الأهمية الإستراتيجية في إعتراف إقليم كاتلونيا الأسباني بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا/ كردستان سوريا

آدمن الموقع
0
خاص: جهة التحرير/ شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
- ماذا يعني الإعتراف 
إن أهمية هذا الاعتراف من قبل برلمان إقليم كاتلونيا سيعكس بشكل كبير على السياسات الإسبانية إتجاه منطقة الادارة الذاتية والكرد في سوريا، لا سيما وإن نصف مسودة الإعتراف تطرقت إلى جوانب عديدة تتعلقب بطبيعة هذا الإعتراف من جانب، والقوى السياسية التي صوتت على الإعتراف، إذ أن أحد أهم الاحزاب الإسبانية الرئيسية ( معاً نستطيع ) صوت لصالح القرار، وهو أحد الحزبين الذين يشكلان الحكومة الإسبانية. وبالتالي إن توجه هذا الحزب نحو هذا القرار لصالح الإعتراف سيعكس على السياسات الخارجية لإسبانية، سواءً في ملف العلاقات مع تركيا، وسوف يكون له تأثير مهم على قرارات الاتحاد الأوروبي مستقبلاً، إلى جانب تحديد الموقف الإسباني من الإعتداءات التركية على منطقة الحكم الذاتي الكردي، وما يتعلق بتصرفات النظام حيال الرفض بالحقوق المشروعة للشعب الكردي والادارة الذاتية.
كما تطرقت وثيقة الإعتراف أيضاً إلى تمكين تعاون اقتصادي بين إقليم كاتلونيا والادارة الذاتية على كافة المستويات، إلى جانب تقديم الدعم في مجال البلديات والبيئة والنسوية كما جاء في المادة الثانية. فيما ركزت المادة الثالثة من الوثيقة على قضايا تتعلق بدعم المجتمع المدني في كاتلونيا وروجآفا، وتوعية المؤسسات والشركات على دعم إعادة إعمار منطقة الادارة الذاتية. 
وحول الترويج لشركات خاصة ودفعها للتضامن، ركزت الوثيقة في بندها الرابع حث حكومة كاتلونيا على إنشاء جدول يضم مختلف الإدارات والكيانات والمجتمع المدني للترويج لإقامة شراكة خاصة للتضامن.
- الإرادة الحرة رغم العواقب!
ليس من السهل أن يتجه إقليم كاتلونيا إلى إقرار الاعتراف بالإدارة الذاتية في ظل الضغوطات التي ستتعرض لها سواءً من قبل بعض الاحزاب الأوروبية أو الحكومات، وفي مقدمة ذلك ما سوف يمارسه النظام التركي من ضغوطات في عدة ملفات، وفي مقدمتها اللاجئين والإرهاب، وبالتالي مثل هذا القرار كان يتطلب جرأة كبيرة، على المستوى السياسة الإقليمية والأوروبية، ويعتبر تحدياً كبيراً بوجه السياسات التركية المعادية لمنطقة الادارة الذاتية.
- النشاطات المستمرة في كتلونيا وإسبانيا
وشهدت مدن إقليم كاتلونيا وبعض المدن الإسبانية فعاليات ومظاهرات سلمية كثيرة خلال السنوات الستة الماضية دعماً لمنطقة الادارة الذاتية والشعب الكردي، في الحرب ضد الإرهاب، وخاصة في مقاومة كوباني، بالاضافة إلى التنديد المستمر للتدخلات التركية واحتلال بعض المنطق كعفرين وسري كانيه. 
وتشهد كتلونيا نشاطاً واسعاً وداعماً للشعب الكردية وقضايا الشعوب وتقرير مصيرهم، ويعتبر المواطن الكتلوني إن دعم حق تقرير المصير واجب على كاتلونيا، بحكم إن الظروف السياسية ومطالب الشعب الكتلوني الاستقلالية ضمن اسبانيا أثر بشكل كبير على الدعم المستمر للكتلونيين وحركتهم السياسية للحركات التحررية الكردية.
ووفق مصادر مقربة داخل الأقاليم الأسبانية إن هناك حراك كبير لبعض الاطراف السياسية والحقوقية والشعبية الداعمة للقضية الكردية والادارة الذاتية في الأقاليم الأخرى من إسبانيا للتوجه نحو دعم خطوة إقليم كاتلونيا، وهذا يعني هناك مزاج شعبي وسياسي عام داخل البلاد سيدفع إلى إنتاج تحالف داعم لقضية روجافا.
