ماذا يحصل في الشرق الأوسط؟ سوريا؟ وهل هناك تطورات في مسار إيران أو تركيا؟

komari
0
خاص/ هيئة تحرير الجيوستراتيجي للدراسات
تحولات دراماتيكية تشهدها الشرق الأوسط لا سيما في مسار التقارب السعودي -الإيراني برعاية وضمان صيني، إلى جانب الحديث حول تقارب بين المملكة العربية السعودية والنظام السوري برعاية مصرية، وزيادة في وتيرة الضربات الجوية الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سوريا مقابل إشتباكات تقع بين فينة وأخرى بين القوات الأمريكية والحرس الثوري الإيراني في دير الزور، بالتزامن مع زيارات مكوكية لجنرالات أمريكيين إلى منطقة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا والحديث حول زيادة تعداد القوات الأمريكية في سوريا.
مسار الصراع التركي الداخلي يحتدم مع قرب الإنتخابات العامة، لا سيما بعد إعلان حزب الشعوب الديمقراطية الكردي دعمها لمرشح المعارضة التركية ضد أردوغان.
في إجتماع الأردن حول سوريا والتي استمر ليومين بين 23,24 مارس/آذار، دعا ممثلو الولايات المتحدة ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن والنرويج وقطر والسعودية وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي ينص على انتقال سياسي في سوريا. إلا أن مسار التواصل بين الدول العربية والنظام السوري يستمر وينتج عن لقاءات على المستوى العالي سواءً علنية أو في الغرف المظلمة.
في الوقت الذي يكون هناك نقاش حول تقارب بين النظام السوري والإمارات، وجولات للأسد بين روسيا والإمارات، وإعلان المملكة العربية السعودية لإعادة العمل بسفارتها في دمشق، تؤكد الدول الغربية على عدم تعويم النظام بأي شكل من الاشكال.
بتاريخ 23 مارس/آذار، صرح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية، دان ستونيسكو، اليوم الخميس، أنه لا يمكن التطبيع أو رفع العقوبات عن النظام السوري حتى ينخرط النظام في الانتقال السياسي.
وأضاف المسؤول الأوروبي، أنه لا يمكن التطبيع أو رفع العقوبات أو إعادة الإعمار مع النظام، حتى ينخرط في خطوات لا رجعة فيها نحو الانتقال السياسي.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يرحب بمبادرات الدول العربية ما دامت تضمن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254. وأكد أن "سياسات الاتحاد الأوروبي ثابتة ولا تغير فيها، ومجرد التطبيع من دون عملية سياسية يعني الافتقار إلى المساءلة".
بتاريخ 16 مارس/آذار، أصدرت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بياناً رباعياً، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لانطلاق الثورة السورية، أكدت فيه الدول الغربية الأربع التزامها بعدم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، وعدم تمويل إعادة الإعمار جراء الأضرار التي تسبب بها النظام في خلال النزاع وعدم رفع العقوبات المفروضة دون تحقيق تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي، وذلك لمصلحة الشعب السوري.
هذا التسارع في الأحداث توحي بسيناريو قادم في المشهد الشرق الأوسطي، لاسيما وإن النظام التركي يحاول بشتى الوسائل التقارب مع النظام السوري وإنهاء ملف الخلافات حتى يضمن تسليم المعارضة السورية للنظام بغية تفعيل إتفاقية أضنة التي تسمح لتركيا بالتدخل في سوريا لبضع كيلو مترات بغية ملاحقة ما تدعيه محاربة (حزب العمال الكردستاني)، إذ أن الدعم التركي للمجموعات المرتزقة السورية ضد النظام الدكتاتوري السوري يشكل عقبة أمام شرعية التدخل التركي في سوريا، وهو ما لجئ إليه رأس النظام التركي ( أردوغان ) في إنهاء ملف المعارضة مع النظام السوري خلال وقت قصير وبرعاية روسية- إيرانية، حتى ينتقل إلى مرحلة التشريع لتدخل تركيا العسكري.
يحاول النظام التركي تكرار تجربة شمال العراق ( إقليم كردستان ) حينما أخذ ذريعة إتفاقياته مع نظام المقبور صدام حسين في التدخل العسكري الدائم في إقليم كردستان بحجة وجود عناصر حزب العمال الكردستاني داخل العراق. وما يحصل الآن من الإستراتيجية التركية الواضحة إنها تتجه نحو تفعيل هذا السيناريو مع النظام السوري في حال تم دعم قيام حكم ذاتي كردي في سوريا برعاية أمريكية، في سيناريو شبيه بطبيعة إنشاء إقليم كردستان العراق.
يتفق النظام الإيراني مع النظام التركي في تطبيق المخططات التركية شمال سوريا، وتتمسك تركيا بدعم طرف سياسي كردي سوري ( مجلس الوطني الكردي ) بغية تشكيل قوتين متصارعتين داخل المشهد الكردي السوري، ولعلَّ وجود ما يعرف ب " بيشمركة روج " وإبقاء دورها لظروف مستقبلية، وكذلك الاحتلال التركي الذي أفرغ 40% ( عفرين وقباسيين وسري كانيه وتل ابيض )، وبإعتبار هذه الاخيرة حلفاء لتركيا فإن المستقبل يوحي بوجود حلفاء لتركيا في المنطقة الكردية السورية في مشهد شبيه جداً للوضع في كردستان العراق الذي يحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني تركيا، وأقرانه في سوريا بنفس المسار في التحالف مع تركيا.
في الواقع التطورات غير مبشرة في المستقبل السياسي لشمال سوريا، والإقليم الكردي السوري يتم إنشاءه بنفس الأجواء والظروف التي تشكلت فيها إقليم كردستان العراق، وما يعانيه هذا الإقليم من صراع كردي- كردي.


إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!