بقلم: احمد المالكي
ينتظر العالم الرد الإيراني في أقرب وقت خلال ساعات على إسرائيل وهذا الرد أعلنت إسرائيل أنها مستعدة لصد الهجوم المنتظر عليها واتخذت اجراءت لمواجهة أي هجوم محتمل عليها مثل منع سفر الطيارين الإسرائيليين الى الخارج وتأسيس فرقة جديدة لنشرها على طول الحدود مع الأردن بالإضافة إلى الاستعدادات الأمريكية من خلال غواصات الصواريخ أو حاملات الطائرات التي جاءت إلى المنطقة استعدادا لسيناريو قادم برد إيراني على إسرائيل بعد مقتل إسماعيل هنية داخل إيران.
إيران أعلنت على لسان مسؤوليها أن الرد الإيراني على إسرائيل واجب وطني وديني وسوف يكون ردا على حماقات إسرائيل لردع إسرائيل ومن أجل الاستقرار الإقليمي لكن الرد الإيراني المنتظر سوف يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة خاصة في الأراضي العربية وسوف يكون له تأثير كبير على دول المنطقة التي تعاني من عدم الاستقرار في الوقت الحالي ولاتحتمل مزيدا من الصراعات لأن إيران اليوم أصبحت تتحكم في الدول العربية من خلال مليشياتها المنتشرة في دول عربية ورغم محاولات الغرب لجعل إيران تتراجع عن هذا الرد إلا أن إيران تعلن أنها سوف ترد وهذا ينذر بمزيد من الفوضى في المنطقة وهذا ما تريده إيران التي تسعى دائما إلى تدمير الدول العربية من أجل خدمة أهدافها واجنداتها وهذه المرة سوف تكون إيران سببا في دخول لبنان حرب جديدة مع إسرائيل ودخول دول اخرى على خط الصراع والتي يوجد بها المليشيات الإيرانية التي تنتظر الأوامر من نظام إيران وهذا ليس في صالح دول المنطقة لأن الحرب سوف تكون كبيرة وخسائرها أكبر وقد تصبح المنطقة تحت وطأة حرب عالمية ثالثة بسبب حماقات إسرائيل وإيران ولذلك تسعى مصر مع الولايات المتحدة وقطر لبلورة اتفاق يجنب المنطقة مزيدا من ويلات الحروب بسبب الصراع العربي الإسرائيلي ولن يحدث ذلك إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه وإيران استغلت القضية الفلسطينية على مدار عقود من أجل خدمة أهدافها واجنداتها والشعارات الزائفة التي رفعتها واستخدمتها في السنوات الماضية مثل الموت لأمريكا والموت لإسرائيل كان الغرض منها الموت للعرب وأبناء العرب وموت القضية الفلسطينية وهذا خدمة لأهدافها وخدمة للكيان الصهيوني وما يحدث اليوم في دول المنطقة تقف خلفه إيران ومليشياتها التي تأخذ أوامرها من المرشد الإيراني ولاتملك قرارها كما تدعي في بعض الأحيان وقرارها يأتي من طهران طوال الوقت وهي تنتظر ساعة الصفر من أجل تفجير الأوضاع بالمنطقة.
إسرائيل اليوم تنتظر الرد الإيراني وفي نفس الوقت هناك تخوفات إسرائيلية من إستمرار هذه الحرب وهناك انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بين مؤيد ومعارض لاستمرار الحرب لكن هذه الحكومة تدفع نحو إستمرار الحرب بأوامر من نتانياهو الذي يرفض إيقاف هذه الحرب رغم وجود رغبة قوية داخل الجيش الإسرائيلي بإيقاف هذه الحرب التي لم تحقق إسرائيل اي هدف من أهدافها واللجوء إلى التفاوض لكن يظل بن غفير وسموتريتش يدفعان نتانياهو إلى إستمرار الحرب التي سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير الكيان الصهيوني.
إيران اليوم تستخدم الدول العربية وقوداً لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة والغرب من أجل الضغط لتحقيق مكاسب سياسية تخدم برنامجها النووي وتجعلها في موقف قوة أمام الضغوط الأمريكية والغربية عليها ورغم الادعاءات الإيرانية بتحرير فلسطين والقدس والقضاء على الكيان الصهيوني تظل إيران تكذب على العرب بأنها تفعل ذلك من أجل مصلحتهم وأن الهدف هو استقرار الأوضاع في المنطقة لكن كل ما تفعله إيران هو السعي دائما من أجل تدمير الدول العربية وسوف يظل العرب وقود لتصفية إيران حساباتها مع الغرب لكن الاغبياء دائما لايريدون التصديق أن إيران كيان سرطاني مثل الكيان الصهيوني ينتشر في جسد الأمة العربية ولابد من استئصاله آجلا ام عاجلاً.
الرد الإيراني على إسرائيل سوف يكون باتفاق مع الولايات المتحدة حتى يكون خفيفا على إسرائيل من أجل حفظ ماء الوجه كالعادة وإذا تطور الأمر سوف تكون مليشيات إيران العربية هي وقوداً للحرب وليس المرشد والحرس الثوري الإيراني.
رئيس مركز شؤون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية والإعلامية
