ثانية يفتح عبد الباري عطوان قريحته لمهاجمة الكُرد وتشويه نضالهم وإتهامهم بالأمركة والصهيونية

آدمن الموقع
0

أ‌. إبراهيم كابان
مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات

لم يفته مناسبة وإلا يفتح ذلك قريحته لمهاجمة الشعب الكردي وإتهامهم بالخيانة والعمالة تارة لأمريكيا والغرب التي يتمتع عطوان وقرينه بالحرية فيها ويحملون جنسيتها تفضيلاً على الوطن الذي نهش في جلودها بني إسرائيل، أو نعت الكرد بالعمالة والخيانة لإسرائيل ظناً منه بذلك سوف يدغدغ مشاعر الشارع العربي الذي تعب من الشعارات البالية التي يطلقها عطوان وقرينه من أنواع المتاجرين بالقضية الفلسطينية وشماعة العروبة، لصالح من يحتلون الأقطار العربية من صعدة إلى بغداد ومنها إلى دمشق وبيروت وإدلب، ويشقون صفوف العرب من بوابة دويلة قطر في الخليج ويركبون على القضية الفلسطينية لضياعها وإضاعتها برمي المسامير من غزة خدمة لأجندات باتت معروفة.


الأولى لعطوان وهو من سليل الإشتراكية المشيدة المطعمة بدماء الشعوب العربية، والخبز الجريح بفوهة الأوجاع، أن يبتعد عن الشواذ الذي يتقنه لبث الاتهامات ورمي سيله بحقد وبغض لا مثيل لهما! على الشعب الكردي الذي ثبت خلال السنوات الأزمة السورية سوريته أكثر من النظام الذي يبيع الوطن بالقنطار، ويدخل ساحله ومصالحه في ميزان المناقصات بغية البقاء على حفنة من أزلام وكرسي هش قد يذهب مع العاصمة الهوجاء القادمة .. هذا النظام الذي يطبل له ويزمر عبد الباري عطوان بأسم العروبة على مقربة من بلاد فايكينك، والمزايات التي تقدمها له بريطانيا العظمى، لم يبقي على سورية سوريا شيء، وسلمها للإيرانيين ولفايات رأسهما الطويلة بذقونٍ تحمل ألاف الآبالسة، والشركات الروسية النهابة التي تجلب البارود الأحمر وتأخذ حتى شرف السوريات على أبواب دمشق وحلب، هذا النظام الذي يهلل له قطوان حرم الشعب من ثروتها الأحفورية طيلة ستة عقود، فيأتي التجار بأسم العروبة - المجددون، وطبعاً هي تجارة رابحة لكل من يريد ان يزايد على الأخرين وطنيتهم .. 
فأين كان عطوان بينما المكونات السورية في الجزيرة ودير الزور يقطعهم أوصال الجوع هرباً من قراهم ومدنهم نحو شوارع دمشق ، كانوا يتركون أرضهم ينتج ذهباً أسوداً وتسمى بساتيهم "سلة الغذاء السوري" في الوقت الذي كان يفوح من أجسادهم رائحة العرق والجوع والفقر، فقد أكلت جرب العمل الشاق أرواح الشباب في شوارع المدن الكبرى تاركين حتى عيون أطفالهم وحسرات الخلجان – يتامى برامج التفقير والتجويع الممنهجة، بجانب الحافلات على طرق عتيقة اكلتها الدهر والأفرع الأمنية وسياط الجلاد، وجلجلاتهم، وهي تأخذهم غرباً هرباً من شبح الجوع الذي مارسه ذهنية البعث الفاشي ومفاصله وما تخلله وسليله.. وعبد الباري عطوان .. 
فهل بالتشويه الذي تتعمده، وترويجك المستمر والمطعم بالحقد، على إن الشعب الكردي وقوات سوريا الديقراطية يتبعون لإسرائيل ستجلب لك المصلحة لإخداع بعض الشرائح من الشعب العربي على أساس إنك تبكي على الأمة العربية، لن تربح تجارتك ولن تربح ابداً، الشعب العربي الاصيل أستفاق من أبركم الديكرون وتشويشكم وما تبثونه من إكراه وتدبونه في قلب الشعب العربي. وبالنظر إلى مصر والسعودية والإمارات وبقية الدول ستجد إن شعوب هذه الدول ليس فقط يحبون الكرد وإنما يناصرون كل الخطوات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية من سد التمدد الإيراني والتوسع التركي، الكرد يحمون خاصرتكم ، والكرد دفعوا بعشرات الالاف من الشهداء كي يهزموا الداعش الذي كان يعلق رؤوس الناس في الرقة ودير الزور ومنبج في ساحات المدن والقرى. 
هل ترى يا عطوان ماذا حلت بسوريا من وراء الذين باعوها للأتراك باسم العروبة والوطنية، وأصبحت أدلب الخضراء وعفرين الزيتون وجرابلس الفرات والباب الرجولة مجرد أسواقاً للمخدرات وتناحر المجموعات المتطرفة التي تحول بعض المثقفين باسم العروبة للتطبيل لهم. هذه احدى تحولاتكم التي تسمونها بمفيدة!!، هذه احدى نتاجاتكم حينما تحول عاقلكم من اليسار الشيوعي إلى اليمين الديني، وأصبحتم تهلهلون حتى للإرهابي في غزو الشمال السوري الذي لم يسمح للداعش أن يسود سوريا بإرهابها، ومنع الأتراك من التوسع في العمق السوري .. لقد كان الكرد سداً منيعاً أمام أطماع الاخوان المسلمين ومطلبيهم ومزمريهم من المتثقفين .. ومنع الكرد أن ترفرف العلم التركي على التراب السوري.


