عنونت منظمة حقوق الإنسان عفرين في تقرير لها ( مكافأةً على القتل.. سلطات الاحتلال تسلَم قاتل مسنة كُردية الملف الأمني لقرية بعفرين ). وأضافت: تكريم الجناة والقتلة سمة لسلطات الاحتلال التركيّ والفصائل المسلحة التابعة له، فقاتل المسنة الكردية عائشة عثمان كوفئ بإطلاق يده في قرية برج عبدالو، وقاتل المواطن الكردي محمد حنيف حسين تحت التعذيب تمت ترقيته وتعيينه قائد فصيل الشرطة المدينة في ناحية راجو.
وبحسب موقع عفرين بوست ، أن سلطات الاحتلال التركي سلّمت الملف الأمني لقرية” برج عبدالو” الواقعة جنوب مدينة عفرين، للمدعو “عبدو عثمان” متزعم مجموعة مسلحة تابعة لفصيل “القوات الخاصة” التي يتزعمها “عبد الله حلاوة” المنشقة عن فصيل “الحمزات” والملتحقة بفصيل “فيلق الشام”.
العملية جاءت بعد سنة ونصفٍ من قتل المواطنة المسنة عائشة عثمان خنقاً لإخفاء جريمة سرقة أموالها ومصاغها، واختفى المدعو “عبدو عثمان”، وعاد قبل أسابيع، ليواصل الانتهاكات بحق الأهالي الكرد، وتم تسليمه ملف قرية برج عبدالو على سبيل التكريم والمكافأة.
يذكر أن المدعو “عبود عثمان” الذي ينحدر من مدينة الأتارب بريف حلب، وهو ليس المجرم الوحيد وإنما لديه إخوة مشهورين بسجلهم الإجرامي، و “محمد عثمان” الملقب باسم “فوكسي” متهم بعدة جرائم وسرقات، ولديه شقيق آخر اسمه “عبد الله عثمان” الملقب “ميمو” يعمل في تجارة المخدرات.
ويمارس المدعو “عبدو عثمان” حالياً شتى صنوف الانتهاكات والتضييق على سكان القرية بعد تسليمه الملف الأمني فيها، حيث عمد في الأول من مايو/أيار الجاري، على شن حملة مداهمات على منازل الأهالي وأقدم على اختطاف 6 مواطنين كرد، وفرض حظر التجوال لتنفيذ عمليات السرقة بحق ممتلكات الأهالي من عدادات الكهرباء وغيرها.
وتمكن المصدر من توثيق أسماء بعض المواطنين الذي تم اختطافهم وهم: (محمد كمال – أحمد سيدو – صادق عثمان – عادل حسن – نهاد حميد كلاحو – حازم حميد كلاحو – عماد حميد كلاحو)، واختطفوا بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة ليتم الإفراج عنهم بعد دفع فدية ماليّة كبيرة تراوحت بين 6 ــ 8 آلاف دولار.
وأفرج الفصيل عن المواطن الكردي المختطف عبدو نابو لقاء دفع 4 آلاف دولار)، وعن المواطن محمد منان (مقابل دفع 5 آلاف دولار).
من الجرائم المروعة التي ارتكبتها مجموعة المدعو “عبدو عثمان: قتل مواطنة كردية مسنة بدافع السرقة، ففي فجر يوم 10/11/2018 أقدمت المجموعة ــ وكانت تنضوي في صفوف فصيل “الحمزات قبل انشقاقها منه وانشقاقه إلى ميليشيا “فيلق الشام” ــ اقتحموا منزل المواطنة الكردية المسنة عائشة نوري عثمان (80 عاماً)، في منزلها الكائن في قرية برج عبدالو، وأقدموا على قتلها خنقاً بوضع رأسها في كيس وتقييدها، لتتوفى خنقاً، فيما كان ابنها نظمي سيدو محمد وزوجته فاطمة محتجزين في غرفة أخرى وقد تم تقييدهما، وسرق المهاجمون مبالغ مالية ومصوغات ذهبية قيمتها حينها نحو سبعة ملايين ليرة سورية من المنزل.
