لماذا ترى تركيا في الانتخابات البلدية بمناطق الإدارة الذاتية خطراً عليها

komari
0
إعداد: زميل مشارك في الجيوستراتيجي للدراسات/ كوباني
تستعد الأقاليم في إقليم شمال وشرق سوريا لتجديد شرايينها عبر الانتخابات البلدية التي تعتبر الثانية منذ تأسيس الإدارة في مناطق شمال وشرق سوريا.
وتخاض العملية الانتخابية في ٧ مقاطعات ضمن إقليم شمال وشرق سوريا، هي الجزيرة وعفرين، ودير الزور والرقة، والطبقة، والفرات ومنبج، والتي من المقرر أن تنطلق في ال ١١ من الشهر المقبل من العام الجاري، في حين بدأت الدعاية الانتخابية للمشاركين في الانتخابات البلدية في ال٢٦ من شهر أيار الجاري.

ويشارك في الانتخابات بإقليم شمال وشرق سوريا ٢٧ حزباً وتنظيماً كتحالفين هما تحالف الشعوب وتحالف النساء من أجل الحرية والذي يتكون من ٢٢ حزباً وتنظيمياً نسائياً، في حين تشكل ٥ أحزب معاً تحالف معاً لخدمات أفضل، أما من الجانب الآخر فيشارك مجموعة من الأحزاب بشكل مستقل وهي حزب الوحدة الديمقراطي في سوريا يكيتي، وحزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري، وحزب التطوير والتغيير الوطني الديمقراطي.

وترى دولة الاحتلال التركي في هذه الانتخابات خطراً على أمنها الداخلي في خطوة منها لاستغلال هذه العملية للانتخابية لشرعنة هجوم مفاجئ على المناطق الحدودية من الجانب السوري لتوسيع احتلالها للمناطق الحدودية كما فعلت سابقاً أعوام ٢٠١٧ حين احتلت مدينة عفرين، وعام ٢٠١٩ حين هاجمت واحتلت مدينتي كري سبي/ تل أبيض، وسري كانييه/ رأس العين، فتتوعد بالتجهيز لهجوم جديد على إقليم شمال وشرق سوريا، كما صرحت منذ يومين على لسان ناطقها الرسمي زكي آق تورك.

وبدورهم يرى المراقبون والمحللون هذه التصريحات التركية على لسان ناطقها على أنه في حين لو حصل هجوم تركي سيكون عبارة عن قطرة ماء لغسل وجه الهزيمة التي تلقاها الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية التي جرت في العام في تركيا على يد المعارضة، وستكون محاولة من المسؤولين الأتراك للفت الأنظار عن هزيمتهم نحو مناطق الإدارة الذاتية وتحقيق نصر معنوي، وأيضاً لا ننسى بأن الهزيمة الكبرى لتركيا عندما هزم تنظيم داعش الإرهابي على يد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل البنية الأساسية للإدارة الذاتية، هذه الهزيمة التي أفشلت جميع المخططات التركية داخل الأراضي السورية بما فيها مناطق الإدارة الذاتية، ناهيك عن الفشل الذريع الذي تعرضت بعد المصالحة التي جرت بين القبائل المتمردة على الإدارة الذاتية والإدارة الأمر الذي جعل دولة الاحتلال في طريق مسدود وتعيدها للغة التهديدات.

ولهذا من المهم من أن تحاول دولة الاحتلال عبر أذرعها وعملائها وشركائها إفشال هذه العملية الانتخابية التي سيكون نجاحها صفعة جديدة لتركيا في طريقها نحو إفشال مشروع الإدارة الذاتية وحاجزاً أمام محاولاتها في تهجير ما تبقى من سكان المنطقة سواء عبر طيرانها المسير أو عبر هجماتها المباشرة على المرافق الحيوية والبنى التحية لمناطق الإدارة وخلق أزمة اقتصادية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المنطقة، وأيضاً ستكون هذه الانتخابات طريقاً جديداً نحو النهوض في مناطق الإدارة الذاتية.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!