قسم التحليل السياسي في الجيوستراتيجي للدراسات
هل نحن أمام سيناريو وقف الحرب الأوكرانية بسبب الخسائر الروسية على المستوى العسكري والإقتصادي، وبدأت العقوبات الغربية تأخذ مفعولها، ويحاول بوتين إختلاق هذه الأزمة الداخلية للتغطية على الخسائر التي يبديها الجيش الروسي في أوكرانيا.؟
فاغنر هي اليد الضاربة لوزارة الدفاع الروسية، وتكاد أحدى أكبر فرقها العسكرية، وخروجها بهذا الشكل لا يتم إلا بوجود خلافات حقيقية داخل المؤسسة العسكرية الروسية، بمعنى نحن أمام إحتمالية سيناريوهات متعددة، منها خلافات داخل المؤسسة العسكرية الروسية وجنرالاتها.
الحرس الوطني الروسي هي الجهة التي تعول عليها بوتين ووزير الدفاع، وخلال الساعات القادمة ستكون هي المحور الأساسي للتحركات، إذ سيتضح مدى الولاء لهذه المؤسسة العسكرية الكبرى للنظام الروسي، وإلا فإن أية خلافات داخل هذه المؤسسة ستكون لها تـأثير كبير على مجريات الاحداث، بمعنى إذا دخل الصراع بين الحرس الوطني أيضاً فإننا أمام توزيع المجتمع العسكري الروسي إلى شقين وبالتالي دخول روسيا في حرب أهلية محتملة.
قائد فاغنر يؤكد إن سبب تمرده هو الفساد الذي تسبب بعدم وصول الاسلحة والمساعدات إلى قواته في حرب أوكرانيا، ووجه أصابع الإتهام بشكل مباشر إلى وزير الدفاع وقائد الأركان، وهذا يعني بالضرورة إن هناك صراع داخل المؤسسة العسكرية وهي عميقة بطبيعتها.
مستنقع أوكرانيا والهزيمة
لا يختلف معظم المحلليين السياسيين والعسكريين على تحويل أوكرانيا إلى مستنقع للجيش الروسي، وبوابة لتدمير الإقتصاد، لا سيما إطالة الحرب ستتسبب بحالة الغليان الداخلي في موسكو لحجم الضحايا من الجيش وتدمير الإقتصاد، لذا إحتمالية سيناريو إفتعال هذه المواجهات الداخلية ممكنة لعملية التغطية على الهزيمة في أوكرانيا.
قدرة فاغنر في المواجهة
تملك هذه الفرقة الكثير من المعدات العسكرية والعناصر المدربة التي شاركت في الحروب المتعددة في عدة مواقع تتبع لمصالح روسيا في العالم، لذا فإن إنسحاب فاغنر من أوكرانيا لمواجهات داخلية ستؤثر بشكل مباشر على مجريات الحرب الأوكرانية، والتوقيت بالنسبة للجيش الأوكراني مهم للغاية، لا سميا وإن القوات الأوكرانية كانت تستعد لحرب الصيف بغية إستعادة المناطق المحتلة.
فرقة فاغنر لها تأثير كبير في الشارع الروسي، ولدى قائده بريغوجين شعبية واسعة، وقد يكون المنافس العسكري الأول للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبإعتبار تحركاته هذه لن تكون بمعزل عن بعض علاقاته داخل المؤسسة العسكرية، فإن هذا التحرك قد يكون بالتنسيق مع بعض القطاعات العسكرية الكبيرة والجنرالات داخل وزارة الدافاع والأركان.
حجم التوسع العسكري والسيطرة لفرقة فاغنر خلال ٢٤ ساعة تؤكد على قدرتها العسكرية الكبيرة، لا سيما بعد سيطرته على بعض المناطق الإستراتيجية كإقليم روستوف إلى جانب التحرك في عدة جبهات، وتوجه كتائب من فاغنر نحو العاصمة موسكو، في الوقت الذي أنتشرت فيها القوات التابعة لوزير الدفاع داخل شوارع العاصمة موسكو.
