التاريخ يكشف وعود "السلطان العثماني " الكاذبة ببناء قصور للسورين بين كري سبي وسري كانية "تفاصيل الغزو التركي"

آدمن الموقع
0
خاص/ شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
تعهد سلطان العثمانيين الجدد "رجب طيب أردوغان " قبل اكثر من عام من الان بأن بلاده ستُقيم "منطقة آمنة" على طول الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا , وذلك عبر بناء شقق سكنية للسورين في المنطقة الواقعة بين كري سبي / تل ابيض و سري كانية / رأس العين المدينتين السوريتين الواقعتين على الحدود مع تركيا، ومع مضي عام على غزو الجيش التركي ومرتزقة "الجيش الوطني السوري" ماذا فعل اردوغان في المنطقة؟
*اين تقع سري كاني؟
سري كانية (Serê Kaniyê) / التي اطلق النظام السوري اسم رأس العين عليها بهدف تعريب المنطقة، هي مدينة كردية سورية تقع شمال غرب محافظة الحسكة على الحدود مع تركيا، ويعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد، وهي النقطة التي يعبر منها نهر الخابور من تركيا إلى الاراضي السورية , وتتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي وتبعد عن الحسكة بمسافة 85 كلم وعن قامشلو 90 كلم، وتعتبر مدينة اثرية عريقة، كان يسكنها الى جانب الاكراد الشركس والججان والعرب، وهي منطقة زراعية خصبة نظراً لوفرة المياه الجوفية في ريفها، خيث كان يعتمد سكانها على زراعة القمح والقطن الى جانب البقوليات، كما يوجد في سري كانية عدة مواقع اثرية - اشهرها في تل حلف.
*جبهة النصرة وما يسمى حينها بـ"الجيش الحر" بدعم تركي يقتحمون سري كانية عبر الحدود التركية 
في نوفمبر من عام 2012، اقتحمت جبهة النصرة إلى جانب العشرات من الفصائل السورية قادمة من حمص وحلب وادلب , مدينة سري كانية التي كانت آنذاك تحت سيطرة النظام السوري الذي تخلى عن عناصره وتركهم لقمة صائغة لمسلحين مدعومين من تركيا بالدبابات والاسلحة الثقيلة , واستولى مرتزقة الجيش السوري الحر على جميع مقرات النظام بعد معارك معهم قتلوا جميعاً في مقراتهم الامنية داخل المدينة , ومع انهيار الجيش السوري النظامي وعناصر افرعه الامنية في المدينة , قررت وحدات حماية الشعب حينها وباسلحة تقليدية وامكانات ضعيفة، حماية المدنيين في سري كانية من المجموعات المسلحة، والدفاع عن المدينة التي انهزم فيها الجيش السوري خلال ساعات قليلة.
كانت وحدات حماية الشعب حين دخول مرتزقة الجيش الحر إلى سري كانية في بدايات تشكيله، ولم يكن لديه تلك الاسلحة التي لدى المرتزقة من دبابات ومدافع وقذائف الهاون والكاتيوشا والدوشكات التي ادخلتها تركيا عبر الحدود الى المدينة , وخاضت وحدات حماية الشعب والى جانبهم ابناء سري كانية معارك عنيفة لمنع سيطرة المرتزقة على كامل المدينة واستولت على اسلحتهم "دبابات واسلحة دوشكا و مدافع الهاون" واستخدمت تلك الاسلحة لاول مرة داخل المدينة ضد المرتزقة , وتمكنت من ايقاف زحفهم، وتدمير حلمهم في السيطرة على كامل المدينة.
وبعد معارك عنيفة قتل فيها المئات من مرتزقة الجيش السوري الحر وجبهة النصرة , بتاريخ 17 يوليو 2013 / أعلنت قيادة "وحدات الحماية الشعبية الكردية" أنها حررت كامل مدينة سري كانية / مدينة رأس العين بعد "تطهيرها" من مسلحي "تلك المجموعات، التي سلبت حرية مكونات المدينة وعثوا فيها فساداً وخراباً.
وعقب تحرير سري كانية اطلقت وحدات حماية الشعب حملة حررت من خلالها كامل الريف الغربي والجنوبي وصولاً إلى بلدة كري سبي/ تل ابيض.
