" تشخيص ومعالجة " آلية التعامل مع المستجدات في الأزمة السورية ( الإشتباكات .. مخططات الغرف المظلمة.. إستمالة الثوار )

آدمن الموقع 9:15:00 ص 9:42:13 ص
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A
خاص/ هيئة تحرير الجيوستراتيجي 
- تركيا لا تستطيع تنفيذ عملية عسكرية شرق الفرات، وحدود تحركاتها ما تم الاتفاق عليه مع الأمريكيين والروس بعد تنفيذها عملية الغزو لمناطق سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض، والمناوشات التي تحاول أفتعالها بين فينة وأخرى إنما الغرض منه تفريغ المنطقة الكردية من السكان ودفع قوات سوريا الديمقراطية إلى الحاضنة الروسية، وبالتالي الاتفاق مع الاسد بأقل المطالب.
- مخطط الشك الذي يقوده المخابرات التركية يهدف إلى خلق بلبلة بين المواطنين والقوات الامنية في منطقة الادارة الذاتية، ويستوجب ذلك تحرك من قبل الجهات المختصة لفضح هذا المخطط. إلى الجانب تقوية الجبهة الداخلية وتكريس ثقة المواطنين ودعم الظروف الاقتصادية التي تساعد على زيادة وتيرة المقاومة والمثابرة.
- المعارضة السورية التي تقودها تركيا إنما باتت بيادق على أكتاف النظام السوري والإيرانيين في تنفيذ عمليات حربية ضد الكرد فقط لتهيئة عودة الاسد إلى كافة سوريا.
- دعم جهود القوى الثورية السورية التي تمعضت من التصرفات التركية، وبناء هيكل معارضة ثورية سورية بين شرق الفرات وغربها، تلتزم بقضايا الوطن السوري بعيداً عن التأثير التركي.
وجه التحركات التركية
كلما زادت الاشتباكات التي تفتعلها الدولة التركية على الحدود مع الإدارة الذاتية، ندرك تماماً إن النظام التركي يذهب بإتجاه التنازلات للجانب الروسي والإيراني، وبالتالي التفاهم مع النظام السوري على تسليم مناطق جديدة، أو على الأقل هناك إتفاقيات تجري من تحت الطاولة، ويتطلب التغطية عليها من خلال الإشتباكات والبروبغندا الإعلامية.
هذه المعادلة باتت آلية لمخرجات سوتشي وأسيتانا بين الدول الضامنة "تركيا - إيران - النظام السوري" وبرعاية روسية، وخلال السنوات الستة الماضية ركزت هذه الدول عبر سيناريوهات يختلقونها بغية سير عملية الاتفاق في إعادة النظام السوري إلى معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة، مع توجيه سلاح المعارضة إلى قوات سوريا الديمقراطية.
تم تطبيق عملية احتلال لعفرين وسري كانيه وتل أبيض كمرحلة إعادة مناطق شاسعة من سوريا لسلطة الاسد، وتخللها عملية ممارسة الضغوطات والحرب النفسية من قبل الأتراك لإسراع عملية الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام برعاية روسية ووفق شروط النظام وتطمين تركيا، وقد مارست تركيا خلال العامين الماضيين هذه الألية بالاتفاق مع الروس والإيرانيين، مما أضطر بالفعل توجه الادارة الذاتية إلى عقد بعض الاتفاقيات الوقتية مع الطرف الروسي، بموجبها أنتشرت قوات الاسد برعاية روسية في مناطق منبج - كوباني - تل رفعت. وحتى يتم إكتمال المخطط يستمر النظام التركي في إطلاق بالونات اعلامية بإجراء غزو جديد، وممارسة الضغوطات من خلال القصف اليوم والاشتباكات، والعملية مستمرة حتى اللحظة. 
الصفقة محبوكة بشكل جيد من قبل الدول الضامنة لإعادة تعويم الاسد من طرف، وحماية المشاريع الإيرانية في سوريا، وضمان إنهاء أي تطور للديمقراطية في شمال شرق سوريا والمتمثلة بالادارة الذاتية، إلى جانب دوران الدول الثلاثة في فلك المصالح الروسية الإستراتيجية.

نتائج هذه الإشتباكات

في الواقع لم تتوقف هذه المواجهات على الحدود بين قوات سوريا الديمقراطية والاحتلال التركي وأدواته، وهذا ليس بجديد، بالاضافة إلى جبهات مشتعلة في مناطق الشهباء وتل رفعت، ونواحي عين العيسى وتل تمر، إلا أن إستخدام النظام التركي للطائرات المسيرة في تنفيذ عمليات خاصة على طول الحدود مع الإدارة الذاتية كانت ضحيتها أطفال ومدنيين، تكاد تشكل فارقاً في هذه الإشتباكات، بحكم عدم إمتلاك القوات الكردية للصواريخ التي توقع هذه الطائرات، وبالتالي إعتماد النظام التركي على إستخدام شرائح الهاتف التركية المنتشرة في المنطقة الكردية السورية، وكذلك بعض الخلاية النائمة قد تكون مرتبطة بالمواقع العسكرية الروسية أو العناصر النظام السوري، بأعتبار إن التنسيق الامني واضح بين دمشق وأنقرة وبرعاية موسكو وطهران.

