من عيار الصين او روسيا وحتى الوﻻيات المتحدة واوروبا بوﻻدة غول عينه على تقسيم الصين واستمالة الاليغورية؟.

- كاتب من الساحل السوري

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!