تل ابيض، بلدة سورية تقع على الحدود مع تركيا، وكانت تحت سيطرة تنظيم داعش قبل عام 2015 , وكانت تشهد تجارة نشطة بين التنظيم الأرهابي والدولة التركية التي كانت تنقل عبرها النفط السوري المسروق من قبل عناصر التنظيم , تم توثيق ذلك من قبل وزارة الدفاع الروسية عبر ادلة ووثائق وصور الاقمار الصناعية , ولم تتعرض حينها الامن القومي التركي لاي مخاطر لكون التنظيم مدعوماً من قبل انقرة وسلطانها "اردوغان".
وفي يوليو من 2015 وبعد معارك قوية تمكنت وحدات حماية الشعب من تحرير كامل كري سبي / تل ابيض من عناصر تنظيم داعش , وبالتالي قطع طرق امداده من تركيا إلى سوريا , واغلاق المعبر الحدودي الاهم للتنظيم في المنطقة.
ومنذ تحرير وحدات حماية الشعب لمدينة كري سبي , ذهبت انقرة تهدد المنطقة بعملية عسكرية بداعي تعرض امنها القومي لخطر, وانها تريد انشاء "منطقة امنة " على الرغم من ان المنطقة كانت تشهد امناً واستقراراً واذدهاراً , لكن لم يحلو ذلك للسلطان العثماني الذي عرض يوم 24سبتمبر من عام 2019، على الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة إقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" شرق الفرات/ شمال سوريا، زاعما أن إنجاز هذه العملية قد يتيح إعادة مليوني سوري لوطنهم , وانه يسعى إلى انشاء مساكن جديدة لهم في تلك المنطقة , واظهر صوراً تبدوا وكأنها جنة الله على الارض , وذلك لاخداع الرأي العام والعالم والسوريين.
وقال أردوغان حينها، في كلمة القاها خلال أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن بلاده تواصل العمل مع الولايات المتحدة على إقامة "المنطقة الآمنة" بعمق 30 كيلومترا وطول 480 كيلومترا والتي يجب أن تكون مطهرة من مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية.
حين القى اردوغان كلمته كانت القوات الامريكية والتركية قد اطلقت حينها اولى دورياتها العسكرية في ريف تل ابيض , حيث انه وبموجب الاتفاق الأمريكي التركي بشأن إنشاء "منطقة آمنة شمال سوريا"، انطلقت يوم 8سبتمبر من العام ذاته الدوريات المشتركة بين البلدين في منطقة تل أبيض قرب الحدود التركية في شمال سوريا.حينها كانت قد انسحبت وحدات حماية الشعب من كامل المنطقة الحدودية بعد تدمير خنادقهم التي اشرفت القوات الامريكية عليها.
* امريكا تمنح الضوء الاخضر لتركيا لغزو سري كانية وكري سبي وتفتح الاجواء لطائراتها بعد سحب قواتها 
مع جميع الخطوات التي قامت بها وحدات حماية الشعب "تدمير الخنادق , الانسحاب من المنطقة الحدودية , تسيير دوريات امريكية - تركية مشتركة " ، لم توقف تركيا تهديداتها ببدء عملية عسكرية في حال مماطلة الولايات المتحدة الأمريكية، بتنفيذ خطوات المنطقة الآمنة.
وفي 5 من تشرين الأول , اطلق اردوغان تهديدات جديدة قال فيها إنها (العملية العسكرية) “قريبة إلى حد يمكن القول إنها اليوم أو غدًا، وسنقوم بتنفيذ العملية من البر والجو”.
وأضاف أردوغان أن خطة العملية العسكرية في شرق الفرات اكتملت، وتم إجراء الاستعدادات وإصدار التعليمات اللازمة بخصوص ذلك.
وفي 7 أكتوبر 2019 سحبت القوات الأمريكية ، قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا شمال سورية، بعد ساعات من إعطاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر لهجوم مرتقب تخطط له أنقرة شرق الفرات شمال سورية.
*بدء الغزو التركي الى جانب مرتزقة "الجيش الوطني " سري كانية وكري سبي 
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019 طلقت القوات التركية باستخدام الطائرات الامريكية والدبابات الالمانية واسلحة الناتو عمليتها العسكرية التي اطلقت عليها اسم "نبع السلام " وذلك بداعي محاربة وحدات حماية الشعب , لكن الهدف المبطن هون تهجير سكان المنطقة واحتلالها وتغيير ديموغرافيتها.
