تقرير: غرب الفرات وإدلب على موعد الصدام مع المجموعات المسلحة

komari
0
خاص/ شبكة الجيوستراتيجي للدراسات- قسم التقارير 
شهدت المناطق الواقعة تحت النفوذ التركي في الشمال الغربي السوري عدد من المظاهرات السلمية التي سرعان ما تحولت إلى مواجهات وعنف مركز بعد التدخل المسلح للمجموعات التي تبسط سيطرتها على المنطقة بدعم من الإحتلال التركي، وكانت أعظمها مؤخراً في إدلب بعد إندلاع المواجهات التي أستخدت فيها العناصر المسلحة للجبهة الشامية والمتعارف عليها سابقاً (جبهة النصرة) الرصاص الحي والتهديد وحملة إعتقالات تحت مسمى ( المتظاهرين هم عملاء التحالف الدولي )، بالتزامن مع عدة محاولات للناشطين في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة لما يعرف بالجيش الوطني في إعزاز والباب وعفرين وجرابلس، ورأس العين وتل أبيض ( الواقعتين شرق الفرات ).

تحتكم المجاميع المسلحة كافة في غرب الفرات إلى أدوات العنف في التعامل مع التحركات الشعبية المدنية، وأعظمها التي تنفذ الأجندات التركية، حيث تتولى بدعم منها القرار العسكري والأمني والإقتصادي في معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة ( الجيش الوطني )، بينما مجموعات الجولاني تتولى حكم مناطق أدلب، إلا أن إطلاق يد هذه المجاميع المسلحة تكون بمعرفة الجيش التركي الذي يستخدم سياسة التعامل بيد من الحديد مع أية مظاهرات ثورية مناوئة لها ومعادية للنظام السوري، وذلك جزء من الإتفاقيات المبرمة في سوتشي وأسيتانا بين الأتراك والنظام السوري برعاية روسية ودعم إيراني لمنع فتح أية جبهات ضد النظام.
آراء الناشطين في المنطقة
لمعرفة المزيد حول هذه المظاهرات، تواصلنا مع بعض الناشطين في إدلب والمناطق الإحتلال التركي، وبالرغم من الخوف الذي يخيم على المنطقة لا سيما الناشطين الذين يتعرضون بإستمرار إلى تهديدات كأقرانهم من الذين تعرضوا للتصفية خلال الفترات الماضية، أستطعنا الحصول على بعض التصريحات والأراء مع الإكتفاء بتذكير الأسم الأول:

يقول فراس مع غصة عميقة " من أدلب ": " مواجهتنا للمجموعات المسلحة هدفه إسقاط المشروع التركي الذي يدفع بإتجاه تسليم المنطقة للنظام، ونخشى سيطرة النظام في المستقبل، لا سيما وإن المزاج السياسي التركي أصبح واضح بالنسبة لنا في دفع المشهد نحو التفاهم مع نظام الأسد. وهذا يعني إسقاط ثورتنا وتسليمنا مجدداً لمقصلة مخابرات النظام".
بينما أضاف أحمد وهو ناشط سوري في إعزاز: إننا في أزمة كبيرة إذا أستمر الوضع على هذا النحو، والاتراك يعملون من خلال المجموعات المسلحة على رضخنا لإتفاقياتها مع النظام وروسيا. وعملية إرسال شبابنا إلى أفريقيا أو أماكن أخرى هدفه تشتيت قوتنا وتضعيف قدرتنا لصالح النظام، تحت مسمى حماية الأمن القومي التركي، ونحن خرجنا لإسقاط النظام المجرم وليس العمل من اجل حماية الأمن القومي التركي، نعم نحترم الأتراك ومساعدتهم في البداية للاجئين السوريين، إلا أن الأحداث التي مرت بالمنطقة خلال السنوات السبعة الماضية أظهرت ضلوع الأتراك في تشتيت ثورتنا وإستخدامنا كسوريين " لاجئين لديها ونازحين إلى الشمال الغربي " في مشاريع تخص حماية تركيا. وللأسف لا خيار أمامنا سوى الإنتفاضة ضد هذه الخطوات، مع إدراكنا التام بأننا سندفع الثمن الباهظ من أرواح السوريين كما أيام الموجهات مع النظام.

