لماذا يتشبث المجلس الوطني الكردي بالإئتلاف (....) ..!!!؟؟

komari
0
تحليل إستراتيجي لـ: إبراهيم مصطفى (كابان)
خاص/ شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
بالرغم إن هذا الإئتلاف أصبح مهزلة بكل المعايير، وأضحوكة في الوسط العام، ومعظم مسؤوليها ضالعين في قضايا تمس الذوق والأخلاق، لايمكن بأي شكل إحتسابهم على الثورة السورية من باب أهداف هذه الثورة وأسباب إنطلاقتها، لا سّيما بعد سحب حركة أخوان المسلمين المتطرفة البساط من تحت أقدام الثورة السورية والإئتلاف بعد تغليب المجموعات الأخونية على المزاح الإعلام العام لدى الإعلام، لتلقيها الدعم المادي اكثر من بقية المعارضة، وذلك بسبب تناغم الأخوان المسلمين مع مصالح الاستخبارات القطرية والتركية، وبالتالي تحولت المعارضة السورية إلى مجرد أداة بيد النظام التركي، فيتم إستخدامهم كمرتزقة لصالح مشاريعه في تدمير سوريا وليبيا وربما العراق، ومروراً بخلق الأزمات والقلاقل في الخليج العربي من بوابة دويلة قطر، وصولاً إلى دول تتفرع فيها أذرعة الأخوان وأجندتهم في تونس وربما الجزائر والسودان واليمن وغيرها، وقد تستخدم مسلحي الإئتلاف في تهديد أمن مصر وأرمينيا والهند، وعلى القائمة تهديد امن الدول الأوروبية، كما صرح رأس النظام التركي بذلك.
هذا الإئتلاف أصبح مكروهاً من قبل الشارع السوري ولدى الشعب قبل النظام وحاشيته، كما إن شخوصات هذا الإئتلاف متهمون بالفساد والسرقة والشذوذ، والدخول في خطوط التعامل مع النظام السوري من خلال المصالح التركية التي أصبحت تتقاطع مع الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني والنظام السوري، على حساب المعارضة ككل، والإئتلاف كجزء من تلك الاتفاقيات مع النظام السوري من بوابة المصالح التركية، وفي الوقت الذي كانت تقصف فيها روسيا المدن " المحررة " وفق تعبيرهم، كان الإئتلاف يلهث خلف الاتفاقيات مع النظام السوري، برعاية الدول الضامنة " إيران – روسيا - تركيا ". ليتحول مهمة هذا الإئتلاف من مجابهة النظام السوري لإسقاطه إلى القتال للحفاظ عليه وإستمراريته!. إذ أن مهمة هذا الإئتلاف هو التبرير لتتريك المنطقة التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، حيث كل شيء أصبح تركياً في تلك المناطق، وتم تركمنة المجموعات المتطرفة التي تتربع عليها الإئتلاف وتقودها في ما تسمى للثورة التي أصبحت نقمة على الشعب السوري بعد سيطرة المجموعات الإرهابية عليها. 
موقف الإئتلاف من الشعب الكردي والدعوة لإبادتهم علناً !
لم يتوانى هذا الإئتلاف في توجيه التهم متعددة إلى الشعب الكردي، وحضورهم اليومي على القنوات الفضائية والوكالات والبرامج، وحتى في لقاءاتهم مع المسؤولين، تحول إلى حرب مباشرة ضد الشعب الكردي، وتعج بالهجمات الشرسعة على تاريخهم في سوريا، تارة يتهمون الكرد بالانفصال، وأخرى يطالبون بإبادتهم. لقد تركوا جبهات المدن والمناطق الداخلية وسلموها بأيادي ملطخة بالدماء والتخريب إلى النظام السوري بعد إتفاقيات الاتراك والنظام وحزب الله، وجائوا إلى المنطقة الكردية لإبادة أبناء المنطقة، وأصبحت روجآفا هدفاً مباشراً لهم، وممارساتهم الإرهابية اليومية أصبحت مكشوفة للعلن، وعمليات التصفية العرقية وإرتكاب الجرائم وقتل الاطفال وإختطاف النساء والقصر، والاستيلاء على المزارع والمنازل والأرزاق، وحرق الاشجار وسرقة الاثار وتدمير المواقع التاريخية، أصبحت كل هذه الاشياء هدفاً لهذا الإئتلاف. 
