بقلم : أحمد المالكي
مصر والسعودية علاقة تاريخية ممتدة لسنوات طويلة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية وحتى اليوم وهذه العلاقة تطورت مع الوقت وأصبح التعاون الثنائي كبير بينهما في كافة المجالات ويستعد البلدان الشقيقان لتأسيس مجلس أعلى للتنسيق بينهما برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وهذا المجلس مهمته توطيد العلاقات وتعميقها بشكل أكبر ليكون التنسيق بين البلدين في كافة المجالات سياسياً واقتصاديا وأمنيا وعسكريا وهذا تدشين جديد لعهد جديد بين مصر والمملكة العربية السعودية خاصة أن المنطقة العربية تمر بأصعب فترات في تاريخها في ظل ماتتعرض له غزة والقضية الفلسطينية وترفض مصر والسعودية التصرفات الإسرائيلية الإجرامية وضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وهذا مادار بين وزيري خارجية البلدين في القاهرة في لقاء الإخوة بين وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وأعرب وزيرا البلدين عن ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع ووقف الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة .
الموقف المصري والسعودي تجاه القضية الفلسطينية واضح أنه لابد من حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وساندت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها القضية الفلسطينية سواء سياسيا أو ماليا ومازلت السعودية تعمل مع الشقيقة مصر على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وأهميتها لاستقرار وأمن المنطقة العربية وأثنى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقاء مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي على دور مصر فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وأيضا الدور المصري مع قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل لوقف الحرب في قطاع غزة وأيضا الدور المصري في قضايا المنطقة .
بالطبع مصر والسعودية لديهما تحديات مشتركة كبيرة وماتمر به المنطقة من عدم استقرار الأوضاع يجعل العبء كبير على البلدين رمانة ميزان المنطقة وهذا ما أكد عليه وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في لقاء الأمير فيصل بن فرحان وأشار إلى عدم الاستقرار في منطقة البحر الأحمر وتأثير ذلك على مصر والسعودية ولذلك التحديات بحاجة إلى مزيد من التعاون المشترك والعمل من أجل حل قضايا المنطقة العالقة مثل الوضع في اليمن والسودان وسوريا ولبنان والبداية من وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأن عدم وقف هذا العدوان واستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوسع دائرة الصراع ويؤثر على أمن واستقرار المنطقة وهذا ليس في صالح أحد .
لكن استوقفني تصريح هام لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال مؤتمر صحفي مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي وتحدث فيه وزير الخارجية المصري عن المتطرفين في المنطقة وتحكمهم في مستقبل هذه المنطقة ولم يعد من المنطقي والمقبول حدوث هذا الأمر واتفق مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في هذا الأمر ولابد من تفكيك مليشيات وجماعات المنطقة الإرهابية التي تعمل بأوامر أطراف خارجية وهي سبب في ماوصلت إليه المنطقة من عدم استقرار وفوضى ولابد من تفكيك هذه العصابات وإيقاف المد المليشياوي الذي أصبح عار على الشعوب العربية وجلب لها الخراب والدمار .
مصر والسعودية بينهما تاريخ ممتد ومجلس التنسيق الأعلى في صالح البلدين وكافة شعوب المنطقة ومهمته سوف تكون إعادة الاستقرار إلى المنطقة والعمل على تنمية دول المنطقة والعمل على إرساء دولة المؤسسات والمستقبل سوف يحمل مزيد من التعاون أيضا بين مصر والسعودية خاصة في المجال الاقتصادي وبحسب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وصلت الاستثمارات السعودية في مصر إلى مليارين ونصف المليار دولار وهذا يؤكد مدى اهتمام السعودية بالشقيقة مصر وشعبها و العلاقات الأخوية بين البلدين .
مصر والسعودية تعني الكثير بالنسبة للمنطقة العربية وحل قضايا المنطقة بدون جهود مصر والسعودية لن تكون هناك حلول ولولا تصدي مصر والسعودية للمخططات الخارجية كانت هذه المنطقة ذهبت إلى أبعد من ذلك ولن تعود لكن صمود مصر والسعودية ضد المخططات الخارجية والموقف الموحد للبلدين حافظ على المنطقة ضد محاولات تقسيمها إلى دويلات صغيرة ومازال البلدين يقفان ضد المحاولات المستمرة لتقسيم المنطقة ومجلس التنسيق الأعلى بين البلدين سوف يكون حائط صد قوي ضد كل من يحاول جاهدا في السيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها وقتل شعوبها .
رئيس مركز شؤون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية والإعلامية