بوتين بين وزير الدفاع وبريغوجين
وفق المعلومات إن الخلافات بين فاغنر ووزيري الدفاع والأركان يعود إلى ٦ أشهر، وهذا يعني كانت هناك فرصة حقيقية طيلة هذه الشهور أمام الرئيس الروسي بالتدخل وإنهاء هذا الخلاف، إلا أن حجم التوازنات التي يشكلها كلا الطرفين قد تسببت بتحجيم قدرات بوتين في الإستغناء عن أحد الطرفين، لا سيما وإن الجيش الروسي فشل في أوكرانيا، والتعويض بالغاغنر كان ضرورياً، وهذا يعني التخلي عنه يشكل مشكلة كبيرة لأهداف بوتين في أوكرانيا. وبنفس السياق التخلي عن وزارة الدفاع سوف يشكل مشكلة كبيرة لا سيما وإن قيادة الدفاع الروسية لديها التأثير داخل المؤسسة العسكرية.
شيشانيون مجدداً
دخول أحمد قادروف في الأزمة ، وهو تجمع شيشاني إسلامي يقدم الولاء الكامل لسلطة بوتين، وهي مجموعة مرتزقة يستخدمه النظام الروسي في الحرب الأوكرانية، ودخوله على خط النار سيشكل أيضاً وتيرة المواجهات والصراع الداخلي الروسي، حيث سيدفع بطبيعة الحال إلى إنقسام كبير داخل المؤسسة العسكرية والمجموعات الرديفة.
في المحصلة نحن أمام تطورات عسكرية سواءً تمرداً على نظام موسكو أو خلافات داخل المؤسسة العسكرية أم سيناريو مفبرك يقوده النظام بعد هزيمة أوكرانيا.
قوات أحمد
هي قوات شيشانية خاصة مكونة من أربعة كتائب عسكرية (كتيبة أحمد شمال، أحمد جنوب، أحمد شرق، وأحمد غرب) قوامها 10 آلاف جندي، تشارك إلى جانب القوات الروسية في حربها على أوكرانيا.
التاريخ: في منتصف عام 2022، أعلن الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف تأسيس قوات مكونة من أربعة كتائب عسكرية وتبعيتها لوزارة الدفاع الشيشانية، وأشار إلى انضمامها لصفوف وزارة الدفاع الروسية. وأطلق قديروف عليها اسم والده الرئيس السابق، أحمد قديروف. ويرأسها الجنرال آبتي علاء الدينوف، الذي نجا في فبراير عام 2023 من محاولة تسمم عبر تلقيه طرداً مشبوهاً.
الحرب الروسية الأوكرانية: برز اسم قوات أحمد في الإعلام الدولي، بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية توقيع عقد معها بعد يوم واحد من رفض مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة التوقيع على عقد مماثل. وبموجب العقد سيحصل المقاتلون على جميع المزايا والضمانات التي تحصل عليها القوات النظامية الروسية. وتعد قوات أحمد، القوة الوحيدة من خارج روسيا وأوكرانيا المنخرطة في القتال داخل الآراضي الأوركرانية، وشاركت في عدة جبهات في الحرب قبل توقيع الاتفاقية تحت عنوان "المقاتلون المتطوعون".
فيلق المتطوعين الروس
فيلق المتطوعين الروسي هي وحدة شبه عسكرية قومية روسية مقرها في أوكرانيا. تم تشكيلها في أغسطس 2022، أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا، لمحاربة نظام فلاديمير بوتين. وصف مؤسس المجموعة دينيس نيكيتين بأنه نازي جديد، وقد وصفت المجموعة نفسها بأنها يمينية متطرفة. يدعي نيكيتين أن المجموعة تتكون من مهاجرين روس توحدهم في الأساس معارضتهم لبوتين. تدعي الجماعة أنها جزء من القوات المسلحة الأوكرانية، لكن المسؤولين العسكريين الأوكرانيين يقولون إنها مستقلة.
وأعلنت مسؤوليتها عن غارة مارس 2023 في بريانسك أوبلاست، روسيا. زعمت الحكومة الروسية أن جماعة أوكرانية نفذت "هجومًا إرهابيًا" عبر الحدود. نفت الحكومة الأوكرانية تورطها، ووصفتها بأنها إما عملية زائفة أو هجوم من قبل أنصار مناهضين للحكومة داخل روسيا. في مايو 2023، ورد أنها شاركت في غارة أكبر عبر الحدود في منطقة بيلغورود في روسيا، إلى جانب فيلق حرية روسيا.