دراسة تم وضعها على أسس علمية من خلال دراسة واقع واحداث المنطقة والعالم واتمنى أن تكون فيها الفائدة؟
أنني أطرح مجموعة من البدائل التي قد تجدونها مناسبة للحل السوري وخاصة في ظل الظروف الموضوعية المعقدة والبيئة السياسية الدولية والإقليمية والتي حقيقة لا تخدم القضية السورية بالشكل المأمول وذلك من أجل تغيير مايمكن تغييره وانقاذ مايمكن إنقاذه وتحقيق الحد الدنى من طموحات ومطالب الشعب السوري ويمكنني اختصار هذه البدائل بعدة نقاط :
أولا - بقاء الوضع على ماهو عليه وخاصة في ظل وجود توافق دولي ضمني فحقيقة تعاني الاطراف السورية من انقسام سياسي حاد ومن حالة من العداء وكيل الاتهامات والغرق في التفاصيل وخاصة مع تمترس المعارضة وارتهانها لاطراف لها مصالح جيوسياسية وايضا تدخل تركيا بحجة نصرة الشعب السوري واحتلالها لمناطق في الشمال السوري واقامة مستوطنات والعمل قدما في انشاء مشروع الحزام والتقارب مع النظام من أجل احياء اتفاقية الإذعان أضنة ولكن بصيغة ومكاسب جديدة مستفيدة من حالة الانقسام بين الطراف السياسية السورية وانشغال الاطراف الدولية بتصفية حساباتهم في أوكرانيا وتداعيات ذلك على الحل العادل للقضية السورية فحقيقة يعتبر انشغال الاطراف الدولية في تصفية حساباتها في اوكرانيا يجعل من بقاء الاوضاع على ما هي عليه (الوضع القائم) أمرا لا مفر منه . أيضا في ظل الظروف الدولية المعقدة و الأزمة الاقتصادية من المحتمل أن تنهار شعبية النظام و المعارضة المتمثلة بالائتلاف وخاصة مع تآكل بنيتها المؤسسية بصورة تدريجية متسارعة ودخولها في صدام مع الحالة الشعبية الأمر الذي قد يفقدها زمام السيطرة على الارض وعلى الوضع السياسي. وايضا الظروف الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها مناطق النظام والمعارضة والتي يعي كل طرف خطورتها وامكانية أن تدفع شعوب تلك المناطق للتمرد والخروج عن الوضع الراهن في حال اندلعت الحرب والتي ستجعل أوضاعهم تزداد سوءا أضف الى ذلك أن الوضاع في مناطق مرتزقة تركيا سيئة من جميع النواحي وخاصة في ظل الاقتتال الداخلي وجرائم الاغتصاب والخطف والسرقة والفوضى ....الخ وهذا حقيقة عامل ضغط اذا ماتم استغلاله سيكون دافعا لاختيار الشعب هناك بديل مناسب، وهناك اسباب تجعل نموذج كونفدرالية مع الإدارة الذاتية الخيار الأمثل منها:
1-استمرار حالة الانقسام والمناكفات السياسية بين الفصائل .
2 - ضعف موقف المعارضة هناك وخاصة بعد ارتهانها لتركيا وتقييدها وتقهقرها امام النصرة الارهابية وعدم قدرتها على تحقيق اي انجازات .
3- ممارسات الفصائل على الارض وترسيخها حالة الانقسام بين أطراف المعارضة واتباعها سياسة الامر الواقع . وهناك امور على أي طرف يريد تمثيل الشعب السوري تحقيقها لتقوية موقفها وليكون ركيزة يمكن بناء عليها سورية المستقبل منها :
1 - تحقيق وحدة الصف وتقريب وجهات النظر بين جميع الطراف السورية والعمل على انهاء ملف الانقسام .
2 - العمل على زيادة قوة موقفه على أرض الواقع من خلال تقوية العلاقة وعقد تحالف او تشاركية مع مسد والتعاون معها لتقوية الجبهة الداخلية والخارجية و هذا الأمر حقيقة سيؤدي على تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد الاعتراف السياسي الدولي وأيضا سيؤدي الى استقطاب مزيد من المؤيدين له والذي سيكون أفضل الخيارات المتاحة للمعارضة .
3 - العمل على زيادة زيارات الوفود للشخصيات السياسية الغربية النافذة والبرلمانيين وأيضا العمل مع المنظمات المستقلة والتركيز على المنطقة العربية من أجل تعزيز الشرعية وتقوية الموقف. ثانيا -من البدائل المطروحة انشاء كيان سياسي بالشراكة مع المعارضة ومسد يتمتع بالسيادة على الارض من خلال
1- طرح مشروع انشاء كونفدرالية بين مناطق الإدارة ومناطق المعارضة وخاصة مع انسداد أفق الحل السياسي مع النظام
2- عقد مؤتمر مع الدول الراعية للملف السوري ومع مفوضية اللجئين ودعوة من يرغب من اللاجئين الى الكونفدرالية .
3 - العمل مع جميع الاطراف الدولية ليكون مشروع الكونفدرالية النظام البديل والحل المستدام لقضية الشعب السوري .
4- بناء الثقة مع الاطراف السورية كافة قبل مناقشة انشاء الكونفدرالية .
