بقلم: أحمد المالكي
تسعى إسرائيل إلى توسيع دائرة الأنتقام من خلال توسيع دائرة معاركها بحيث لم يعد الأمر يقتصر على قطاع غزة فقط وتمتد هذه الحرب إلى الضفة الغربية والمخيمات بالإضافة إلى الدخول في حرب مع لبنان وحزب الله وبهذا الأنتقام تكون اسرائيل أعلنت عن شراستها التي فقدتها في أكتوبر الماضي بعد عملية طوفان الأقصى لكنها لاتعلم ايضا أن هذا الأنتقام هو المسمار الأخير في نعش إسرائيل وكل القائمين عليها رغم المساندة الأمريكية والغربية لها إلا أن هذه الأفعال سوف تجعل نهاية إسرائيل اقتربت خاصة أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تريد ارتكاب مزيد من الجرائم ولاتريد المفاوضات رغم أن هذه الحكومة تعلم أنها لم تحقق شيئا حتى الآن في غزة ولن تحقق شيئا في الضفة الغربية والمخيمات في ظل المقاومة الشرسة من الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني لجرائم الإحتلال.
التحريض الإسرائيلي على احتلال قطاع غزة بكامله وتشجيع الفلسطينيين على الهجرة خارج القطاع أو الموت إذا رفضوا الخروج من القطاع يؤكد أن إسرائيل لاتريد حل وأنها تسعى فقط إلى إحتلال كافة الاراضي الفلسطينية وأنها لا تعترف بالمفاوضات والحلول السياسية والدبلوماسية وأن آلة الحرب الإسرائيلية هي الحل الوحيد في هذه المعركة للتخلص من الشعب الفلسطيني وترفض إسرائيل كافة الحلول التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية وتسعى إسرائيل إلى إجهاض مشروع إقامة الدولة الفلسطينية ولاتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وإقامة دولته المستقلة على حدود ١٩٦٧م ولذلك يرى المتطرفون الصهاينة أن هذه الحرب فرصة لإسرائيل في تحقيق اطماعها بالتخلص من الشعب الفلسطيني واحتلال كافة الاراضي وممارسة مزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وكل تصريحات المسؤولين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية تؤكد أن المنطقة تمر بمرحلة بالغة الخطورة وأن الدول العربية عليها أن تتخذ إجراءات جادة وقوية وتمارس ضغوطا على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل الضغط على إسرائيل لإيقاف ماتسعى إليه من اتساع دائرة الصراع في المنطقة خاصة أن إيران ومليشياتها تهدد بالانتقام من إسرائيل بعد الاغتيالات التي قامت بها في الفترة الأخيرة والتي كان آخرها المستشار السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران وهذا الأمر جعل إيران تسعى للرد لحفظ ماء الوجه لكن هذا الأمر يؤثر على المنطقة ويعرضها إلى حرب إقليمية كبرى تؤثر على الجميع.
السعي المصري والقطري والأمريكي لبلورة اتفاق يجنب المنطقة من توسع دائرة الأنتقام الإسرائيلية حتى الأن مهدد من إسرائيل بإفشال المساعي كالعادة في ظل تهديدات من وزراء متطرفين بالحكومة الإسرائيلية بعدم القبول بمقترحات لاتؤدي إلى القضاء على حماس وأبعادها عن المشهد وهذا يعرقل اي مقترح أو مفاوضات ويجعلها قابلة للفشل قبل بدايتها .
اسرائيل تتحمل فشل المفاوضات في الفترة الماضية وارتكابها جرائم ضد المدنيين في قطاع غزة يؤكد أن إسرائيل لاتريد التفاوض ومستمرة في ارتكاب جرائم حرب وآخرها جريمة مدرسة التابعين التي أدت إلى استشهاد أكثر من ١٠٠فلسطيني ورغم السعي الأمريكي للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية فترة الرئيس بايدن إلا أن إسرائيل تسعى إلى استمرار الحرب ويسعى نتانياهو إلى مواصلة الإرهاب الإسرائيلي لأن نهاية الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة هي نهاية نتانياهو ورغم الحديث المتكرر حول مستقبل نتانياهو السياسي وحكومته المتطرفة إلا أن الجميع الأن يريدون إيقاف آلة الحرب الإسرائيلية بما فيها الشارع الإسرائيلي الذي يعترض على حكومة نتانياهو المتطرفة وسياسيات هذه الحكومة في التعامل مع المحتجزين الإسرائيليين داخل قطاع غزة عند حماس بالإضافة إلى أن استمرار الحرب يجعل الإسرائيليين في خطر كبير في ظل المقاومة الفلسطينية الشرسة وايضا الاشتباك مع حزب الله في الحدود الشمالية لإسرائيل.
الولايات المتحده تدرك جيداً أن وجود مسؤوليها في المنطقة باستمرار ضرورة لإخماد آلة الحرب الإسرائيلية ومنع توسع دائرة الصراع ورغم الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل وجيش الإحتلال تسعى الولايات المتحدة إلى مخرج حقيقي ينهي هذا الصراع والبحث عن مسار سلام طويل ممتد بعيدا عن الصراعات المتكررة وضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين وأيضا ضمان أمن المنطقة.
الساعات القادمة هي اخطر الساعات في تاريخ المنطقة العربية والشرق الأوسط أما أن تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية وتنسحب من قطاع غزة بعد اتفاق يضمن للجميع ضمانات أمنية تحقق لكل طرف مايريد أو تستمر الحرب وتتوسع دائرة الصراع والأنتقام.
رئيس مركز شؤون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية والإعلامية