أسباب تراجع الزراعة في منطقة الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا/ روجآفا

آدمن الموقع
0
خاص/ شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
زيادة التكاليف وقلة الايدي العاملة وفقدان الاسمدة وعدم اهتمام السلطات المحلية سبباً لتراجع الزراعة بشمال شرق سوريا
يعتبر القمح محصول استراتيجي ومصدر رئيسي للغذاء في كافة انحاء العالم، وتهتم الحكومات بالزراعة في الدرجة الأولى، وتقوم بتحسين حالها على حساب السياحة والصناعة، ويعتبر القمح المورد الأهم لجميع الشعوب، وذلك بسبب اعتماد أغلبية السكان في العالم عليه كغذاء رئيسي. وفي سوريا تعتبر منطقة الجزيرة التي تُدار من قبل الادارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، السلة الغذائية السورية، حيث كانت إنتاجها من الحبوب والزراعة أحد أهم الموارد الأساسية في تطوير السوق السورية وتمكينها واعتمادها الذاتي، قبل الحرب الأهلية.
ومع تطور الاحداث وبسط الادارة الذاتية سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية، وإنهاء حالة التهميش والبرامج التفقير والتجويع التي كان ينتهجها النظام السوري، تأمل المواطنين في هذه المنطقة بالادارة الذاتية لتحسين وتطوير الانتاج الزراعي، لما لها ضرورة إقتصادية في تطوير البنية التحتية لهذه المنطقة، ويعول عليها لزيادة الاكتفاء الذاتي.
إلا أن الادارة الذاتية اهملت كثيراً هذه الطاقة "الزراعة" في مناطق سيطرتها، وذلك لعدة أسباب قد تكون جوهرية، حيث التهاء الإدارة بمسائل الدفاع والمقاومة وسد الهجمات الإرهابية، بالاضافة إلى التهديد المستمرة ن قبل المحتل التركي وأدواته من المرتزقة السوريين "الإئتلاف ومسلحيها"، إلا أن هذا الاهمال لا يمكن اختذاله في مسالة ظروف الادارة بشكل عام، لأن الاهتمام بالزراعة ودعم المزارعين الفلاحين والعمال تقوي الجبهة الداخلية ويزيد المواطنين طاقة في التشبث بالأرض والدفاع عنها. 
ووفق مشاهدتنا لواقع الزراعة في منطقة الادارة الذاتية، لحظنا بعض الأخطاء التي ترتكبها الجهات المختصة بالزراعة، حيث عدم وجود أي بادرة لتقديم قروض للمزارعين , وعدم توفير المازوت لسقاية المحاصيل الزراعية , من حيث عدم توفير الاسمدة الجيدة ، والفارق الكبير في تسعيرة شراء القمح بينها وبين النظام السوري. إلى جانب اهمال الادارة الذاتية القطاع الزرعي , هناك اسباب عديدة لتراجع الزراعة في منطقة الادارة الذاتية، ومنها :
1- هجرة الايدي العاملة التي كانت تعمل في الزراعة قبل الازمة السورية.
2- زيادة التكالي، ما ادى الى عمل الكثير من المزارعين في مجالات اخرى غير الزراعة.
3- ردائة نوعية البذور التي يتم زراعتها.
4- عدم توفر الاسمدة الازوتية وان توفرت تكون باسعار مرتفعة جدا يعجز الفلاح عن شرائها.
5- حرق المحاصيل الزراعية الذي توسع في السنتين الماضيين بمناطق سيطرة الادارة الذاتية التي تتهم جهات معادية بافتعالها.
- موسم الزراعة والمخاوف المشروعة بين التكاليف والانتاج والاسعار
بدأ المزارعون في شمال شرق سوريا بحراثة اراضيهم قبيل فصل الشتاء، وبالرغم من الصعوبات والإمكانيات الضعيفة، وتتركز نوعية الزراعة في هذا الوقت من السنة على القمح والشعير والبقوليات، حيث أتسع دائرة زراعة البقوليات اكثر من القمح والشعير نظراً لقلة التكاليف المطلوبة، وكونها لا تحتاج إلى الاسمدة وكثرة المياه. بالاضافة إلى توفيرها للمال وبيعها باسعار أفضل بكثير من القمح والشعير. مما يزيد المخاوف من انخفاض المحاصيل واسعار المواد عند الحصاد امام أرتفاع التكاليف للانتاج.
يبلغ إنتاج القمح 900 الف طن في منطقة الادارة الذاتية، مع التوقع بزيادة الانتاج في الموسم المقبل ليصل إلى مليون طن.
وكانت قد حدد مجلس الوزراء النظام السوري سعر شراء محصول القمح من الفلاحين للموسم المقبل 2020 - 2021 بمبلغ 450 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد. مع منح مكافأة تسليم بواقع 100 ليرة لكل كيلوغرام، لمن يسوق قمحه لمراكز “مؤسسة الحبوب" التابعة له. 
هذا في حين يبلغ سعر شراء القمح في مناطق الادارة الذاتية بـ1,20 دولار امريكي , وانخفض سعره بعد انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية مما ادى لانخفاض سعر الشراء ليصل إلى 350 ليرة سورية لكل واحد كيلو غرام من القمح.
وتجدر الاشارة إلى ان هناك راضي زراعية بمساحات واسعة فقدها المزارعون ولا يستطعيون زراعتها بسبب احتلال تركيا ومرتزقة "الجيش الوطني " للمنطقة الواقعة بين كري سبي / تل ابيض , وسري كانية / رأس العين.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!