خاص/ شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
ملف الزواج القسري والاغتصاب من أكثر القضايا حساسية، والمفارقة تكمن في أن الضحية أكثر حرصاً من الجاني بكتمان وطي أسرار الجريمة، وفي الوقت نفسه فإن هذا الملف ينزع عن فصائل موالية للاحتلال التركي أي توصيف أخلاقي، ويسقط كل الشعارات التي ترفعها، وتؤكد أنها أداة أنقرة لاستباحة المنطقة ، والضغط على الأهالي لتهجيرهم كلياً.
وبحسب موقع “عفرين بوست” أن مسلحاً من فصيل “الحمزات” هدد عائلة كردية بريف عفرين بخطف ابنتها في حال إصرارها على عدم تزويجها بها.
وأوضحت المصادر أن الفتاة الكردية رفضت الزواج من المسلح الذي تقدم لها، إلا أنه حاول ممارسة شتى أنواع الضغوطات على ذويها للقبول بالأمر، ومن جملة ما قام به أنه جرّ والد الفتاة مرتين متتاليتين إلى مقر الفصيل ، وعمل على تخويفه وترهيبه بتوجيه اتهامات مفبركة له.
وفي إطار الضغط على العائلة أقدم المسلح على قطع 200 شجرة زيتون تعود ملكيتها للعائلة. وبعد استنفاذ كافة الأساليب، لجأ إلى التهديد باختطاف الفتاة بذريعة الانتماء إلى الحزب، ويقصد قوات سوريا الديمقراطية، ومن جانبهم استنفدت عائلة الفتاة فرص الأمن، ما اضطرها إلى إرسالها لخارج منطقة عفرين لحمايتها ومنع اختطافها والزواج القسريّ بها.
وفي واقعة أخرى اضطرت امرأة كردية أم لولدين من الفرار من حي المحمودية بعفرين وتوجهت عبر طرق التهريب إلى مناطق الشهباء قبل نحو شهر من الآن، بعدما ضغط عليها عنصرٌ مسلح من فصيل “الحمزات” للقبول بالزواج منه تحت تهديد السلاح، مستغلاً ظرفها بسبب اعتقال زوجها في فترة سابقة.
في 9/9/2020 نشرت “عفرين بوست” أنّ مسلحين من فصيل “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي ، قصدا منزل شاب كرديّ من قرية كازه، بعد أربعة أيام فقط من زواجه، وطلبا منه بكل وقاحةٍ عروسه لترافقهما إلى مسكنهما. وأضاف المصدر أن الزوج كان على درجة من الدراية فاستوعب خطورة الموقف وأدرك أن أي تصرف أو موقف ضدهما ستكون نتائجه سيئة جداً عليه، بفبركة تهمة له وإيداعه السجن أو اختطافه وحتى قتله، فاستمهلهما إلى الغد، متذرعاً بوعكة صحية، وبذلك كان الاتفاق على العودة في اليوم التالي، وبرحيل المسلحين تدارك الزوج الموقف واستغل مهلة الساعات المتبقية وبادر للهرب مع زوجته تاركاً البيت والقرية، وقصدا مناطق الشهباء.
وفي حادث مشابه وقع منتصف يونيو/حزيران 2020، حضر متزعمٌ في فصيل أحرار الشرقية بالمحمودية إلى صالون للسيدات (كوافيرة) وأخبرها بأنها مطلوبة للتحقيق، واتصلت السيدة فوراً بزوجها وطلبت منه التحدث مع المحقق والذي قال بأنه سيجري التحقيق في منزله مع زوجته وامرأة أخرى هي جارتها ومساعدتها بعد انتهائها من العمل، بتهمة العمل بالسحر والشعوذة، وفي الثامنة مساءً حضر المحقق ومعه شخصٌ آخر. فاتصل زوج الكوافيرة بزوج المرأة الأخرى ليحضر، فجاء بصحبة مسؤول في “فصيل الشرقية” ليتوسط لدى المحقق، فحادثه على انفراد، ومضى.
استدعى المحقق زوج المرأة وضربه أمامها حتى أُغمي عليه، ولدى صحوته طالبه بدفع 4 آلاف دولار أمريكي، وبعد مفاوضة خفّض المبلغ إلى ألفي دولار، دفع الرجل ألف دولار على أن يتم تأمين الألف المتبقية في صباح اليوم التالي. وغادر الرجل وزوجته.
لكن المحقق ومرافقه بقيا بذريعة استكمال التحقيق، وبقي مرافقه مع الزوج، فيما انفرد المحقق بالزوجة في الغرفة حتى الساعة الثانية عشر وطلب منها القيام بأعمال شائنة (غير أخلاقية)، بعد فرض الغرامة عليها أيضاً، ووجه إليها كلمات نابية وهددها بتصفية زوجها أو اتهامه بتهمة تغيّبه في سجون الفصائل الموالية للاحتلال التركي ، وأنها استمهلته ليوم واحد فقط لتلبية حاجته. وبرحيل المحقق أخبرت السيدة زوجها بالتفاصيل.
بادرت العائلة للفرار مستغلة المهلة، وتمكنت من الوصول إلى منطقة الشهباء عبر مهربين في اليوم التالي، ودفعت مبلغاً وقدره 1250 دولار أمريكي للنجاة.
وكان المرصد السوري قد نشر خبراً عن اغتصاب فتاة عفرينية مساء يوم الثلاثين من يونيو/حزيران 2020، إلا أنّه حذف الخبر حرصاً على سلامة الفتاة بعد التهديدات الكثيرة من قبل الفصائل المسلحة السورية التابعة للاحتلال التركي بتصفية العائلة بحال تحدثها حول الأمر، ثم عاد المرصد السوري لنشر الخبر مجدداً بعد التواصل مع أقرباء الفتاة.
والحادثة وقعت في أوائل حزيران 2020 عندما أقدم مسلحون من فصائل “فرقة السلطان مراد” على طلب يد فتاة كُردية عشرينية من والدها، يتقدمهم مختار القرية المُعيّن من قبل الفصيل ، إلا أن طلبهم جُوبه برفض قاطعٍ من الأب فردوا بالاعتداء عليه وضربه واختطاف ابنته عنوةً لتزويجها غصباَ عنها وعن والدها لأحد المسلحين. وبعد مضي ثلاثة أيام، أُعيدت الفتاة إلى عائلتها، ليتبين فيما بعد أن كل المسلحين الأربعة الذين حضروا إلى منزل العائلة تناوبوا على اغتصابها.
ملف الزواج القسري وحوادث اختطاف النساء والاغتصاب معقد بسبب عدم توفر المعلومات الكافية عنه، ولجوء الفصائل إلى إنكار احتجازها للنساء، وكان اقتحام مقر فصيل “الحمزات” في 28/5/2020 أحد أهم الحوادث التي كشفت دفعة واحدة عن اختطاف عشرة نساء ظهرن في مقطع مصور لتكون دليلاً ثابتاً على وجودهن في عهدة الفصيل بعد انقطاع أخبارهن. وبذلك اضطرت الفصيل للإفراج التدريجيّ عنهن.
- خبات محمد علي/ مراسل شبكة الجيوستراتيجي للدراسات في إقليم الفرات/ منطقة الادارة الذاتية شمال وشرقي سوريا/ روجآفا
07.01.2021