رفضت شخوصات الإئتلاف لأي حق كردي سواءً الفدرالية أو حكم ذاتي، أو حتى الإدارة الذاتية، وبذلك يكشفون عن نواياهم السيئة حيال الكرد، وهذا مؤشر واضح لما سوف ينفذونها في المستقبل القريب، وإطلاقهم لشعارات معادية " صور الطاغية صدام حسين- تمجيد الجيش التركي لإبادة الكرد " قتل الكرد على الهوية"، هذه العوامل خير مثال لعدم وجود أي أمل في هذا الإئتلاف ومجموعاته الإرهابية، والمستقبل غامض ومخيف إن أستمر هذا الإئتلاف في إستلام السلطة بسوريا، إذ أن الذهنية التي تدير هذا الإئتلاف موجه لإبادة الكرد على الطريقة الصدامية والتركية وخمينية والبعثية، ولعلَّ الجميع أستمع إلى تصريحات قادة هذا الإئتلاف، بعضهم طالب بإبادة الكرد وإزالتهم في الشمال السوري علناً بينما كان يقود قوة مؤلفة من عشرات الالاف المرتزقة حول دمشق، وكان يملك مئات المدرعات العسكرية، حيث سلمها كلها للنظام بينما كان أطفال الزبداني يأكلون لحم القطط جوعاً!. شخصيات بارزة في هذا الإئتلاف دعت إلى التعاون مع النظام السوري لمحاربة الشعب الكردي ومن إقامة الإدارة الذاتية، بل أوقفت مواجهاتها مع النظام السوري لمحاربة الكرد، وطبعاً حاربوا ضد الكرد والإدارة الذاتية على إنها إنفصالية؟!، بينما ترفرف الاعلام والمنهاج والعملة التركية تجتاح المناطق المحتلة التي تسميها هذا الإئتلاف بمناطق محررة. 
جرائم الإئتلاف والتوجه نحو محاربة الوجود الكردي فقط!
جاءت حرب الإئتلاف بدعم من الاحتلال التركي والمال القطري تحت بند إن الإدارة الذاتية كردية إنفصالية؟!! بينما يؤكد المجلس الوطني الكردي في كل تصريح ولقاء ومؤتمر إن الإدارة الذاتية ليست قومية كردية وإنما وجدت لمحاربة المشروع الكردي والقضية الكردية، وحلفائهم في الإئتلاف يحاربون ضد الإدارة الذاتية لأنها كردية قومية إنفصالية!!.. 
أحتلت المجموعات الإرهابية لهذا الإئتلاف 60% من روجآفا/ المنطقة الكردية في سوريا " عفرين – سري كانيه- كري سبي " على ظهر الدبابات التركية، ونفذت مشروع التغيير الديموغرافي بحق السكان الأصليين " الكرد "، حيث هجروا ما يقارب مليون كردي من هذه المدن وأريافها، وأستقدموا عشرات الالاف من العوائل السنية العربية بإتفاق مع النظام السوري والإيراني وحزب الله وبرعاية روسية، لإستيطان السنة العرب في المنطقة الكردية، مقابل توطين الشيعة والعلويين في المنطقة العربية السنية. وبذلك يتخلص النظام التركي من الكرد بيد المجموعات المتطرفة للإئتلاف، مقابل تدمير سوريا وتسليمها إلى السيطرة الإيرانية.
بمعنى إن الهدف الرئيسي للإئتلاف هو محاربة الوجود الكردي لصالح المشاريع الإيرانية والنظام السوري وبناء حزام أمني تركي، وبذلك لم يعد له هدف التغيير النظام في سوريا. 
وهنا نفهم تماماً إن الإئتلاف الذي يرفض وجود إدارة شبه كردية في المنطقة الكردية كيف سيقبل بالفدرالية ولا مركزية؟، إذا على ماذا يراهن المجلس الوطني الكردي حق المواطنة؟؟ وبذلك لماذا يطلق المجلس الوطني الكردي الشعارات الرنانة التي تتحدث عن الفدرالية و حتى الحكم الذاتي؟ هل سيحقق لهم هذا الإئتلاف ومجموعاته الإرهابية هذا الحق؟، إنه من السذاجة تصديق ذلك، ويجب أن نسمي الاشياء بمسمياتها، ونؤكد على إن المجلس الوطني الكردي يدرك هذه الحقيقة، ومع ذلك يبقى ضمن صفوف هذا الإئتلاف الذي يعمل من اجل إبادة الشعب الكردي!!.
