بهجلي يُفاجئ السذّج بركلة جديدة ويُعيد نعيق الشوفينية

Site management
0
يكتبها للجيوستراتيجي بوزان كرعو
في ظل الأحداث الأخيرة ، أثار رئيس حزب الحركة القومية التركي، دولت بهجلي ، جدلًا واسعًا بتصريحاته حول القضية الكردية ، إذ نفى مجددًا وجود "القضية الكردية " في تركيا ، واصفًا القضية بأنها "مشكلة إرهابية " تتطلب التعامل بالقوة، لا بالمفاوضات أو الحلول الثقافية والسياسية. تأتي هذه التصريحات في إطار موقف قومي متشدد يعيد الخطاب القومي لحزب الحركة القومية (MHP) إلى الواجهة ، ليمثل تحولًا واضحًا بعد أن وصفه بعض الكرد سابقًا بكونه "حمامة سلام ".

تأكيد على "الأمة الواحدة " ونبذ التقسيم

يرى بهجلي أن مفهوم " الأمة الواحدة " يشمل جميع المواطنين في تركيا ، بغض النظر عن العرق أو اللغة ، معتبراً أن أي مطالبة بحلول قومية للكرد تُعد تهديدًا للوحدة الوطنية. رفضه لمصطلح "كردستان الجنوبية " يعكس مخاوف من محاولات ترسيخ النزعة القومية الكردية داخل تركيا ، أو الإشارة بشكل غير مباشر لوجود "كردستان الشمالية " ضمن الأراضي التركية. بالنسبة له ، ينبغي تعزيز فكرة "الأمة التركية "، حيث يتساوى الجميع في إطار واحد.

سياسة مكافحة الإرهاب واستبعاد البعد السياسي و الثقافي القومي 

يركز بهجلي على أن "القضية الكردية " هي مشكلة إرهابية ، تحتاج إلى حلول أمنية بحتة ، لا مداخل ثقافية أو سياسية ، هذا النهج يعكس سياسة قديمة للدولة التركية ترى في المطالب الكردية خطرًا على وحدة البلاد ، مما يستدعي ردعها أمنيًا لا سياسيًا. ويرى أن الحل الوحيد هو في مواجهة التنظيمات التي يصفها بالإرهابية ، بدلًا من الحوار ، وهو موقف يعتبره خطوة لتعزيز الأمن والاستقرار الداخليين.

تأثيرات داخلية وخارجية

تشمل تصريحات بهجلي رسائل قوية لدول الجوار، لا سيما تلك التي تتمتع بأغلبية كردية في بعض المناطق مثل سوريا والعراق. إذ دعا في وقت سابق إلى التعاون مع دمشق لمكافحة ما أسماه "الإرهاب الانفصالي"، تعبيرًا عن تخوف من احتمال تشكيل كيان كردي على حدود تركيا. هذا الخطاب يعكس قلقًا تركيًا من أن تصدير النزعة القومية الكردية إلى الداخل التركي قد يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى الدولة.
يتماشى هذا الموقف القومي المتشدد أيضًا مع توجهات حزب العدالة والتنمية الحاكم ، بقيادة رجب طيب أردوغان ، والذي يسعى لتوثيق التحالفات الداخلية استعدادًا للانتخابات القادمة. يبدو أن التحالف مع الحركة القومية يجذب القاعدة القومية ، ويعزز التوجه نحو الصرامة ضد المطالب الكردية ، في سبيل الحفاظ على أصوات القوميين.

ردود الفعل الكردية

قوبلت تصريحات بهجلي بغضب في الأوساط الكردية ؛ حيث رأى الكثيرون أن بهجلي ، الذي كان البعض يصفه قبل ايام بالمرونة ، عاد الآن إلى جذوره الشوفينية ، رافضًا أي تفاوض مع الكرد . جاءت هذه التصريحات لتعيد التوترات للساحة السياسية ، ما يشير إلى احتمالية تصاعد المواجهات من جديد، خاصة مع تهديده بالعودة إلى "سياسات مكافحة الإرهاب " التي قد تكون أشد قسوة من السابق، مؤكدًا أنها لن تترك مجالًا للندم أو التعاطف لاحقًا.
و اخيراً ، ان مستقبل العلاقات الكردية-التركية في ظل الخطاب القومي تعكس هذه التصريحات عودة للخطاب القومي المتشدد ، ما يجعل فرص الحوار وإيجاد حل سياسي دائم مع الكرد أكثر صعوبة،إذ يؤدي هذا التشدد إلى تزايد انعدام الثقة بين الكرد والدولة ، ويعيد إلى الأذهان سنوات من الصراع والتوتر ، قد يدفع هذا الوضع إلى تصعيد السياسات الأمنية ، والتي ، رغم تشديدها ، قد لا تحقق استقرارًا دائمًا بل ربما تزيد من عمق الانقسام بين مكونات المجتمع التركي.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!