الابن نظمي المصدوم بقتل والدته بادر إلى مقر الفصيل المسيطر على القرية الذي كان يتزعمه المدعو “محمود عثمان” طلباً للتدخل إلا أنّ الفصيل احتجزته حتى الصباح دون أن تقومَ بأيَّ إجراء.
بعد القتل تمت ترقيته لقيادة فصيل الشرطة المدنية بالناحية
في كانون الأول 2020 عيّنت سلطات الاحتلال التركي المدعو “أيهم القباع” المعروف باسم “أبو شهاب”، قائداً لفصيل “الشرطة المدنية” بدلاً عن المدعو “المقدم فاروق”. والمدعو “القباع”، ينحدر من مدينة تل رفعت، أقدم على قتل الشاب الكردي محمد حنيف حسين (30 عاماً) تحت التعذيب، بعد اعتقاله من منزله في 30/8/2019، وتم سوقه حينها إلى سجن الفصيل في مركز ناحية راجو، بتهمة الانتماء لمؤسسات الإدارة السابقة، ليُعاد إلى ذويه جثة هامدة في 9/9/2019، واعتقلت سلطات الاحتلال المدعو “أيهم القباع”، بعد جريمة قتل الشاب الكردي، لكنها سرعان ما أفرجت عنه، وأعادته للعمل في صفوف الفصيل ، ثم قامت بترقيته وتعيينه قائد “الشرطة المدنية” بالناحية.
ترقية القاتل كانت حافزاً لارتكاب مزيداً من جرائم القتل، ففي 6/3/2021 اُستشهد المواطن الكرديّ المسن شيخموس مصطفى قاسم (73 عاماً)، من أهالي بلدة ميدان أكبس – ناحية راجو، تحت التعذيب في اليوم الرابع لاختطافه واحتجازه في سجن الشرطة المدنيّة التي يزعمها المدعو “القباع”، وكان فصيل “فيلق الشام اختطفته في 3/3/2021 وأربعة مواطنين آخرين.
وللتغطية على جريمتها، عمدت فصائل الاحتلال التركي (فيلق الشام والشرطة العسكرية)، إلى دفن جثمان الشهيد شيخموس مصطفى، في مقبرة بلدة ميدان أكبس الحدودية في ناحية راجو، دون السماح لذويه وأبناء بلدته بتوديع جثمانه وتغسيله وتكفينه ودفنه وفق الأصول المتبعة في المنطقة.
قتلة آخرون أفلتوا من المساءلة
الأمثلة كثيرة على غياب أدنى درجات المحاسبة، حتى على جرائم القتل، فالمدعو محمد جاسم أبو عمشة، قتل المواطن الكرديّ أحمد شيخو نائب رئيس المجلس المحليّ تحت التعذيب، وتمت مكافأته بإطلاق يده في مركز ناحية شيه/ شيخ الحديد وثمانية قرى ومواصلة عمليات الاستيلاء على أملاك الأهالي لينشئ إمارته المستقلة.
المدعو حاتم أبو شقرا متزعم فصيل “أحرار الشرقية” قتل السياسية الكرديّة “هفرين خلف” ومرافقيها، ولم تتم محاسبته، بل يعامل أحد وجوه السياسة، ويستقبل من قبل الائتلاف السوري.
الرعاة المستوطنون الذي قتلوا المواطن الكرديّ المسن محمد علي (عليكي) لم تتم محاسبتهم، رغم الأدلة الدامغة لارتكاب الجريمة، بل إنّ كلَّ القتلة لم تتم محاسبتهم وتم توفير سبل لهم للهرب، ما منحهم حوافز للاستمرار في ممارسة المزيد من الانتهاكات، بحق أهالي عفرين الكرد.
منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا