حملة حانوشيلي الأول على حلب بحدود 1605- 1600 ق .م

komari
0
بقلم: الباحث يوسف خالدي
لا يعرف السوري عن الحوريين ، وكذلك الكردي السوري ، أي شيء عن تاريخ سوريا المغيب ، وما سيقرأه الكردي السوري ، سيدهشه كما السوري العربي والسرياني . فألة التجهيل العنصرية ، وذمة الباحثين السوريين يبدو أنها كانت واسعة على قدر نزاهتهم العلمية . بينما نجد أن كرد جنوب كردستان ، إنصرفوا إلى إعطاء الأهمية للعراق ولجنوب كردستان فقط . دون إعطائهم أي أهمية لشمال وغرب كردستان . الأناضول وسوريا .
لم أجد تعليلاً لإنسحاب الحوريين من أراضي حاتوشا في أي دراسة ولا أية معلومات عن الحوريين ، وأفضلها كانت تقول :
بأن الحوريين وخوفاً من تطويق الحثيين لهم تراجعوا إلى مناطقهم .
أغلب الظن أننا في هذه الدراسة أمام إسم أول ملك حوري غير معروف حتى الآن للباحثين قاد حملات الحوريين على الدولة الحثية وهو (أجنيو بريس) ؟
لنقرأ هذا النص المقتطع والمختار من كتابنا
الكرد في الشرق القديم ، حيث يستعرض النص أسماء قادة الجيش الحوري لأول مرة في دراسة لباحث كردي أو عربي أو تركي .
حملة حانوشيلي الأول على حلب
بحدود 1605 1600 ق .م
قام حاتوشيلي بحملته الثالثة على حلب في أواخر عهده ، لكن الحملة عجزت عن تحقيق أهدافها بالسيطرة على حلب ، رغم كل الانتصارات التي حققها حاتوشيلى على المـدن المحيطـة بحلـب، لم يدخل حاتوشيلي وجيشه إلى المدينة التي صمدت ، بسبب تقديم قادة الجيوش الحورية الأربع الدعم والمساعدة اللازمة لحلب ، كمـا أن حاتوشـيلي نفسـه أصيب بجروح مميتة تسببت بموته فيما بعد وإضطرت قواته إلى الإنسحاب بإتجاه الشمال ، تحت وطئة هجمات جيوش ملوك الحوريين وحكام مدن المنطقة الذين بادروا إلى نجدة حلب وفك الحصار عنها ، قاطعين بذلك الطريق على حاتوشيلي الذي كان يسعى إلى فرض معاهدة تبعية على حلب كما جاء في النص التالي:
(رجـل مدينـة حلب، أخذ كلمة أبيه) . أي رضي بتقديم ولائه ( لحاتوشيلي) ، نقضت المدينة ما كانت تعهدت به من ولاء ، بعد جرح حاتوشيلي وأنسحاب جيشه مهزوماً بإتجاه العاصمة حاتوشا ، وملاحقاً من الجيوش الحورية التي طارت قواته حتى العاصمة نفسها ، مما يـدل علـى مـدى المقاومـة الشـديدة التي أبدتها حلب مع حلفائها ملوك الحوريين ، وقوة الجيوش الحورية التي دفعت بالملك الحثي إلى وصف الهزيمة بمرارة وفق النص التالي
( أن جمـوع الحـوريين كـالكلاب والثعالـب ، جيشـهم أتـى إلـى حـاثي و دمرها ) . اعتراف بالهزيمة ، لا بل إن المتمعن بكلام الملك ، يدرك بأن الجيش الحوري طارد الحثيين إلى عقر دارهم ودمربلادهم .
Collins, B. G.: hattusili I the lion king, JCS.(1998), p17.
(-Collins, B. G.: hattusili I the lion king, JCS.(1998), p p 15-20
مع هزيمة الجيش الحثي وتراجع حاتوشا إلى داخل عمق أراضيه ، إنتقل الملك الحوري مع جيشه إلى المنطقة الواقعة بين Hatra مدينة جنوب (إسوا) ومدينة أخرى يصعب قراءة إسمها في أعلى اللوح .
عادت مدينة، [...] Sukzija سوكزيا إلى الحوريين. بينما كان حاتوشيلي وجيشه يتمركزون في هوراما (جنوب الأناضول) التي كانت قد أصبحت المعقل الوحيد للحثيين في المنطقة (تم إنقاذها لاحقًا بالتدخل الإلهي المباشر) ، كان الإله قد ألقى الطاعون على الحوريين وبدأ الجيش الحوري بالموت كما جاء في نص حثي .
تقدم الحوريون نحو خوراما عبر كيزوندا(كيليكيا) على محورين. ولأجل تجنب أي هجوم حوري من الوراء وخوفاً من التطويق ، كان على حاتوشيلي التراجع إلى خوراما ، بسبب إنضمام خاترا وسكسزيا إلى الحورييين ، بينما كانت مدينة Lawazantija مهددة بهجوم الجيش الحوري في أي وقت .
