تحليل لـ : أ. بوزان كرعو
إستكمالاً لنشرنا كأول شبكة تحليلية ( الجيوستراتيجي للدراسات ) قبل أيام خبر تحضير وفد من الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية للتوجه إلى دمشق بعد دعوة رسمية من سلطة الحكومة السورية. وقبيل إنعقاد الإنتخابات البلدية في منطقة الإدارة الذاتية المزمع إجرائه بتاريخ 11 حزيران/ يونيو القادم، وتحديد موعد إنتخابات المجلس الشعب في مناطق النظام بتاريخ 15 تموز/ يوليو:
توجه وفد من الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية إلى العاصمة السورية دمشق بدعوة رسمية للحوار من قبل النظام السوري. وهو ما يشير إلى أهمية بدء حوار مباشر بين الأطراف المختلفة في الصراع السوري، لا سيما القوى الرئيسية المتمثلة بالنظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية. حيث يحاول النظام إقناع الإدارة الذاتية بالمشاركة في هذه الإنتخابات، وهو ما يمثل تحدياً حقيقياً لسلطة الحكومة السورية، بالرغم من المعوقات الكثيرة التي تقف أمام أي تطور في إجراء أية إتفاقيات بين الطرفين في ظل تعنت النظام وعدم إعترافه بالواقع الموجود في شمال وشرق سوريا والمتمثل بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
تحليل هذا التحرك يعتمد على عدة عوامل:
1. **المساومة السياسية**: من المحتمل أن يكون لدى الحكومة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية مطالب مختلفة ترتبط بالحكم والتمثيل السياسي في سوريا. قد يكون هذا اللقاء محاولة للتفاوض والتوصل إلى تسوية سياسية.
2. **الضغوط الدولية**: قد تكون هذه الخطوة استجابة لضغوط دولية تهدف إلى تحقيق التسوية السياسية في سوريا، والتي قد تشمل ضرورة إجراء انتخابات شاملة وشفافة.
3. **الأهداف الإستراتيجية**: قد تكون لكل طرف أهداف استراتيجية مختلفة، قد يسعى مجلس سوريا الديمقراطية إلى تحقيق تمثيل أكبر لمناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها، في حين قد تسعى الحكومة السورية لاستعادة السيطرة وتعزيز شرعيتها.
4. **تأثيرات الداخلية والإقليمية**: يمكن أن يكون لهذه الخطوة تأثيرات كبيرة على الوضع الداخلي في سوريا وأيضاً على العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية المعنية بالصراع السوري.
بشكل عام، فإن تحليل هذه الوضعية يتطلب فهماً عميقاً للديناميات السياسية والاجتماعية في سوريا والمنطقة بشكل عام، بالإضافة إلى القدرة على قراءة الدوافع والأهداف لكل طرف في هذا الصراع.
إذا تم التوصل إلى اتفاقية بين مجلس سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية بشأن إجراء انتخابات مجلس الشعب السوري في مناطق سيطرة قسد، فستكون هناك فوائد وسلبيات لكلا الطرفين. هنا بعض النقاط المحتملة:
### الفوائد:
1. **تعزيز الشرعية السياسية**:
- لمجلس سوريا الديمقراطية: يمكن أن تزيد مشاركة مناطق الشمال السوري في الانتخابات من شرعية ممثليها وتقوية موقعهم في المشهد السياسي السوري.
- للحكومة السورية: قد تعزز هذه الاتفاقية مظهر الوحدة الوطنية وتعيد بعضاً من السلطة القانونية إلى الحكومة السورية في المناطق التي فقدتها لصالح قوات أخرى.
2. **الاستقرار السياسي**:
- قد تسهم هذه الاتفاقية في تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا، عبر توسيع نطاق الشرعية السياسية وتخفيف الاحتكاكات بين الأطراف المتنازعة.
### السلبيات:
1. **التوتر السياسي**:
- قد تؤدي هذه الاتفاقية إلى زيادة التوتر بين الحكومة السورية وقوى المعارضة التي قد ترفض هذا الاتفاق.
2. **التأثير على الانتخابات**:
- قد يكون هناك مخاوف من تأثير الحكومة السورية على سير الانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها قسد، مما يقلل من شرعيتها ونزاهتها.
3. **المصالح الجيوسياسية**:
- قد تقوم الدول الإقليمية والدولية المعنية بالصراع السوري بالتأثير على سير هذه الانتخابات من خلال دعم الأطراف التي تتبنى مواقفها.
4. **التحديات العملية**:
- قد تواجه عملية إجراء الانتخابات في مناطق سيطرة قسد تحديات عملية، مثل تنظيم العملية الانتخابية وضمان إجراءها بشكل نزيه وشفاف.
تلخيصًا، فإن الاتفاقية المحتملة بين مجلس سوريا الديمقراطية والحكومة السورية بشأن إجراء انتخابات مجلس الشعب السوري في مناطق سيطرة قسد قد تحمل فوائد كبيرة من ناحية تعزيز الشرعية السياسية وتعزيز الاستقرار السياسي، ولكنها قد تواجه تحديات كبيرة من ناحية التوتر السياسي والتأثيرات الخارجية والتحديات العملية.
إذا تم التوصل إلى اتفاقية بين حكومة دمشق ومجلس سوريا الديمقراطية (قسد) بشأن إجراء انتخابات مجلس الشعب السوري في مناطق سيطرة قسد، فستكون هناك فوائد وسلبيات للحكومة السورية. هنا بعض النقاط المحتملة:
### الفوائد:
1. **تعزيز الوحدة الوطنية**:
- قد تؤدي هذه الاتفاقية إلى تعزيز الوحدة الوطنية والسلام الداخلي في سوريا، من خلال إعادة جزء من السلطة القانونية والسياسية إلى الحكومة السورية في المناطق التي فقدتها.
2. **تقوية الشرعية الحكومية**:
- يمكن لهذه الاتفاقية أن تزيد من شرعية الحكومة السورية في السيطرة على البلاد بشكل شامل وتقوية موقفها في الساحة الدولية.
3. **تقليل التوترات الداخلية**:
- قد تؤدي هذه الاتفاقية إلى تقليل التوترات الداخلية في سوريا، وتشجيع على حل الصراعات بطرق سلمية.
### السلبيات:
1. **ضغوط دولية وإقليمية**:
- قد تواجه الحكومة السورية ضغوطاً دولية وإقليمية بسبب هذه الاتفاقية، خاصة إذا كانت الدول والجهات الإقليمية المعارضة للحكومة السورية تعتبر هذه الاتفاقية تهديداً لمصالحها.
2. **التأثير على هيكل السلطة**:
- قد يؤدي هذا الاتفاق إلى تغييرات في هيكل السلطة في سوريا، مما قد يؤدي إلى تحديات سياسية داخلية.
3. **فقدان السيطرة الكاملة**:
- قد تفقد الحكومة السورية جزءاً من السيطرة الكاملة على الأراضي السورية في حالة إجراء انتخابات في مناطق تسيطر عليها قوى أخرى.
4. **التحديات الأمنية**:
- قد تواجه الحكومة السورية تحديات أمنية إضافية في تأمين إجراء الانتخابات في المناطق التي تسيطر عليها قوى أخرى.
باختصار، قد تواجه الحكومة السورية تحديات وفوائد متعددة في حال توصلت إلى اتفاقية مع مجلس سوريا الديمقراطية بشأن إجراء انتخابات في مناطق السيطرة الكردية. يتوقف التأثير النهائي لهذه الاتفاقية على الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيط بها.
- الناطق الإعلامي لشبكة الجيوستراتيجي للدراسات