ماذا وراء إستمرار القصف التركي على المنطقة كردية في سوريا

آدمن الموقع
0
خاص: هيئة تحرير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
قد يُفهم من مجريات الاحداث اليومية إن النظام التركي يستغل الصمت دولي المريب حيال الوضع السوري، لينفذ هجمات جوية على مناطق الادارة الذاتية "المنطقة الكردية" في شمال وشرق سوريا. دون رادع أممي أو تحرك واضح للمنظمات الحقوقية والانسانية التي كثيراً ما تتخذ مواقف دولها السياسية في التعامل مع الملف الحقوقي الكردي. إذ أن الدولة التركية والمجموعات المرتزقة السورية ترتكب وبشكل يومي مجازر بشعة، سواءً في المناطق التي تحتلها "عفرين - سري كانيه/ رأس العين- تل أبيض" أو تنفيذ الضربات الجوي من خلال الطيران المسيرة، على الأماكن المؤهلة بالسكان في المنطقة الممتدة من كوباني إلى الجزيرة.
حرق المدنيين
شهدت منطقة عفرين قبل أيام قليلة جريمة حرق مواطن كردي سوري من قبل المجموعات المسلحة، بعد رفضه دفع الأتاوة لهذه المجموعات وذلك لعدم إمتلاكه المال، إذ نفذت هذه المجموعات الجريمة في بلدة شيه، لتقلد بذلك ما كانت تنفذه دولة الداعش " حرق المدنيين وهم أحياء "، لتسبقه عمليات الخطف والابتزاز والقتل على الهوية والاغتصابات في المعتقلات بحق المواطنات الكرديات وقطع الاشجار والاستيلاء على أملاك الناس، حيث ينفذ قطعان المستوطنين أبشع أنواع التهديد والابتزاز بحق الأهالي، إلى جانب تحويل المناطق الكردية المحتلة مواقع لتنفيذ عمليات التغيير الديموغرافي. 
البروبغندا التركية وتنفيذ سيناريو الجريمة البشعة
خلال الشهور الماضية نفذت المسيرات التركية عدة هجمات جوية على المنطقة الكردية في سوريا، والهدف وفق المصادر التركية الرسمية تنفيذ عمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها جزء من الحزب العمال الكردستاني، ولكن في الواقع معظم هذه الضربات لم تطال مواقع قوات سوريا الديمقراطية، فكان معظم الضحايا مدنيين كرد، وقرى وأماكن مؤهلة بالسكان، مع العلم إن القوات العسكرية التابعة للادارة الذاتية تنتشر بعيداً عن الحدود مسافة 35 كلم، وإن القوى الأمن الداخلي في المناطق الحدودية هي لضبط الامن وتسيير الظروف الشرطية، ومعظم القصف التركي يتركز على المواقع الحدودية التي تخلوا أساساً من القوات العسكرية. وهذا يعني إن الهدف التركي هو ترهيب المدنيين ودفعهم إلى الهجرة والخوف وعدم الاستقرار، وهي أي الدولة التركية تقصد من وراء هذه العمليات محاربة الوجود الكردي بالدرجة الأولى.
بالاضافة إلى القصف التركي ومجازر المجموعات المرتزقة السورية المتوحشة، فإن الجانب الإعلامي المتمثل بالدوائر التركية الخاصة ومعها الوسائل الإعلامية للمعارضة السورية وضمنها كردية تقود حملات اعلامية شرسة لتبرير الأعمال الأجرامية للنظام التركي والمجموعات الإرهابية. وتستخدم في ذلك كافة المنصات الإعلامية.
هل تتحرك تركيا دون موافقة دولية؟
لا يستطيع النظام التركي الإقدام على إرتكاب مثل هذه الجرائم دون الحصول على الصمت الروسي - الأمريكي، وفي الكثير من الأوقات على موافقتهما، ولكل هذين القوتين الضالعتين في الازمة السورية مصالح خاصة مع تركيا، وإن كانت علاقاتهما مع الادارة الذاتية في مستوى جيد، إلا أن المطالب التركية الكثيرة من القوتين تقابلهما مصالح استراتيجية تربطها بهما، وقد يكون لذلك ثقل إستراتيجي في تضمين صمت الدولتين.
بالنسبة لروسيا هي المستفيدة من هذه الضغوطات التي تمارسها تركيا، وقد تكون هذه التحركات بموافقة روسية مباشرة، والهدف هو دفع الادارة الذاتية إلى التوجه نحو النظام السوري، وقد يطرحها روسيا في عملية الحلول التي تقدمها لقوات سوريا الديمقراطية، القبول بعودة النظام مقابل منع النظام التركي من تنفيذ هذه العمليات الإجرامية.
فيما الولايات المتحدة الأمريكية بالاضافة إلى مساعدتها في منع النظام التركي تنفيذ احتلال بري، إلا أنها لا تريد أن تخسر تركيا في المقابل، لآن مواجهة تركيا في سوريا سوف تنتج عن تكريس العلاقات الروسية - التركية، وهذا بالتأكيد يؤثر على الأمن القومي الأوروبي، وحلف الناتو، وهذا يعني إنتصار للمحور الروسي - الصيني، والولايات المتحدة الأمريكية ليست ساذجة حتى تزيد الشرخ فيما بينها وتركيا، وبذلك تغض النظر عن بعض التصرفات النظام التركي، وضمنها هذا القصف الذي تمارسها تركيا ضد مناطق الادارة الذاتية.
إذا كيف يمكن أن نتحرك وما هي الأدوات التي نمتلكها ككرد في ردع الأطماع التركية
إذا سلمنا بمسألة إن النظام التركي أقصى ما يمكن فعله هو تنفيذ ضربات جوية بطائرات مسيرة، فإن الإدارة الذاتية والشعب في منطقة الادارة الذاتية يملك أدوات عديدة في مواجهة هذه الهجمات:
1- الضغط على المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والحكومات الغربية من خلال تنفيذ مظاهرات ضخمة تخص حصراً بالهجمات التركية وتنفيذها أعمال إرهابية، وإظهار ذلك بشكل واسع من خلال اللافتات والصور والعرائط التي تقدم لهذه المنظمات والبرلمانات والسفارات وتنحصر هذه النشاطات في إظهار عمليات " حرق المدنيين الكرد في عفرين - قتل الاطفال نتيجة للهجمات الجوية - إختطاف - التغيير الديمغرافي - القتل على الهوية ..الخ".
2- تحصين الشعب من خلال دعم المناطق الحدودية، وتقوية الثقة بين الادارة والمجتمع، وتكريس مفهوم الحماية الذاتية والمقاومة الوطنية.
تحويل المناطق الجنوبية من الادارة الذاتية إلى مواقع استراتيجية للقوات والطبابة والدعم اللوجيستي.

09.01.2022

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!