عمليات التغيير الديموغرافي في عفرين على يد الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة للإئتلاف السوري

آدمن الموقع
0
خاص: شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
لازالت المجموعات المسلحة التابعة للإحتلال التركي تمارس الإضطهاد العرقي بحق أهالي منطقة عفرين، وتحاول بشتى الوسائل دفع ما تبقى من العفرينين إلى التهجير القسري من خلال الممارسات العنصرية اليومية التي ترتكبها هذه الجماعات المتعددة، حيث تبادل الكتائب المسلحة الأدوار في إرتكاب الجرائم اليومية، وتقاسم ما تبقى من المزارع والبيوت، إلى جانب الاقتتال اليومي بين هذه العناصر على الحصص والمزارع والمنازل المسلوبة من الأهالي.
إن إبتكار الحجج اليومية من قبل هذه الجماعات بحق أهالي عفرين المتشبثين بالأرض تنوعت بين إتهامها بالتعامل والتواصل مع الادارة الذاتية، هذه الحجج التي باتت تستخدمها تلك الجماعات في عملياتها الإرهابية والاعتقالات المنظمة بحق المدنين، حيث أصبحت قرى وبلدات عفرين جزءً من ممتلكات هذه الكتائب التي وزعت على بعضها مقاطعات ومناطق، وبعلم ورعاية الجيش الاحتلال التركي الذي أطلق يد هذه المجموعات الإرهابية، إذ أن الاحتلال التركي الذي نجح في إفراغ المنطقة من الوجود الكردي نسبة ما يقارب 90%، كان يهدف من وراء هذا المخطط إنهاء الوجود الكردي في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للكرد في سوريا ومستقبل قضيتهم، بالاضافة إلى تحويل الغالبية الكردية التي كانت 99% في كامل منطقة عفرين إلى أقلية صغيرة يحيط بهم المجموعات الإرهابية وأهالي وأسر المتطرفين من بقايا الداعش والتركمان والكتائب العنصرية التي خرجت من درعا ودمشق وحمص وحماه وحلب وغيرها بإتفاق مع النظام السوري والإيراني وبرعاية روسية.

يقابل هذه العمليات الإجرامية اليومية للإحتلال التركي والمجموعات المرتزقة السورية التابعة للإئتلاف، صمت دولي رهيب، إذ أن المنظمات الدولية لازالت تكتفي بتقارير خجولة لا ترتقي إلى حجم الكارثة، وهو ما يبعث للقلق في ظل إستمرار هذه المجموعات إرتكاب الانتهاكات اليومية.

وفيما يلي ندرج بعضاً من عمليات التغيير الديموغرافي للإحتلال التركي ومجموعاتها الإجرامية السورية:
= قرية ديرصوان
تقع قرب نهر عفرين، وتُحيط بها آثار تاريخية شهيرة، وهي قرية حدودية تبعد عن مركز ناحية شرّا بـ /14/ كم، مؤلفة من /450/ منزلاً، وكان يسكنها حوالي /50/ عائلة عربية و/400/ عائلة كردية لم تَعُود منها سوى /80/ عائلة بسبب التهجير القسري، وتم توطين /400/ عائلة فيها بالإضافة إلى /50/ عائلة في خيمٍ غربي القرية وألف عائلة في خيم (قرب نبع "گرمكِه" وموقع قلعة النبي هوري) من مستقدمي الغوطة وحمص وحماه وغيرها، بُعيدَ احتلال المنطقة في آذار 2018م وسيطرة ميليشيات "فرقة السلطان مراد" على القرية والتي عاثت فيها فساداً، إذ سرقت محتويات معظم منازلها من أدوات وفرش وتجهيزات كهربائية واسطوانات الغاز وأواني نحاسية ومؤن وما وُجد من آلات زراعية وجرارات وسيارات، وكذلك محولة كهرباء القرية عدد /2/ وكامل كوابل وعواميد شبكتي الكهرباء العامة والهاتف الأرضي، ومجموعة ضخ مياه الشرب من البئر الخاص بالقرية وما تبقى من آلات معصرة الزيتون العائدة للمواطن "عابدين محمد أوسي" المدمّرة، بالإضافة إلى سرقة كافة آلات معصرة المواطن "منان فائق آغا" قرب الجسر الروماني والاستيلاء على المسمكة العائدة له بجانب المعصرة والنهر من قبل ميليشيات "فيلق الشام" وعلى منزله في القرية أيضاً. وقد دُمِّر مبنى المستوصف و/50/ منزلاً بشكلٍ كامل و/50/ منزلاً بشكلٍ جزئي في القرية أثناء العدوان عليها.