بروبغندا بث الشك

تستخدم الإستخبارات التركية من خلال الغرف الإعلامية المظلمة أداة بث الشك داخل السكان وبين صفوف المقاتلين في منطقة الإدارة الذاتية، ويعمد في ذلك على إن هناك مخبرين داخل جميع المؤسسات والقوات العسكرية والأمن الداخلي، وإنها تزود الجهات التركية التي تستخدم الطائرات المسيرة في تنفيذ عمليات الاغتيالات. وهذا غير صحيح مطلقاً وإنما هي إستراتيجية إستخباراتية تركية مكشوفة لخلق الشك داخل الشارع، ودفعه إلى الشك بدوره في القوات الأمنية والعسكرية.
لذا يتطلب من الجهات المختصة والمؤسسات المعنية داخل الادارة الذاتية أخذ الحيطة والحذر والعمل على كشف تلك الخطط التي تدار من قبل الاستخبارات التركية، إلى جانب التحرك الإعلامي وعقد الندوات الجماهيرية للتحذير من الخطط الخبيثة.

إعلام المعارضة الموالية لتركيا والإستمرار في تدمير الثورة السورية وتوجيه الشارع ضد الكرد

الجهات الممولة لإعلام المعارضة السورية هيئات منذ البداية على توجيه الشارع المعارضة إلى الكرد، من خلال بث الاكاذيب والاضاليل ، وتشويه الكرد وقوات سوريا الديمقراطية، لدرجة ترك القضية المركزية لإسقاط النظام وتحوير الشارع المعارضة إلى محاربة الكرد.
هذه العملية خططت لها الاستخبارات التركية بعناية فائقة منذ بداية الثورة السورية، وتنفذها هذه الوسائل بدقة متناهية، لدرجة إلها المجتمع السوري عن المناقصات التي تجري بين النظام التركي - السوري، وجعل محاربة الكرد عبر بروبغندا معادية قضية المركز، وساهمت ذلك في تغييب شرائح واسعة.
والتعامل مع هذه الإشكالية يتطلب إعلام قوي على القنوات والوسائل الفضائية والإجتماعية.

المناقصات المتوقعة

لم تقطع المخابرات التركية - السورية علاقاتهما الأمنية في أحلك الظروف، لا سيما السنوات العشرة من عمر الثورة السورية-من التدخل التركي في الشأن السوري لدعم المجموعات المعارضة بغية إسقاط النظام السوري، إلا أن التنسيق العميق بين جهاز الطرفين حول قضية مركزية " محاربة الحركة التحررية الكردية " كانت الغالب في تجاوز جميع الخلافات بين الطرفين، إذ أن تبلور الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا التي يقودها الكرد شكلت هاجساً حقيقياً لدى الطرف التركي الذي أدخل معظم المعارضة السورية في بوتقة المناقصة مع النظام السوري مقابل محاربة مشروع الادارة الذاتية.
وجود مشروع ديمقراطي لا مركزي يشكل مشكلة كبيرة للأنظمة الديكتاتورية، وإسقاط النظام السوري سيمهد للمشروع في التمدد إلى الدول الجيران، لا سيما إن العراق الفدرالي، والضغوطات الغربية لتطوير الديمقراطية وحقوق الانسان وألا مركزية في تركيا، والتحولات الدولية والإقليمية، ستكون لها التأثير المباشر على تركيا، لذا عودة النظام التركي إلى الذهنية الأستبدادية والتعاون مع الدكتاتورية في دمشق يتطلب توافقاً وإتفاقاً، وهو ما نشهده اليوم من تقارب سياسي بين النظام التركي والسوري، بعد التنسيق الأمني الذي لم ينقطع. وبالتالي سيدخل النظام التركي المعارضة السورية التي تدعمها في مشروع الدمج مع النظام السوري، وبما إن هذه المعارضة لا تملك قرارها، وذهبت مع المشاريع التركية إلى أبعد حدود، سواءً تحوير بندقيتها من مقاتلة النظام إلى محاربة الكرد، وإستخدامهم في الحروب الهلامية التركية بليبيا وأذربيجان واليمن ومواقع أخرى لم يتم الافساح عنها تركيا، وتهيئة هذه المعارضة وجمهور الثورة السورية من خلال الاعلام المركز الذي حور مركزية العمل من اجل اسقاط الاسد إلى محاربة الكرد. كل هذه التطورات تؤكد على إمكانية دمج هذه المعارضة في بوقتة النظام السوري مع بعض المكاسب الوقتية، وكذلك من اجل تهيئة الظروف كلها لمحاربة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

المطلوب من الادارة الذاتية

الخلل الذي أوجده التصرفات النظام التركي في الإعلان عن التقارب مع الاسد فضح مؤامراته على الثورة السورية، وكشفت لجمهور الثورة خطورة تلك المخططات، وضرورة البحث عن رافعة جديد لإنقاذ ما تبقى من الثورة، وهو ما يجب أن ينظر فيه الادارة الذاتية بعمق، ووضع الخطط والاستراتيجيات التي تساعد على إستمالة هؤلاء الثوريين السوريين من خلال عقد الاتفاقيات أو الحوارات والمؤتمرات الحقيقية، وإن كانت بإدارة شخصيات مستقلة، لأن ذلك يساعد على إعادة عربة الثورية السورية التي تسعى إلى إسقاط الدكتاتورية في دمشق وبناء دولة ديمقراطية لا مركزية .

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/