- إقليم كاتلونيا 
كتالونيا هي منطقة تقع في أقصى شمال شرق شبه الجزيرة الإيبيرية، وتقع ضمن أسبانيا على الحدود مع فرنسا من جهة البحر المتوسط. تبلغ مساحة كتالونيا 32.106 كم² (سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا). وضعها الدستوري متنازع عليه بين مملكة إسبانيا، التي تعتبرها منطقة ذات حكم ذاتي داخل حدودها، وحكومة كتالونيا التي تعتبرها جمهورية مستقلة بعد إعلان الاستقلال عن إسبانيا من جانب واحد في 27 أكتوبر 2017، عاصمتها هي مدينة برشلونة، وتنقسم كتالونيا إلى أربع مقاطعات: برشلونة، جرندة،لاردة وطراغونة.
- استفتاء استقلال كتالونيا 2017
في 1 أكتوبر 2017 تم تنظيم استفتاء استقلال كتالونيا 2017 داخل إقليم كتالونيا الذي رفضت السلطات الإسبانية الاعتراف بنتائجه سواء كانت نتائجه مع أو ضد استقلال الإقليم وقد واجهت السلطات الإسبانية جمعا من المقترعين بالعنف والقمع، هذا وقد شهد يوم الاقتراع مظاهرات ومناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين حاولوا تفرقة التجمعات بالقوة عبر استعمال الغازات المسيلة للدموع بينما رد عليها المتظاهرون برفع شعار: {الاستقلال لا الذل}.
تم إعلان الأستفتاء غير قانوني ووقف من قبل المحكمة الدستورية الإسبانية ، لأنه ينتهك دستور عام 1978 . شهدت التطورات اللاحقة ، في 27 أكتوبر 2017 ، إعلانًا رمزيًا للاستقلال من قبل برلمان كاتالونيا ، وفرض الحكم المباشر من قبل الحكومة الإسبانية من خلال استخدام المادة 155 من الدستور، إقالة المجلس التنفيذي وحل البرلمان ، مع انتخابات إقليمية مبكرة دعت في 21 ديسمبر 2017 ، والتي انتهت بفوز الأحزاب المؤيدة للاستقلال. فر الرئيس السابق كارليس بويجديمونت وخمسة وزراء سابقين من إسبانيا ( في قضية بويجديمونت) ، بينما حُكم على تسعة أعضاء آخرين في مجلس الوزراء ، بمن فيهم نائب الرئيس أوريول جونكويراس ، بالسجن بتهم مختلفة بالتمرد والتحريض وإساءة استخدام الجمهور والأموال. أصبح كيم تورا الرئيس الـ 131 لحكومة كاتالونيا في 17 مايو 2018 ، بعد أن منعت المحاكم الإسبانية ثلاثة مرشحين آخرين.
في عام 2018 ، انضمت جمعية كتالونيا الوطنية إلى منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة (UNPO) نيابة عن كاتالونيا.
في 14 أكتوبر 2019 ، حكمت المحكمة العليا الإسبانية على العديد من القادة السياسيين الكتالونيين المشاركين في تنظيم استفتاء على استقلال كاتالونيا عن إسبانيا بتهم تتراوح بين التحريض على الفتنة وإساءة استخدام الأموال العامة ، مع أحكام بالسجن تتراوح بين 9 و 13 عامًا. أثار هذا القرار مظاهرات حول كاتالونيا.
- التركيبة السياسية في كاتلونيا
السلطة التشريعية ممثلة في برلمان كتالونيا، ويتألف من 135 نائباً يمثلون المقاطعات الأربع. في الانتخابات التشريعية سنة 2012 حصل ائتلاف التقارب والاتحاد على أكبر عدد من المقاعد، يليه حزب اليسار الجمهوري الكتلاني الذي دخل في تحالف مع «التقارب والاتحاد» على أن يدعم سياسته الإستقالية عن إسبانيا. حصلت الأحزاب المؤيدة لتقرير المصير على 85 مقعداً في البرلمان.
أقر برلمان كتالونيا في 23 يناير 2013 وثيقة الاستقلال بأغلبية 85 صوتاً بمعارضة 41، وورد في الوثيقة «تقرير المصير من خلال استشارة سكان كتالونيا».
إعلان كتالونيا كجمهورية مستقلة والانفصال من جانب واحد على مملكة إسبانيا وذلك بتصويت سري لبرلمان الإقليم بـ 70صوت مع الاستقلال من أصل 135 صوت.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!