تشك بسوريتنا! تعتقد إنك أكثر منّا وطنية ونحن من قدنا الميسلون لمنع الانتداب في الاستيلاء على سوري، ومنا إبراهيم هنانو الذي قاد ثورة الحرية في الشمال، وكان أول من نظم برلمان هذا البلاد وانتخب رئيساً لها كردياً ينتمي لهذا الشمال. فماذا حل نظامك بنا طيلة العقود الستة الماضية سوى الاعتقالات والدمار والخراب والتفقير والتهجير والتغيير التديمغرافي الممنهج، على جدران السجون سترى آلام شعبنا الكردي الذي تم طمس هويته وقضيته بالقوة من نظامك يا عطوان؟ .


ستة ملايين يعيشون في الشمال السوري وشرقها، هم سوريين وأبناء هذه الأرض، محرمون من كل الثروة التي تخرج من ارضهم، أليس من حقهم الطبيعي أن يعيدوا بناء البنية التحتية في منطقتهم المدمرة بفعل النظام الذي طبق قوانين التجويع والتفقير والتغيير الديمغرافي الممنهج، وزادت عليها هذه الحرب التي قادها سواري الداعش ومن يهلهلون له خلف الشراشف وعلى الحدود حيث احبائك الاتراك، ليزيد الثوار السوريين الذين تحولوا إلى مرتزقة حرب لصالح من يحتل اجزاء من الشمال السوري ويستخدمهم النظام التركي في تدمير ليبيا وتقسيمها، أليست العربة مهددة هناك يا عطوان ؟!!. أذهب وأنقذ العروبة التي تداس اليوم في دمشق تحت أقدام ملالي الفرس والشرطة العسكرية الروسية، والفاطميون والحسينيون والحسنيون لم يبقى إرهابياً واحداً على وجه البسيطة وإلا ويحتل بيتاً سورياً الآن، فهل هناك بعد ذلك من أمل ومن قضية ووطنية وعروبة؟ التي تتغنى بها لتشويه القضية الكردية وتتهمهم بالصهيونية والأمركة؟.


وتتحدث عن التحرك العربي في شرق الفرات لمحاربة الوجود الأمريكي والكرد الإنفصاليين، عن أي عرب تتحدث؟ عرب الفصائل التي تركب الدبابات التركية وتحتل جرابلس والباب وإعزاز وعفرين ورأس العين وتل البيض لصالح المشروع التوسعي التركي أو الذين يعملون مع التمدد الإيراني لإتباع دمشق إلى طهران؟؟، هل تريد سوريا ترفع عليها أعلام الخليفة المزعومة – وأمراء الاخوان المسلمين المتطرفين؟ أم عن القبائل العربية الأصيلة التي هي من تقود قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية، العرب الشرفاء والوطنيين الذين يتحالفون مع الكرد والسريان وبقية المكونات من أجل بناء سوريا جديدة لأبنائها، وليس لقاطعي الطرق باسم الثورة أو نظام همجي قتل ولا يزال حتى الآطفال في المهد.
- عن التواجد الأمريكي في شرق وشمال سوريا تتحدث؟ تعال لأحدثك عن الوجود الأمريكي في المنطقة، من قاعدة الإنجرليك في غرف نوم أحبائك الأتراك داعمي شبكة أخوان المسلمين المتطرفة إلى مقربة من السواحل السورية، حيث يوزعون الأكسوجين على رمال اللاذقية وطرطوس، ومن الخليج العربي إلى وسط بغداد الرشيد، وعلى كل مضيق ومخرج وطريق ووادي امامك الجنود الأمريكيين يحرسون حتى غرف نوم أوطانك وأوثانك، فأذهب وأبعدهم عنها وبعدها يمكن لك ان تتهم الشعب الكردي بالأمركة. فهل الأمركة لك شرف ولنا خيانة؟.
- عن النفط تتحدث، أليس لأبناء المنطقة الحق في هذه النفطـ، هل هي محتكرة لعصابة تحكم سوريا أو الدواعش؟ عندما كانت تبيع النفط لتركيا أين كنت ولماذا سكت ولم تتحدث؟، ولماذا لم تتحدث عن سرقة النظام السوري لقوت السوريين ونفطهم لستة عقود؟ وهل هناك شركة غير أمريكية لديها عقود في كل الشرق الأوسط حول النفط؟؟.
- وحول اتهامك للكرد بالخيانة للمسلمين، اجيبك ببساطة، أسأل أجدادك في القدس من حررها لهم وسلمهم المفاتيح، ومن عاد وسلمها للمحتلين مجدداً .. ولو إن خطابك ليس بغريب عنا، يقولها كل من يغزوا بلادنا هذه الايام تارة بأن الكرد ملحدين أو كفار، أو أعداء الاسلام، ومن الداعش إلى الغزو التركي نسمع بأستمرار تلك النغمة بأننا اعداء الاسلام وكفار.. ويشهد على كلامكم ما فعله الداعش في شنكال وكوباني وما تفعله إرهابي الأخوان المسلمين والجبهة الشامية- حلفاء تركيا في رأس العين وتل ابيض وقباسيين .. والغزوات المستمرة على ارضنا وضد شعبنا بالسيوف والبنادق، والبركة فيكم عزيزي عطوان لم تقصروا أيضاً بالقلم.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!