تشهد ألمانيا في الفترة الأخيرة ظهور أفراد تنتمي لليمين المتطرف داخل الجيش، وهو ما أثير الخوف لدى المجتمع ككل، لا سيما الاحزاب والمنظمات والشعب الذين يخشون تنمي هذه الظاهرة التي تهدد الديمقراطية التي تتمع بها ألمانيا.
ولتحجيم هذه الظاهرة والسيطرة عليها تطالب المنظمات والاحزاب والشعب الألماني من وزارة الدفاع الوقوف امام هذه الظاهرة ومنع تنقل التطرف إلى صفوف الجيش حيث سيكون ذلك خطراً كبيراً على مستقبل البلد، وإن التوجه اليميني لشريحة من الألمان إذا ما تفاقمت وتوسعت سيكون لها نتائج كارثية على استقرار البلد وتطوره.
ووفق الاذاعة الألمانية Dlf: إن ألكسندر مولر ، وهو السياسي الدفاعي في الحزب الديمقراطي الحر، أن القومية اليمينية في ألمانيا تتصاعد، وهذا يفسر أيضًا حالات التطرف اليمينية المتزايدة في الجيش. وأضاف: إن جهاز المخابرات MAD لم يقدم رقمًا سعيدًا في التحقيق.
وفيما يلي نترجم لكم النص الكامل للمقابلة التي أجراها جابسر بارنبرغ الإعلامي في هيئة الاذاعة الألمانية ( دويتشلند فونك ) مع الكسندر مولر القيادي في الحزب الديمقراطي الحر.
تم استبدال رئيس جهاز مكافحة التجسس العسكري (MAD) ، كريستوف غرام. وأعلنت وزارة الدفاع في برلين أنه سيستقيل الشهر المقبل باتفاق متبادل وسيحال إلى التقاعد المؤقت. في الماضي ، اتُهمت منظمة MAD بأنها مترددة للغاية في اتخاذ إجراءات ضد التطرف اليميني في البوندسفير. وفقًا للوزارة ، تتمثل إحدى مهام وزارة الدفاع في التعرف على الميول المتطرفة في مرحلة مبكرة وتحديد وكشف الأشخاص المشاركين في أي هياكل شبكة قد تكون متورطة بشكل كامل. الكسندر مولر ، رئيس الحزب الديمقراطي الحر في لجنة الدفاع في البوندستاغ ، يطالب بمزيد من المعلومات التفصيلية من وزيرة الدفاع أنجريت كرامب كارينباور (CDU) بشأن قضية غرام.
جابسر بارنبرغ: يقول الخضر إن إقالة كريستوف جرام كانت حتمية. هل توافق؟
الكسندر مولر: لا أعرف. التقيت السيد غرام في لجنة الدفاع. لست على علم بأي مزاعم مباشرة ضد إدارته. لا بد أنه ارتكب خطأً كبيراً. لا يُعزى هذا بشكل مباشر إليه ، لكن ربما يكون رئيس قسم التقييم لديه قد نسق مع الأمور الداخلية للتحقيق ، مع جنود KSK ، الذين كانوا في الواقع هدف التحقيق. هذا ليس كيف يعمل. هذا هو الاتهام الوحيد الذي أعرفه. ما إذا كان يجب إطلاق سراحه أم لا لأن هذا أمر خارج عن علمي الآن عليك أن ترى ما إذا كان على علم بها ومدة معرفته بها. لا أرى ذلك واضحًا ، لكن يبدو أنه وافق. وزارة الدفاع تقول هذا بالاتفاق المتبادل على مغادرته.
