بوابة إنتفاضة ١٢ آذار ٢٠٠٤ الكردية كرست بذور الثورة السورية المستمرة

آدمن الموقع 2:53:00 م 2:53:06 م
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A
يكتبها للجيوستراتيجي: أ. شكري شيخاني
في مثل هذا اليوم, من كل عام .. نقف ككورد خاصة وسوريين عامة دقائق صمت على ارواح من اغتالتهم يد البطش والعنف في 12 اذار 2004 .... نعم وتحديدا" الثاني عشر من شهر أذار مارس 2004.حيث انطلقت الشرارة الاولى لانتفاضة شعبية عارمة. قادها الكورد بمفردهم... في هذا اليوم انتفضت مدينة قامشلو عن بكرة ابيها في وجه مخابرات محمد منصورة ,والتي كانت متغلغلة في كل ركن وزاوية ونادي وقهوة في مدينة القامشلي .ومع كل هذا عرفت الجموع الشعبية طريقها الى المطالبة بالحرية, وردا" على العنصرية والطائفية التي تم التخطيط لها. حيث كانت مباراة كرة القدم ,بين ناديي الفتوة والجهاد هي حصان طروادة لافتعال المشكلة, والدليل انه رغم سقوط المقبور رئيس النظام العراقي الفاشي انذاك. ورغم كل خلافته مع النظام البعثي بدمشق ,الا ان المخابرات السورية, ارادت ان تلعب لعبة قذرة وخبيثة.. اقل وصف لها انها فتنة داخلية كانت ممكن أن تؤدي الى حرب أهلية بين العرب والكورد . ولكن بذكاء الطرفين من الكورد والعرب كمواطنين متعايشين كاخوة واصحاب قضية واحدة ومصير واحد .. اقتصرت المواجهة فقط مع اجهزة الجيش والامن المدججة بالسلاح والمبيتة لهذه العملية حيث نزلت المصفحات وحاملات الجند الى الشوارع... ..والا فكيف لفريق الفتوة الرياضي ان يحمل معه صور للمقبور رئيس العراق الفاشي حينها, ويرفعها في وجه جمهور نادي الجهاد الكوردي.. مستفزا" بشكل مقرف.. ومذكرا" الشعب الكوردي بمجازر ومظالم النظام العراقي المستبد.. وهذه الافعال لا يقوم بها الا من بهم صفة النذالة والخسة والوضاعة.. وكان ما كان وحصل الصدام المروع والذي بدأ بين مشجعي الفريقين لينتقل الى صدام اكثر خطورة وعنف بين أجهزة الامن والجيش المتربصين وبين جموع الشعب بغالبيته الكوردية.. ويبقى المجرم الحقيقي في كل هذه الاحداث هو اللواء محمد منصورة . وبداية نقول انه استطاع منصورة بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية مع كل الوجهاء والأشخاص الذين يمكن استخدامهم من شيوخ عشائر كانت أمنيتهم شرب فنجان القهوة مع منصورة وكسب الحظوة لديه، ورجالات دين وأصحاب أعمال ومصالح، و بين عصا الترهيب والترغيب جنّد له مرتزقة وعملاء من مختلف المكونات والمستويات والطبقات، في كل قرية وحارة وزقاق ومقر عمل، خاصة مع ايجاد تُهم جاهزة منذ الثمانينات، فالكردي الذي لا يتعاون معهم فهو انفصالي ويمكن ان ينام في السجون ولا احد يجرؤ حتى بالمطالبة به، وأما العربي فتهمته الجاهزة (يميني صدامي) وهذه التهمة وحدها جعلت الآلاف يغيبون وراء الشمس (ولا يزالون) ، والمسيحي أيضاً في فترة من الفترات يمكن أن يكون كتائبي مساند لميليشيات جميّل ولاسرائيل، وهكذا كان له عناصره ومخبروه وجواسيسه من أبناء الشعب كما كان له قوادوه ايضاً ممن يسهرون على تجنيبه ملل العزوبية.
كما استطاع منصورة بناء ثروة كبيرة من خلال علاقاته المالية مع مهربي الدخان والسلاح والمواشي، و يمكن وصف منصورة بدون مبالغة بالدهاء والخبث وأقرب الى الحقارة والنجاسة والتفكير الشيطاني بلباس انساني لأبعد مستوى، ولم يُنقل أنه ضرب أحداً بيده، فإشارة من يده مع ابتسامة للعنصر كانت كفيلة بأن يقوموا بواجب الضيافة على أصوله للشخص المغضوب عليهإن ما قام به اللواء المجرم محمد منصورة لا يمكن أن يوصف الا بما يستحق .. وبأبشع الكلمات، وأعماله القذرة، من دون شك، تندرج في عداد إجرام كبار القتلة .
اللواء منصورة المجرم .هو من كان ينفذ مخطط .. العنصري الارهابي محمد طلب هلال في عملية التغيير الديمغرافي في مناطق الجزيرة والشواهد كثيرة ....منصورة هو الذي قاد العمليات والمعارك، وتلاعب بعقول الناس الطيبة والمسالمة في المنطقة الكردية، ومحاولا" تفريق من بقي متوحداً، كما أنه مارس أبشع أنواع التشبيح عبر أدواته المتعددة..والكثير وقع في شباكه..
منصورة المجرم كان مطلوبا" للعدالة المجتمعية قبل العدالة الدولية بسبب جرائمه، فهو وراء إراقة هذه الدماء في منطقة الجزيرة، وتفكيك البنية الاجتماعية، وجَعَلِه مجتمعا متناحرا متفككاً بحيث لا يطيق أحداً الآخر، لا العربي ولا الكردي ولا السرياني... ولكنه فطس في العام 2016 غير مأسوفا" عليه وسيبقى الكم الهائل من المعتقلين والمعذبين برقبته وشهودا" على ما اقترفت يداه.......ولكن ومنذ بدء العمل بمشروع الادارة الذاتية والعمل بشكل منتظم وقوي على ترسيخ مفاهيم التعايش الاخوي بين كل المكونات إضافة الى تكريس حالة الحرية المنبثقة من جوهر الديمقراطية واللامركزية. وبتكاتف وتضامن كافة القوى السياسية تحت مظلة مجلس سوريا الديمقراطية .فبدأ يتحول المشهد الاجتماعي والسياسي شيئا" فشيئا" نحو الافضل... ولكن ليست هذه النهاية فمازال المشوار طويل ومازال الخطر موجودا" وحاضرا" ان كان من ازلام وفلول عناصر محمد منصورة وبقاياه العفنة وان من الخلايا النائمة لداعش واحزاب الاسلام السياسي والتي يتم تحريكها كل حين من قبل النظام. نحو تحقيق الافضل ومازالت اعين الجبناء والمندسين والاعداء تتربص بهذه المنطقة ارضها وأهلها وخيراتها.. وهذه مهمة المثقفين والمفكرين والنخبة الواعية من شباب وشابات المنطقة بمختلف قومياتهم وانتماءاتهم... وسيبقى في الذاكرة يوم 12 اذار 2004 ..لقد كان فجرا" داميا" وبشارة الخلاص من الهيمنة الامنية الطاغية.
----------------------
- رئيس تيار الاصلاحي السوري

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/