خاص/ فريق الجيوستراتيجي للتحليل السياسي
مقتبس من البيان الختامي للرباعية في أستانا ( النظام التركي والسوري والإيراني برعاية روسية ):
- كازاخستان - البيان الختامي لمحادثات أستانا:
- أهمية مواصلة الجهود النشطة لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا
- الالتزام الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية
- أهمية دفع هذه العملية على أساس حسن النية وحسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب
- مواصلة التعاون من أجل مكافحة الإرهاب ومواجهة الخطط الانفصالية الرامية إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتهديد الأمن القومي لدول الجوار
- رفض جميع المحاولات الرامية إلى خلق حقائق جديدة "على الأرض" بما في ذلك المبادرات غير القانونية بشأن "الحكم الذاتي" بحجة مكافحة الإرهاب
- رفض المصادرة غير القانونية للثروات وتحويل عائدات النفط التي يجب أن تكون للسوريين
- القلق من المضايقات التي تمارسها الجماعات الانفصالية ضد السكان المدنيين بما في ذلك التجنيد القسري والممارسات التمييزية في مجال التعليم
- الالتزام بتعزيز عملية سياسية يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة
التحليل
خلال الإجتماعات والإتفاقيات السابقة كانت تجمع الدول الثلاثة ( تركيا - روسيا - إيران ) فكانت روسيا وإيران تمثلان النظام السوري، بينما تركيا كانت تمثل المعارضة السورية التي تدعمها، ولكن في هذا الإجتماع الذي كان مفصلياً، حضر النظام وممثليه الروس والإيرانيين، بينما لم تحضر المعارضة، وبقيت تركيا تمثلها!، إلى جانب كان الإتفاق والحديث عسكرياً وليس سياسياً، وهذا يعني هناك إستبعاد سياسي للمعارضة المتمثلة بالإئتلاف الذي يتبع للإحتلال التركي.
من جانب كانت هذه القمة رد فعل على تطورات العلاقة العربية مع النظام السوري، ونتائج محاولة سحب النظام إلى الحاضنة العربية على حساب علاقات النظام مع إيران وروسيا. بينما الواضح هو محاولة الإلتفاف على مسار جنيف الذي تعطل نتيجة الاتفاقيات بين تركيا وإيران والروس وبالتالي النظام السوري، إلى جانب إعادة أحياء النظام السوري وفق مسار ثلاثي يقوده الإيرانيين والروس والأتراك، وعملية الإبقاء النظام في هذا المسار، لأن لا يكون هناك مسار عربي، لأن التحركات العربية تسير وفق إستراتيجية غربية أمريكية.
- أهمية مواصلة الجهود النشطة لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا: واضح إن هذه العلاقات لن تتم إلا بإزالة العوائق بين الطرفين، والعودة إلى تطبيق اتفاقية اضنا ١٩٩٨ التي تنص على عدم دعم اي طرف لأية مجموعة تجدها الطرف الآخر تهديداً لأمنها القومي، وبالتالي إذا أرادت تركيا ان تتدخل في سوريا لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية عليها في البداية التوقف عن دعم المجموعات التي تهدد النظام السوري. وهذا يعني بالضرورة القضاء على هذه المجموعات وتسليمها للأسد بشكل أو آخر. ويؤكد هذه المسألة ما ورد في البيان الختامي في جزئية: ( الالتزام الثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية). وتركيا ملتزمة بذلك من خلال ضمان حماية النظام السوري والقضاء على أي تهديد يشكلها اية مجموعة تدعمها تركيا.
وإن كان المطلب التركي يتمحور حول شرعنة وجودها في سوريا من خلال الاتفاق مع النظام السوري، ويجتمع الطرفين في إستراتيجية محاربة قوات سوريا الديمقراطية، وتدعم إيران في ذلك هذه الجهود، لأن الوجود الإيراني في سوريا مهدد من قبل بعض الدول العربية والقوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
مقتبس من البيان الختامي:
- مواصلة التعاون من أجل مكافحة الإرهاب ومواجهة الخطط الانفصالية الرامية إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتهديد الأمن القومي لدول الجوار
- رفض جميع المحاولات الرامية إلى خلق حقائق جديدة "على الأرض" بما في ذلك المبادرات غير القانونية بشأن "الحكم الذاتي" بحجة مكافحة الإرهاب
- رفض المصادرة غير القانونية للثروات وتحويل عائدات النفط التي يجب أن تكون للسوريين
- القلق من المضايقات التي تمارسها الجماعات الانفصالية ضد السكان المدنيين بما في ذلك التجنيد القسري والممارسات التمييزية في مجال التعليم
التحليل
واضح إن تركيز الإجتماع كان موجه ضد قوات سوريا الديمقراطية، وحلفائها الغربيين، والمسار العربي الذي بدأ مع جذب النظام للحاضنة العربية كخطة غربية بديلة لإبعاد النظام السوري عن أسيتانا وإيران.