5 - انشاء كيان مستقل ولو جزئيا بعيدا عن سطوة وممارسات النظام .
6 - وجود الرغبة لدى جميع شعوب المنطقة من الإنعتاق من سطوة النظام وأجهزته الامنية وتسلطه 7- الأوضاع غير المستقرة في لبنان وتركية وفي مخيم الركبان على الحدود الاردنية والتي حقيقة قد تدفع اللاجئين للهروب بإتجاه أوربا الأمر الذي يجعل الكونفدرالية حلاً أمثل لهؤلاء. -ومن الأمور التي ستدفع الاطراف السورية للموافقة على انشاء كونفدرالية هي :
1 - استمرار الوضع الراهن للقضية السورية وأيضا سوء الاوضاع في مناطق المعارضة على كافة المستويات وخاصة الوضع الامني قد يدفع المعارضة للموافقة على مثل هكذا طرح .
2- ضعف الاحوال القتصادية في مناطق المعارضة يجعل من الفكرة طوق نجاة لإدارة المنطقة وتخفيف الضغط الشعبي عليها .
3- التقارب التركي السوري وفشل قرار 2254 وفشل جميع المسارات في تحقيق اي حل سياسي يرضي الشعب السوري ويحقق ولو جزء بسيط من آمالهم .
4- اتفاقية التطبيع بين تركية والنظام والتي ان حصلت ستدفع الاطراف السورية كافة نحو هذا الاتجاه بشكل كبير . ولكن هناك صعوبات تعترض هذا المسار علينا مواجهتها منها :
1- تخوف شعوب المنطقة من مآلات هذا الحل وذلك بتثبيت الوضع والذي يعتبرونه بمثابة تقسيم سورية .
2- الخلافات مع الاطراف المتوافقة على الفكرة حول آلية صنع القرار بين طرفي الكونفدرالية .
3- صعوبة تنفيذ الكونفدرالية في ظل وجود القوات التركية وارهابيي جبهة النصرة وأيضا وجود قوات النظام ومليشيات ايران على حدود المنطقة .
ثالثا : بديل حل المناطق الثلاث في ظل سورية موحدة : والمقصود هنا: مناطق التي يسيطر عليها النظام والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة والمناطق التي تسيطر عليها قسد فحقيقة في كل يوم يمر على القضية السورية يعزز من الوضع الراهن ويجعل من سمته وظرفيته وضعا من الصعب الرجوع عنه مالم تحدث معجزة سياسية تخلق نوع من التوافق اجباري بين الاطراف السورية ويمكننا ربط هذا السيناريو بالسيناريو الاول اي بقاء الوضع على ماهو عليه مع التنسيق الكامل في كثير من الأمور المشتركة كالتعليم والصحة والتجارة ...... وغيرها في النهاية : حقيقة لا يبدو ماطرحته من حلول امور سهلة التنفيذ وخاصة في ظل تعنت النظام وتوجهه للتطبيع مع الاحتلال التركي من أجل التآمر على القضية السورية وأيضا استمرار حالة إنقسام الاطراف السورية لكن ماطرحته يبقى افكار قابلة للتنفيذ تنتظر من يتبناها للخروج بالقضية السورية من أزمتها فحقيقة بالرغم من التحديات والصعوبات التي تواجه كافة الاطراف السورية إلا أن هناك أدوات على الاطراف السورية استغلالها كأوراق ضغط منها : "" - بناء مؤسسة قوية تمثل كافة أطياف الشعب السوري وفي جميع مناطق الشتات أي جعل القضية السورية في هيئة جامعة تمثل كافة أطياف ومكونات المجتمع السوري ومناطق تواجدهم وسحب تمثيل الشعب السوري من يد الائتلاف وغيره والذين هيمنوا على القضية السورية على مدار 13 سنة دون أي نتيجة أو انجاز يذكر سوى احتلال تركيا للاراضي السورية وتعاملها مع النظام والنصرة على المعارضة والقضية السورية.... وهذا مايعني تشكيل جبهة وطنية كبيرة وشاملة لإدارة العلاقة مع النظام إما بالتفاوض أو بالمقاومة بكافة أشكالها وبالتالي العمل على أنهاء الانقسام السياسي وبداية مرحلة سورية سورية قائمة على الوحدة والتوافق الوطني والعودة للمسار السياسي السلمي ..... التوصيات:
1 - ضرورة تحقيق التوافق السوري السوري فهو أساس ومنطلق لاختيار أي بديل من البدائل الموجودة.
2 - ضرورة تشكيل كيان سياسيا سوري جامعا يمسك بزمام الأمور ويكون صاحب القرار في اختيار البديل الممكن لحل القضية السورية.
3 - ضرورة تبني النهج الثوري المقاوم وذلك من أجل أن يكون ورقة ضغط على النظام للقبول بالحل السياسي وعلى تركيا إجبارها على الانسحاب من المناطق التي تحتلها .
4 - ضرورة اتخاذ كافة الاطراف السورية موقف موحد تجاه عملية التطبيع التي تجري بين النظام وتركيا .
--------------------
الإعداد: أنس قاسم المرفوع
- ناشط سياسي وحقوقي وإجتماعي
- ناشط سياسي وحقوقي وإجتماعي