تطورات الحرب الإسرائيلية على محور ما يعرف بالمقاومة سوف تنعكس على كافة القوى الواقعة ضمن دائرة النفوذ الإيرانية، وهذا يشمل النظام السوري الذي لن يستطيع التحرر من القيود الإيرانية التي تسيطر عليه، فيما لن تكون تركيا بمعزل عن النتائج المحتملة لهذا الصراع الدائرة في الشرق الأوسط، فالتقدم الإسرائيلي والحضور الغربي سوف يقلص التوسع التركي ونفوذها المتفاعلة في سوريا.
خلال هذه الحلقة المصورة يقدم مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات الأستاذ إبراهيم كابان تحليلاً إستراتيجياً معمقاً، ويقدم فكرة المسارين التركي - السوري، وطبيعة تعاملهما في المرحلة القادمة مع كرد سوريا " قوات سوريا الديمقراطية ":
المسار الأول
النظام السوري بات ضعيفًا نتيجة تدمير إسرائيل لحركة حماس والقوة النارية لحزب الله، فإن احتمالية قبوله بالحوار مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد ترتفع. ضعف حلفائه التقليديين قد يدفع النظام لإعادة ترتيب أوراقه داخليًا، بما في ذلك تحسين علاقاته مع قوى محلية مثل قسد لضمان استقرار مناطق الشمال الشرقي الغنية بالموارد. الحوار مع قسد يمكن أن يكون وسيلة لتخفيف الضغوط العسكرية والسياسية، خاصة إذا رأى النظام أن التحالفات القديمة لم تعد توفر الدعم الكافي في ظل تراجع نفوذ حزب الله وحماس.
المسار الثاني
مع تراجع شعبية أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" في السنوات الأخيرة بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية، قد يجد نفسه مضطرًا لإعادة النظر في سياساته الداخلية والخارجية لتعزيز موقفه. ومع ذلك، فإن احتمالية التفاوض مع حزب العمال الكردستاني (PKK) وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) تظل معقدة.
أردوغان يواجه ضغوطًا من القوميين الأتراك الذين يعارضون بشدة أي تفاوض مع PKK الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية. لكن إذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية والسياسية أكثر، وزادت التوترات الأمنية، قد تُجبر الظروف أردوغان على البحث عن حلول غير تقليدية، بما في ذلك التفاوض بشكل غير مباشر أو اتخاذ نهج تصالحي محدود مع الفصائل الكردية، لتخفيف الضغط الداخلي والدولي.
الحلقة الكاملة