وتعليقاً على العملية اطلق أردوغان حينها تصريحات في تغريدة على تويتر زعم فيها إلى أن الهدف هو الأكراد والجهاديين على حد سواء. 
وتسببت الغارات الجوية التركية في اليوم الاول من عملية الغزو إلى نزوح الالاف من المدنيين من مدينتهم وذلك بعد دقائق من إعلان أردوغان عن بدء العملية.
عقب ذلك بساعات قليلة أصدر البيت الأبيض بيانا يقول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن لا تدعم العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا , وذلك على الرغم من ان العملية كانت بمباركة مباشرة من ترامب وذلك عبر سحب قوات بلاده من النقاط الحدودية..
وأشار ترامب في البيان إلى أنه لا يوجد أي جندي أمريكي في المنطقة , وهذا ما فسره المحللون السياسييون والعسكريون بانه ضوء اخضر لتركيا بالبدء بعملية الغزو.
وفي السياق ذاته كان قد قال السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام إن الكونغرس سيجعل تركيا تدفع ثمن العملية العسكرية التي بدأتها صباح اليوم في الشمال السوري.
وأعرب غراهام عن قوات سوريا الديمقراطية " الذين تخلت عنهم إدارة الرئيس ترامب بشكل مشين"
كما دعت وزارة الخارجية المصرية إلى جلسة طارئة للجامعة العربية لمناقشة العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا.
وأدانت الوزارة في بيان رسمي " العدوان التركي على الأراضي السورية".
اذاً عملية الغزو انطلقت بمباركة من دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة التي كانت باستطاعتها منع تركيا من غزو سري كانية وكري سبي.
واستمرت المعارك لنحو 10 ايام , حيث استخدمت تركيا الاسلحة المحرمة دولياً وطائرات حربية بالاضافة إلى عشرات الطائرات المسيرة , وبعد اتصلات مكثفة اجراها حينها قائد قوات سوريا الديمقراطية "مظلوم عبدي" بهدف ايقاف الغزو التركي وحماية ارواح المدنيين المتبقين في المنطقة ومقاتلين حاصرتهم تركيا داخل المدينة أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" يوم 20 اكتوبر من تشرين الاول 2019 ,سحب جميع قواتها من سري كانية ،ومن جانبها أكدت وزارة الدفاع التركية انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المدينة. يأتي ذلك تنفيذا لاتفاق رعته واشنطن لإنهاء عملية "نبع السلام".
واعلنت حينها تركيا بان قوات سوريا الديمقراطية انسحبت من المدينة قائلا: "ليس هناك أي عائق أمام انسحاب" القوات الكردية و"أنشطة الانسحاب من المنطقة وإخلائها تتم بالتنسيق مع نظرائنا الأمريكيين".
*اتفاقات قسد مع موسكو لايقاف الغزو التركي باتجاه باقي المدن الحدودية في شرق الفرات 
في ديسمبر 2019 كتب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في حسابه على موقع "تويتر": "تشرفنا اليوم باستضافة قائد القوات الروسية العاملة في سوريا العماد ألكساندر تشايكو، لقد كان اجتماعا مثمرا للغاية، واتفقنا على نشر القوات الروسية في كل من عامودة وتل تمر وعين عيسى من أجل أمن واستقرار المنطقة. نتطلع إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة لمصلحة بلدينا".
وأكد أن بلدتي تل تمر وعين عيسى لن يتم تسليمهما إلى النظام أو الروس، مشدداً على أنهما سيبقيان تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وقال عبدي: "البلدتان تل تمر وعين عيسى تحت سيطرة قوات قسد وستبقيان تحت سيطرتنا، وذلك وفق كل الاتفاقيات الموقعة بين الأطراف المختلفة وأيضا على الأرض هذا واقع البلدتين وستقوم قواتنا بحمايتهما حتى النهاية".
* اتفاق سوتشي بين ارودغان وبوتين بشأن شرق الفرات 
توصلت تركيا والولايات المتحدة، يوم 17 أكتوبر2019 ، إلى اتفاق بشأن تعليق عملية غزو المنطقة تحت مسمى "نبع السلام"، وافقت أنقرة بموجبها على وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة لتتمكن قوات سوريا الديمقراطية من إخلاء المنطقة المذكورة.
