يكتبها للجيوستراتيجي: أ. شكري شيخاني
تكاد هذه الجملة تنطبق على كثير من الحالات السياسية وخاصة بين الاخوة ..أقصد ..كدول لغتها واحدة وديانتها وعاداتها وتقاليدها وحتى اعيادها واحدة ومع هذا نرى وفي عمق التاريخ ان هؤلاء قد قاموا بشن حروب ضارية وعنيفة فيما بينهم وراح فيها مئات الالاف من الضحايا من الطرفين وقد تدوم هذه الحروب سنين طويلة والاسباب كثيرة منها الجاه والسلطة والكرسي والثروات وقليلا" منهم من يهتم بأمر الشعوب وحالها واحوالها..والتاريخ سجل لنا العديد من هذه الحالات منذ بداية الخليقة وصراع قابيل وهابيل..ومع التقدم الهائل في العلم والتكنولوجيا ووسائل الاتصال لازالت النزعة العشائرية والقبلية والطائفية واهمها الدينية مسيطرة بشكل لايوصف..وكل ماتم ذكره عن العلم والتكنولوجيا انما هي قشور لا أكثر فعند اي خلاف او اختلاف تجد النزعة العشائرية والقبيلة المسيطرة تقفز الى الواجهة فورا وبدون استئذان وهذا الحال للاسف موجود هنا فقط في مناطقنا الشرق اوسطية وبكثرة..فنقول شيئا" ونفعل العكس تماما" فنحن نتحدث عن الديمقراطية ونفرد لها محاضرات ومجلدات وفي دواخلنا تعيش الدكتاتورية بابهى صورها.نتحدث عن التسامح والتواضع وتجد الانا متضخمة في ذواتنا متربعة في كل حركاتنا واسلوب حياتنا..نتحدث عن الايمان والتقوى وفي داخل كل منا شيطان على هيئة مارد يتعايش مع كل فعلنا وردات فعلنا..نتكلم عن الديمقراطية ونحن نقوم بقمع اولادنا وزوجاتنا وحتى اصدقائنا..نتحدث عن الاخوة والدم والعلاقات الاسرية والترابط والوداد واللغة الواحدة والمصير المشترك بينما في الحقيقية نتفنن في صنع الخوازيق لبعضنا البعض وكيف يدمر بعضنا البعض الاخر في السياسة والاقتصاد. وما احوجنا في عصر التكتلات والاتحادات والتحالفات ان يضع الاخوة ايديهم بايدي اخوانهم وعدم سماع الاخر الذي يريد الهلاك لنا جميعا".
وفي الطرف الاخر من الحديث.وبعيدا عن الاخوة الاعداء..
فانا اجزم ان صفحات التواصل الاجتماعي كانت وستبقى اكبر نعمة وان كان البعض يعتبرها نقمة وهذا خطأ فادح طبعا.. لماذا نعمة اولا عملت على غربلة العقول والنفوس فمهما حاول البعض استعمال حالة القص واللصق ومهما حاول ان يبدو جنتلمان ومثقف وانه ابو العريف..فسرعان ما ينكشف وتتضح الصورة الباهتة لهذا المخلوق المتسلق على الفكر والثقافة..وسيبقى الاصيل أصيلا" مهما تكالبت الظروف والمحن عليه والذي معدنه ذهبا" من المستحيل ان يتحول الى حديد.
رئيس التيار السوري الإصلاحي