كما اتخذت ميليشيات "السلطان مراد" من منزلي "علي مصطفى جمو، أحمد فياض حجي" ومبنى معصرة "مصطفى منان جمو" وجزء من منزل "مصطفى علي جمو" مقرَّات عسكرية لها، وحوَّلت مبنى الوحدة الارشادية الزراعية إلى مقرّ لـ "الدفاع المدني".
أما وضع التعليم في القرية متردٍ جداً، إذ هناك مدرسة ابتدائية تفتقر للكثير والدوام فيها يقتصر على يومٍ أو يومين في الأسبوع، بينما أُلغيت فيها المرحلة الإعدادية التي كانت موجودة سابقاً.
إضافةً إلى الاستيلاء على حوالي /270/ منزل بكامل عفشها، استولت الميليشيات الموالية لتركيا والائتلاف السوري- الإخواني عل كامل ممتلكات مواطني القرية المهاجرين والمُهجَّرين قسراً، منها أراضي زراعية وما يقارب /65/ ألف شجرة زيتون، على سبيل الذكر (/7/ آلاف شجرة لثلاثة من أبناء المرحوم عكاش آغا، /15/ ألف - منان فائق آغا، /500/ لثلاثة من أبناء المرحوم أحمد منان عبد الله، /5/ آلاف للشقيقين مصطفى و وحيد عَدول حج شريف)، ولم تقبل أية وكالة للتصرف بأملاك الموكِّلين الغائبين، كما أُرغم المواطن "محمد عَدول حج شريف" على تأجير مخبزه الآلي للمسلحين.
وقد زارت القرية منذ مدة "لجنة رد المظالم" ولم تُعيد من تلك الممتلكات المسروقة والمستولى عليها سوى عددٍ من الآليات وبعد دفع أتاوى مالية من قبل أصحابها.
كما أقدم المسلحون ومن تم توطينهم على قطع ما يقارب /10/ آلاف شجرة زيتون عائدة لأهالي القرية بشكلٍ جائر بغية التحطيب، منها (/300/ شجرة لـ"مصطفى رشيد رشو"، /500/ لـ"رضوان نوري رشو"، /200/ لـ"أحمد نوري رشو"، /3/ آلاف لـ"عابدين مصطفى عكيلا"، /300/ لـ"مصطفى منان جمو"، /200/ لـ "رشيد منان جمو"، /150/ لـ"أدهم أحمد مصطفى"، /500/ لـ"أحمد فياض حجي")؛ وكذلك على قطع 90% من الأشجار والأحراش الحراجية المحيطة بالقرية، منها (حرش بين قريتي "عرب ويران و ديرصوان"، حرش على طريق إيكدام- شرقي ديرصوان، حرش جبل مراد آغا وجبل دفه مغار) التي زُرعت عام 1983م، زد على ذلك الرعي الجائر لقطعان الغنم بين الأراضي الزراعية وحقول الزيتون.
وقد تعرضت تلال (ديرصوان- غربي القرية، بكريه- شمالي القرية) وموقع قلعة "النبي هوري" والمساحات المحيطة بها للحفر والتجريف بالآليات الثقيلة من قبل الميليشيات وبإشراف الاستخبارات التركية، وسرقة كنوزها الدفينة.
كما تعرض الكُـرد سكان القرية المتبقين لمختلف المضايقات والانتهاكات، من إهانات وفرض فدى وأتاوى مالية واعتقالات تعسفية وغيرها، فلا يزال المعتقلَيْن "محمد خليل قره محمد /50/ عاماً، هوريك جميل إيبو /21/ عاماً" منذ شباط 2018م والمخفيَيْن قسراً لما يقارب ثلاثة أعوام محتجزَيْن في سجن ماراتِه بعفرين، واعتقل المواطن "عبدو جميل قرته /30/ عاماً" منذ عشرة أيام بمدخل عفرين واقتيد إلى سجن ماراتِه أيضاً.
= قرى استيطانية نموذجية
تنفيذاً لسياسات تركيا أردوغان- باهتشلي بترسيخ وتوسيع التغيير الديمغرافي الممنهج في منطقة عفرين، يتم العمل على بناء قرى استيطانية نموذجية لأجل إسكان المستقدمين فيها، بأدواتها من الميليشيات السورية الإرهابية وشبكات الإخوان المسلمين الممولة والمنفذة، وعبر "إدارة الكوارث والطوارئ التركية- AFAD"، منها:
- في قطعة أرض جنوبي قرية "شاديرِه"- شيروا، أُجبر مالكها على بيعها.
- في جبل "شيخ محمد" شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس.
- في جبل "شوتي- Çiyayê Şewitî" – طريق جبل قازقلي شمالي بلدة كفرصفرة- جنديرس.
- في موقع "ليجه- Lêçe" بين قريتي "قرمتلق و جقلا تحتاني"- شيه/شيخ الحديد، قرب الحدود التركية، حيث تم شق طريق جديد إليه وتعبيده ببقايا المقالع، بدءًا من مفرق قرية "مستكا"، إضافةً للعمل على تجهيز البنى التحتية.
- في قطعة أرضٍ قرب المستوصف في بلدة شيه/شيخ الحديد، عائدة لعدد من المواطنين، أجبرت ميليشيات "فرقة السلطان سليمان شاه" عدد منهم على توقيع عقود تنازل لصالح "المجلس المحلي" الذي عينته سلطات الاحتلال. ويُرجح مصدر محلي أن المدعو "محمد جاسم أبو عمشة" متزعم الفرقة قد قبض ثمن الأرض من الجهة الممولة، دون أن يدفع لمالكيها.
- في موقعٍ جبلي قرب قرية "حج حسنا"- جنديرس، من قبل "مؤسسة الإحسان للإغاثة والتنمية- تركيا"، حيث أعلن عن المشروع بتاريخ 2/4/2021م والذي يهدف لبناء /247/ وحدة سكنية بمساحة /40/ متر مربع تتضمن حديقة منزلية /60/ متر مربع لكل بيت.
- في موقعٍ قرب قرية "خالتا"- شيروا التي تبعد عن مركز عفرين شرقاً بـ /10/ كم ، من قبل "جمعية شام الخير- تركيا"، حيث أعلن عن المشروع تحت اسم "قرية كويت الرحمة" بتاريخ 17 نيسان 2021م من قبل "المجلس المحلي في عفرين" لدى زيارة نائب رئيسه "محمد شيخ رشيد" للموقع، والذي يهدف لبناء /300/ منزل ومسجد ومستوصف ومدرسة ومعهد لتحفيظ القرآن؛ بينما تم تدمير قرية "خالتا" الصغيرة تلك بالقصف الجوي من قبل الجيش التركي في 31/1/2018م بشكلٍ شبه كامل وتهجير أهاليها قسراً ومنعهم من العودة إليها.
ومن جهةٍ أخرى، في إطار الحركة الدينية النشطة في عفرين وتعميم الثقافة الدينية- العثمانية الجديدة المتشددة، أعلنت "جمعية شام الخير- تركيا" والتي تتموَّل من الكويتيين بشكلٍ أساس الانتهاء من بناء مسجدين بناحية جنديرس وافتتاحهما، الأول باسم "دار الخليل" في قرية "برجكِه" بتاريخ 27/3/2021م والثاني باسم "بدر حمد بو رحمة" في قرية "جلمة" بتاريخ 16/4/2021م بحضور "عبد القادر بكر أوغلو- المنسق العام للشؤون الدينية" التركي.
------------------------------
مصدر المعلومات الورادة حول عمليات التغيير الديمغرافي ( تقرير للحزب الوحدة الديمقراطي الكردي )

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!