وقبل عدة ساعات من انتهاء مدة وقف إطلاق النار، توصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء محادثات أجرياها في مدينة سوتشي الروسية، لمذكرة تفاهم حول سوريا تقضي بنشر وحدات من الشرطة العسكرية الروسية شمال شرق سوريا وتطبيق اتفاق أضنة.
وفي تعليقه على المذكرة، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العملية العسكرية التركية تقترب من انتهائها، مشيرا إلى أن كل شيء يتوقف الآن على سير انسحاب القوات الكردية من المنطقة.
وتُسيّر قوات الدولتين منذ ذاك الوقت لليوم دوريات عسكرية مشتركة للتأكد من سحب قوات سوريا الديمقراطية مقاتليها واسلحتها الثقيلة من المنطقة , ويتخوف سكان المنطقة بأن يتكرر سيناريو الدوريات المشتركة بين انقرة وواشنطن في تل ابيض وسري كانية.
* وعود السلطان العثماني الكاذبة وخداعه للشعب السوري وتدمير المنطقة وتهجير سكانها وتغيير ديموغرافيتها
تسبب الغزو التركي إلى جانب مرتزقة الجيش الوطني بتهجير سكان سري كانية وكري سبي وريفيهما , حيث نزح الالاف من منازلهم ويعيشون اليوم في مخيمات تفتقر ادنى مقومات الحياة والسلامة , وذلك نظراً لعدم تقديم المنظمات الدولية المعنية دعماً لتلك المخيمات وهي بامكانات محلية تقدمها الادارة الذاتية.
استخدمت تركيا اسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين بهدف اجبارهم على النزوح من منازلهم , وذلك لتوطين عوائل الجهاديين المرتزقة السوريين محلهم بهدف تغيير ديموغرافية المنطقة.
كما اقدمت مرتزقة الجيش الوطني وبتأكيد من لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة بارتكاب المرتزقة الموالين لتركيا انتهاكات بحق ابناء سري كانية وكري سبي واجبرتهم على النزوح , بالاضافة إلى التجاوزات الجنسية بحقهم.
السلطان العثماني كان قد تعهد ببناء مستوطنات في المنطقة الواقعة بين سري كانية وكري سبي وجعل تلك المنطقة جنة الله على الارض وذلك بزعم "عودة السوريين إلى منازلهم" لكن ما يراه القاصي والداني اليوم بأن تركيا لم تنفذ شيء من تعهداتها وانها كانت مجرد اكاذيب لاخداع الرأي العام العالمي والشعب السوري حتى يحصل على شرعية الغزو للمنطقة آنذاك. 
* انتهاكات وسرقة وتفجيرات وفوضى واقتتال بين المرتزقة 
لم تشهد سري كانية وكري سبي طوال فترة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها اي تفجيرات او فوضى او انتهاكات بحق ابناء المنطقة الذين يشهدون على ذلك , لكن ومع سيطرة تركيا ومرتزقتها على المنطقة , بات مشهد التفجيرات هو مشهداً يومياً في المدينة وريفها , بالاضافة إلى عمليات السرقة التي تطال ممتلكات الاهالي والمرافق العامة , حيث تم توثيق سرقة المرتزقة لابراج  شبكة الهرباء والاسلاك الكهربائية وصهرها لنقلها إلى تركيا وبيعها كـ"خردة".
بالاضافة إلى ذلك يقدم مرتزقة الجيش الوطني على سرقة صاغة ونقود الاهالي وذلك اثناء مداهمة منازلهم بداعي البحث عن المطلوبين , بالاضافة إلى التعدي على حرمة المنازل والتحرش بالنساء.
ويضاف إلى ذلك الاقتتال الداخلي المستمر بين المرتزقة , وذلك على اثر الخلافات بينهم في ادارة المعابر وطرق التهريب , وخلافات على مسروقات منازل الاهالي.
ويبقى حلم اهالي المنطقة بعد مرور عام على احتلال مناطقهم وسرقة ممتلكاتهم من قبل الاحتلال التركي ومرتزقة الجيش الوطني السوري , بالعودة الى منازلهم واخراج المحتلين منها.
تنويه: يمسح بنقل أو نشر المادة مجدداً على أن يتم ذكر المصدر الرسمي ( شبكة الجيوستراتيجي للدراسات )

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!