نقاط إرتكازية تظهر لنا مدى الحجم الذي تم التخطيط له بشكل سري بين الرباعية، والحجم الكبير للإتفاقيات الأمنية والعسكرية التي لم تظهر منه سوى الإشارات القليلة خلال البيان الختامي، والإشارة إلى الإدارة الذاتية كواقع يتم فرضه وفق تصورهم على الأرض، وقضية التجنيد الخدمة الإلزامية التي سنتها الإدارة الذاتية لحماية المنطقة التي تديرها، وكذلك المنهاج التدريسي الكردي الذي يعتمده الإدارة الذاتية. وبذلك العناصر الأربعة التي سوف يحاربونها في الادارة الذاتية هي ( قوات قسد - التدريس باللغة الكردية- الخدمة الإلزامية- والبترول الذي هي خارجة سيطرة النظام )، وخلال الفترة القادمة سوف يركزون على تدمير هذه المنظمة الإقتصادية والتعليمية والإدارية، من خلال التنسيق في غرفة عمليات بين الدول الثلاثة وبقيادة روسية.
النفط
تركيز الإجتماع على مسألة النفط يظهر لنا مدى تأثير هذه الثروة على قدرة النظام الإقتصادية، والمخططات التركية الرامية إلى تجريد كرد سوريا وحلفاهم من القبائل العربية على هذه الثروة التي تقع في مناطقهم، وهو العامل المشترك الذي أبرز التفاهم بين الطرفين السوري والتركي بعد إزالة العقبات فيما بينهم، لا سيما وإن مناطق النفط والغاز تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ويمنع التحالف الدولي (الشريك الإستراتيجي لقوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب) وصول النظام وأية قوة أخرى إليها، وهو ما يساعد في التضييق على الوجود الإيراني العسكري في سوريا، حيث هناك حديث حول طوق الخناق حول التوسع الإيراني في دير الزور.
من المؤكد إن الروس يطمعون إلى إيصال النظام إلى منابع النفط من خلال هذا التحالف، وإسقاط قوات سوريا الديمقراطية تعني بشكل مباشر خروج الأمريكيين من المنطقة، وهذا الهدف يجمع الأطراف الأربعة المتفقة.
في المحصلة
أتفاق الأنظمة الأربعة على إدارة مسار حرب وأمن وسياسة موجهة ضد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي أصبح قاب قوسين، وهو ما يتطلب تحركاً حقيقياً من المسار الأمريكي في زيادة قواته وإمكانياته بالاضافة إلى دول التحالف الدولي لحماية مصالحهم بالدرجة الأولى ودعم قوات سوريا الديمقراطية ومنع أي تمدد للنظام السوري والميليشيات الإيرانية أو عملية عسكرية تركية. فالروس سيدفعون بالأتراك إلى العودة لممارسة التهديد ضد قوات سوريا الديمقراطية، وقد يكون ذلك في منطقة غرب الفرات حيث منبج وتل رفعت والشهباء التي تسيطر عليها الادارة الذاتية، ومقابل ذلك إجبار قوات سوريا الديمقراطية على القبول بمسار الرباعية إذا ما تحركت أمريكا وقوات التحالف في منع أية محاولة تركية إيرانية لضرب مناطق الادارة الذاتية. وبذلك سيبقى الترقب هو سيد الموقف خلال الأيام والاسابيع القادمة. إلا أنه مؤكد سوف توجه الرباعية كافة قدراتها لإسقاط الإدارة الذاتية وإخراج التحالف الدولي من سوريا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل سوف تنجح؟ أم للقوى الغربية موقف آخر، لا سيما وإن الصراع بين الغرب وروسيا يحتدم في عدد كبير من الدول وخاصة في أوكرانيا.
٢٣ حزيران/ يونيو ٢٠٢٣