خيارات الأهالي والناشطين 
وحول الخيارات الممكن لمواجهة التطورات المستقبلية، شرح لنا الناشط " باسم " من الباب الكثير من التفاصيل: " إن الخيار الوحيد أمامنا اليوم هو التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية والعمل معها، وندرك تماماً حجم الإشكاليات وأزمة ثقة إلا أننا لم نكن نملك قرارنا في كل ما قامت بها تركيا ومجموعاتها المسلحة السورية، ونتمنى أن يتفهم أهلنا السوريين في الإدارة الذاتية الظروف التي نمر بها ومرينا بها في كل ما حصل سابقاً.
فيما تحدث جلال .ح. من مدينة أدلب لشبكتنا: إن الغالبية من المسلحين في قوات الجبهة الشامية غير راضيين عن تصرفاتها ضد المدنيين، وتتبين الأحداث الأخيرة إن الجولاني ومجموعاته تقوم بدور النظام السوري في إدلب، كما إن معظم العناصر هنا في إدلب وباقي المناطق الاحتلال التركي غير راضياً عن السياسات التركية وقادة المجموعات المسلحة، إلا أن الظروف تفرض نفسها ولا مجال أو حلول في الأفق، لذا خرجت الناس بالالاف في عدة مناطق لمواجهة آلة القمع الجولاني.

بينما يصف ياسين الظروف الأمنية القاسية التي تعيشها المنطقة ككل، في ظل إنتشار الجواسيس التي تعمل لصالح المخابرات التركية والمجموعات المسلحة، حيث وقع الكثير من الناشطين لقمة سهلة لهؤلاء المجموعات بعد إظهار تحركاتهم العلنية في الإعلام والمناوئة لتصرفات عناصر وقادة المجموعات.

وتحدث ياسين مطولاً حول ما يتعرض له الصحفيين والناشطين من المضايقات والتهديدات وفي بعض الأحيان عمليات التصفية، حيث تم ذكر بعضهم والبعض الآخر لم تلقى قضاياهم سبيلاً للإعلام.
هذا وإن التقارير الأممية الأخيرة كشفت عن تعرض أكثر من 29 صحفي إلى الإعتقال أو الإختفاء القسري، ويعتقد إن المجموعات المسلحة قتلت عدد من الناشطين والصحفيين كما حصل في حادثة مقتل الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) الذي اغتيل على يد مجموعة تابعة لفرقة الحمزة، 08/ 10/ 2022.
إستراتيجية إلهاء المجموعات والسكان
فيما يلهي الجيش التركي جميع المجموعات العسكرية بالإقتتال الداخلي، وجمع الأموال من خلال الإستيلاء على المملتكات والمحاصيل وبيع الممنوعات إلتى تجني الكثير من الأموال، وتذهب أجزاء كبيرة منها لجيوب الضباط الأتراك الذي يديرون المنطقة عبد القواعد العسكرية التركية المنتشرة في المناطق الإستراتيجية في الشمال الغربي. بالإفضافة إلى عمليات الدعاية للتطوع في المجموعات المرتزقة التي ترسلها تركيا إلى عدة دول ( ليبيا خلال الحرب الأهلية - أذربيجان أثناء الحرب مع أرمينيا- النيجر للإنضمام إلى الفاغنر التركي - الروسي المشترك )، حيث أنضم الآلاف من الشبان السوريين والإقتتال لصالح الأمن القومي والمصالح الإقتصادي التركية في عدة دول، ويعتقد إن شركات أمنية وعسكرية تركيا تتبع للدولة تستثمر في هذه العملية لصالح بعض الدول، وإستخدام السوريين كمرتزقة مقال المال.
المحصلة
لن يتوقف النظام التركي عن إستخدام المناطق التي تسيطر عليها المجموعات الموالية لها، ويعتبر الجيش التركي إن هذه المجموعات وجميع المتواجدين في شمال وغربي سوريا وحتى اللاجئين السوريين داخل تركيا، مشروع تنفيذ وإستخدام لحماية الأمن القومي التركي، وعليها يتم فرض أية إتفاقيات يوقعها الأتراك مع النظام السوري والروس والإيرانيين، على الحراك العسكري والسياسي للمعارضة الموالية لتركيا.
في ظل رفض الحراك الشعبي للإتفاقيات التركية سيدفع المشهد نحو مزيداً من حالات المواجهات بين المدنيين والمجاميع العسكرية لما يعرف بالجيش الوطني والجبهة الشمالية، وقد تتسبب ذلك في حملات التصفية والإعتقالات بحق الناشطين والمدنيين. ونتوقع زيادة في وتيرة هذه المواجهات في المستقبل، مع التأكيد إن النظام التركي يدفع بالمجاميع المسلحة والمسيطرة على المنطقة إلى إكراه الأهالي بهذه المجاميع وتفضيل العودة للإسد، وهذه الإستراتيجية واضحة من خلال النتائج العملية التي تظهر جراء تصرفات وسلوكيات هذه المجاميع والاحتلال التركي بحق المدنيين في معظم المناطق الاحتلال.

21.05.2024

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!