جاسبر بارنبرغ: هذا البيان من وزارة الدفاع يوضح أيضًا أن الوزير يقدر التغييرات التي أحدثها كريستوف غرام في MAD ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتطرف اليميني وحجم قواته. وأشاد الوزير بالتقدم المحرز في مكافحة التطرف اليميني. برأيك ، لا يزال يتعين عليك تبرير لماذا يجب أن تكون هناك بداية جديدة على رأس MAD؟
مولر: نعم ، كما قلت ، أنا على دراية بهذه التهمة. بالطبع ، نعلم أيضًا أن هذه الشبكات اليمينية تمثل مشكلة في القوات ، وكانت تمثل مشكلة لفترة طويلة. لا نعرف ما إذا كان السيد غرام كان بإمكانه العمل أكثر أو أفضل ، لأنه ليس لدينا مزاعم محددة ضده. لكن يمكنني أن أتخيل أن الوزير غير راض لأننا في لجنة الدفاع نتعامل باستمرار مع هذا الموضوع.
"MAD لم يصنع شخصية سعيدة"
بارنبرغ: لكن هل تتوقع الآن المزيد من التوضيحات من الوزير؟ على الأقل هذا ما يبدو عليه.
مولر: لا أفهم لماذا قررت فجأة التخلص منه من يوم إلى آخر. أود معرفة المزيد عنها.
بارنبرغ: كثيرًا ما يُقال إن MAD على وجه الخصوص لم تفعل سوى القليل جدًا لفترة طويلة جدًا ، ولم تظهر سوى القليل من الوعي بالمشكلة فيما يتعلق بمدى حوادث المتطرفين اليمينية في البوندسفير. هل تراه بشكل مختلف؟
مولر: نعم ، إن MAD لم يكن شخصية سعيدة ، على ما أعتقد. على وجه الخصوص ، هذه الحادثة التي ذكرتها للتو تحتاج إلى حل. وكذلك مسألة كيف حدث ذلك لم يعرف الكثير إلا لاحقًا. نعرف جنودًا سرقوا أسلحة ، كما يبدو أنهم سرقوا ذخيرة ودفنوها في الحديقة ، وهذه ليست حالات منعزلة. يقول السيد غرام ذلك بنفسه. أعتقد أن MAD كان يمكن أن يكون أفضل هناك. لكن كما قلت ، لا نحصل حتى على التفاصيل لأنها كلها سرية ومخفية.
"نحصل على ظروف اجتماعية مختلفة مرة أخرى"
بارنبرغ: في هيئة الرقابة البرلمانية ، الهيئة في البوندستاغ التي تشرف على الأجهزة السرية ، من المفترض أن تكون هناك دراسة ، على الأقل ورقة عن MAD حددت نقاط الضعف الهيكلية. على حد علمك ، ما هؤلاء؟
مولر: لا أعرف ذلك. إنه مجرد زميل واحد يجلس هناك في مجلس الإدارة. لا يسمح له بالتحدث معي حول هذا الموضوع. لذلك أنا للأسف لا أعرف هذه الدراسة أيضًا.
بارنبرغ: لكن على الأقل نعلم - وهذا علني لأنه كان موضوعًا في لجنة الدفاع ، على سبيل المثال - أن وزارة الدفاع تقوم الآن بالتحقيق في أكثر من 700 قضية متطرفة يمينية مشتبه بها في البوندسفير ، إذا كنت أعرف ذلك الآن. ماذا يخبرك هذا الرقم؟ هل تخبرك أن MAD في وضع جيد جدًا ، أم أن المشكلة ، البعد ، بدأت للتو في الظهور؟
مولر:نعم ، يمكن أن يكون كلاهما. الأرقام تتزايد بالتأكيد. قد يكون ذلك بالطبع لأن MAD يقوم بعمل جيد. لكن أعتقد أن هذه مشكلة اجتماعية بشكل عام. أعتقد أنه في السنوات الأخيرة - والبوندسفير هو مرآة للمجتمع - أصبح المجتمع ككل أكثر راديكالية. في حين كان دعم الجماعات اليمينية ، بما في ذلك الجماعات اليسارية المتطرفة ، أمرًا مستهجنًا ، إلا أن ذلك بدأ في التراجع في مكان ما بين السكان. هذا يعني أننا نحصل على ظروف اجتماعية مختلفة مرة أخرى ، وهذا بالطبع ينتقل أيضًا إلى جميع مجالات المجتمع وبالتالي أيضًا في البوندسوير. في هذا الصدد ، هذا لا يعني بالضرورة أن MAD قد عمل الآن بشكل شامل بشكل خاص في السنوات الأخيرة ، ولكن ببساطة أيضًا ،
"القيادة الداخلية للبوندسفير تعمل"
بارنبرغ: وإذا قدمت هذه الحجة القائلة بأن الجيش الألماني مجرد مرآة للمجتمع ، فيمكننا أن نشعر بالرضا عن هذه المعرفة إذا قلنا أن هناك درجة معينة من المواقف المتطرفة اليمينية بين السكان ، ومن ثم فهم أيضا في القوات المسلحة؟
مولر: لا ، بالتأكيد لا.