على المستوى الدولي 
معظم الدول التي كانت تدعم المعارضة السورية تحت مسمى " أصدقاء الشعب السوري " تخلوا عن هذه المعارضة، وبذلك فقدت هذا الإئتلاف جميع المزايا والدعم المالي واللوجستي، وبالتالي لم يعد هذا الإئتلاف مقبولاً لدى أي طرف، ولم يعد يتلقى دعماً من الدول التي دعمت الثورة السورية، سواءً دول الخليج العربي أو أوروبا وصولاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ما عدا دويلة قطر التي تدعم جبهة النصرة في إدلب، ووجهت بأموالها جميع الفصائل إلى التطرف، وإنتاج مجموعة " الجيش الوطني " مثال على الإرتزاق المسلح، حيث أصبحت تركيا هي الراعية الأساسية للإئتلاف، وفرضت عليهم تسليم معظم مناطقهم للنظام السوري عبر صفقات بين النظام التركي والإيرانيين والنظام السوري برعاية روسية، وكان الهدف هو تجميع إرهابي الإئتلاف على الحدود التركية السورية، ومن ثم أستخدمهم في احتلال أجزاء من سوريا، وفتح جبهات متعددة ضد الوجود الكردي، والمكونات الأخرى "عرب – سريان" الغير مواليين لتركيا، وفتح النظام التركي جسراً جوياً لنقل العناصر المسلحة للإئتلاف إلى ليبي لإستخدامهم في ضرب وحدة وإستقرار ليبيا ودعم الميليشيات في طرابلس. 
" ربما أستخدم أو سوف يتم إستخدام هذه العناصر في مواجهات أو صراعات أخرى لطالما أصبحت مرتزقة تحت الطلب، وفصلت بتكوينها وتمويلها وتدريبها عن الثورة السورية كلياً"، وبالتالي ترك النظام السوري يستعيد السيطرة على معظم المناطق التي تركتها هذه المجموعات، ويتم دفعها للضغط على الادارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، أي بمعنى تحويل هذه الإئتلاف إلى تحقيق اهداف النظام السوري في إستعادة شرق نهر الفرات من خلال دفع المجموعات من قبل تركيا لفتح جبهات كثيرة، وهذا يعني دفع قوات سوريا الديمقراطية إلى دعوة النظام السوري في العودة إلى حماية الحدود، وبذلك تحقق تلك المجموعات الإرهابية للإئتلاف في تحقيق رغبة النظام السوري أولاً، وأهداف النظام التركي والإيراني في محاربة الشعب الكردي ووجوده في سوريا. وهنا نسأل أين الثورة السورية من كذا هذا؟.
حول مفاوضات جنيف ولجنة صياغة الدستور وغيرها من النشاطات التي يتغنى بها الإعلام المعارضة، ويتشبث بها الإئتلاف وضمنها المجلس الوطني لكرديـ في الواقع ليست هناك نوايا جدية من قبل الجميع في سير تلك المفاوضات إلى نحو تحقيق شيء، وثبتت التجربة إن ما يحصل هي عبارة عن كسب مزيد من الوقت لإتمام الصفقات بين الأتراك والنظام السوري وبرعاية إيرانية - روسية، بمعنى جعجعة بلا طحين، ولا تأثير للإئتلاف في كل ما يدور، لأنهم مجرد مرتزقة يحقق من خلالهم النظامين التركي والسوري وخلفهم الإيراني أهدافهم، لأن تقاطع المصالح بين الدول الثلاثة لمحاربة الوجود الكردي تتحد في دفع مرتزقة الإئتلاف لمحاربة الكرد. وكانت بداية إنطلاقة إستخدام النظام السوري للإئتلاف بدأت مع تفاهمات الدول الضامنة ومؤتمرات سوتشي وغيرها. 
والسؤال المنطقي هنا مجدداً: لطالما هذا الإئتلاف مجرد مهزلة يتم إستخدامهم من قبل الجميع لضرب الوجود الكردي، إذاً لماذا يتشبث المجلس الوطني الكردي به ولا يزال يتمسك بإستمراريته، ولماذا ؟؟!!
- الحقيقة Rasti agency : إحدى الروافد الإعلامية التابعة لشبكة الجيوستراتيجي للدراسات
10.09.2020

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!