Joost Blasweiler A Hurrian attack at the city Kanesh c.1710 BC ,p.42.
سجلت النصوص الحثية وقائع الحملة الحورية على قوات حاتوشيلي الأول ، رداً على هجماته على المناطق الحورية وحلب والحرب التي دامت بين الطرفين مدة ثلاث سنوات ، إنتهت ،حينما بادرت الآلهة إلى مساعدة الحثيين ، بأن سلطت على جيوش الحوريين مرض الطاعون كما يلي :
حتى”Nippa القائد العام للقوات الحورية مات. وهو أي (الملك الحوري) انسحب بقواته من هوراما و [ذهب] إلى سوكزيجا وبقي هناك خلال الشتاء. مات خلالها العديد من قادة الجيش الحوري - كرواني )، (باراجونا ) ،( أجوكتراجا ) Karawani, Parajuna, Ajuktaeraja.
Joost Blasweiler: A Hurrian attack at the city Kanesh c.1710 BC ,p43.
. ثم إنطلق إلى أرزاوا وأمضى فيها الشتاء ، كانت حملة كبيرة وقوية وواسعة على مجمل مناطق أرزاوا
بعد إنقضاء فصل الشتاء ، تقدم الملك الحوري إلى الأمام ، قام بزيارة العديد من المدن مثل أولاما ، و لم تكن هناك قوة قادرة على منع الملك الحوري من التقدم والسيطرة على الاراضي والمدن الواحدة بعد الأخرى ، الكثير من المدن أعلنت عن ولائها للحوريين p43.. Joost Blasweiler: . نفس المصدر .
ثم يذكر النص بأن المعجزة الآلهية تحققت ، حينما مات الإله أجنيوبريس ومات ملك الحوريين.:p43. Joost Blasweiler: A Hurrian attack
الإله أجنيوبريس إله النار في الديانة الهندوسية . ولا نملك معلومات مفصلة قد تفيد بهذا الصدد، لمعرفة ما المقصود بعبارة موت الإله وموت الملك الحوري . ربما كان إسم هذا الإله هو إسم الملك الحوري أو لقب له . فالمعروف أن الحثيين حين موت ملوكهم كانوا يصفونهم بالعبارة التالية (حينما أصبح إلهاً ) .
وحين تجمع لدى ملك نيسا( حاتوشيلي الأول) ثلاثة آلاف جندي من الخابيرو والخدم الأحرارأضافهم إلى بقية جيشه وإستغل أوضاع الحوريين الصعبة تلك وإستأنف الحرب ضدهم .
كانت حلب متحالفة مع الحوريين وقائد جيشها العام مع فرسان الماريانوا يشكلون القوة التي كانت تعتمد عليها مملكة حلب ، أما أشتاتا ومدينتها الرئيسية إيمارومن كان يجاورها من بدو الصحراء ، فتحالفوا مع مورسيلي ، لتحصيل مكاسب -Astour M; Hattusilis-Halab and Hanigalabat, JNES. 31 (1972), p 105., p 106.،
يبدو أن أشتاتا كانت في حالة عداء مع ملك يمحاض ، حيث تشير بعض نصوص آلالاخ إلى وجود ثورة في إيريت ، إضطر بعدها ملك حلب إلى تعيين أخيه حاكماً على آلالاخ تعويضاً له عن إمارته في إيريت التي فقدها بسبب الأحداث التي جرت فيها ، جرى الإتفاق بين آبا - أيل ملك يمخاد حلب، مع ياريم - ليم ملك آلالاخ ، الطرفان أقسما في إتفاقهما بإسم الربة الحورية خيبات .
هناك نص لأبائيل ، يتحدث فيه عن قمعه لثورة في مدينة إريتا التي كانت تقع على الفرات ، وربما كانت جزءاً من مقاطعة آشتاتا فيقول :
بسلاح الرب الحوري تيشوب العظيم ، إقتحم أبا - إيل إيريتا ودمرها ثم عاد إلى حلب سالماً حسن إسماعيل شوال ، رسالة ماجستير ، جامعة حلب ، الصراع الحثي الميتاني المصري للسيطرة على سوريا ، ص. 75.وإنظر أيضاً أحمد أرحيم هبو، تاريخ الشرق القديم سورية ، دار الحكمة صنعاء ، ص 117 .
أحست حلب والمدن الأخرى ، بعد هزيمة حاتوشيلي بالأمان ، ويفترض أن هزيمة الحثيين في حلب وإنسحابهم بإتجاه الشمال نحو حاتوشا وملاحقة الحوريين لهم حتى حاتوشا ، أفسح المجال أمام المدن التي كانت أخضعتها حاتوشا لنفوذها بالتخلص من الهيمنة الحثية .
بعد الهزيمة التي تلقاها حاتوشيلي أمام حلب ، نقل مركز عاصمته إلى كُشارا عاصمته الأولى ومن هناك قام بدعوة " البانكو" إلى الإجتماع ، وأسمى حفيده من إبنته ولياً للعرش

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!