بارنبرغ: هل يعني ذلك أنه لا ينبغي لنا أن نوليها اهتمامًا خاصًا؟
مولر: لا! - لا لا! نحن بالتأكيد بحاجة إلى الاهتمام بها. لم يكن هدفي هو تصوير البوندسفير على أنه كيان منعزل ، كدولة داخل دولة ، تنجرف الآن فجأة إلى اليمين ، ومحاولة رؤية أن لهذا أي سبب داخل البوندسفير. أنا مقتنع بأن القيادة الداخلية في البوندسفير تعمل. أعرف الكثير من الضباط والحشد. لا أعرف ضابطا واحدا قد يتجول بطريقة ما في مثل هذه الأفكار اليمينية.
بارنبرغ: باستثناء KSK ، كما نعلم الآن. ضابط برتبة مقدم.
مولر: حسنًا ، جيد. لم أكن أعرفه شخصيًا. لذا نعم ، هناك أيضًا مثل هذه الحالات. لكنني مقتنع بأن غالبية الضباط في البوندسفير ، القادة في البوندسفير ، يتمتعون بقدمين راسخين على أساس القانون الأساسي ، وأريد مواجهة الانطباع بأن هذه مشكلة خاصة بالبوندسفير ، لكن القومية القانونية آخذة في الظهور في ألمانيا كسب الأرض مشكلة اجتماعية.
"عجب أن لدينا مكاتب كثيرة"
بارنبرغ: يقال الآن أن MAD لها أهمية خاصة وبارزة عندما يتعلق الأمر بتطهير هذه الهياكل وخلق وضع مختلف هناك للمستقبل. ما الذي يجب أن يجلبه الرجل أو المرأة الجديد على رأس MAD؟
مولر: يجب أن يكون مؤهلاً للوظيفة ، لكن الوزير سيهتم بذلك. أنصحه بالعمل عن كثب وعن كثب مع هذه السلطات الأخرى التي ذكرتها للتو ، أو التي ورد ذكرها في التقرير [الصوت] ، والمكتب الاتحادي لحماية الدستور ، ومكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية ، وكذلك دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية ، لمحاولة تنسيق الأنظمة الإلكترونية مع بعضها البعض ، وأيضًا لمحاولة جعل ذلك ممكنًا من خلال الهيئة التشريعية ، يتم تشجيع التعاون الوثيق هنا أيضًا.
بارنبرغ: ماذا تتخيل؟ إلى أي مدى ينبغي توثيق التعاون؟
مولر: نعم ، أنا مندهش حقًا لأن لدينا العديد من المكاتب المختلفة هناك. لقد رأينا ذلك في حالات أخرى أيضًا. أظهرت قضية العامري على وجه الخصوص في ذلك الوقت أن لدينا عددًا من السلطات المختلفة ، وكلها تتعامل مع عمليات معينة ، ولكنها تتعاون بشكل ضعيف للغاية مع بعضها البعض. لدينا جزر معلومات في سلطات مختلفة ، وإذا كنت تريد ربط هذه المعلومات ، فستكون لديك صورة أفضل بكثير للوضع. وأنا متأكد من أن هذا هو الحال أيضًا هنا في حالة الدفاع ضد التطرف ، لأن لدينا مثل هذا المشهد المجزأ للسلطات.
تحرير وترجمة: فريق الجيوستراتيجي للدراسات
