خبراء الجيوستراتيجي يحللون: إذا فاز ترامب بالانتخابات الأمريكية كيف سيتعامل مع الملف السوري والصراع الكردي - التركي

Site management
0
تقدير موقف: فريق التحليل في الجيوستراتيجي للدراسات
إذا فاز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية مجددًا، فمن المحتمل أن تتأثر سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وسوريا بشكل ملحوظ، خاصةً بالنظر إلى نهجه السابق خلال رئاسته الأولى وتوجهات السياسة التي اعتمدها. هنا تحليل معمق حول كيف قد تتشكل سياسته في سوريا والمنطقة الأوسع:

سياسة ترامب تجاه سوريا

الانسحاب التدريجي وتركيز أقل على التدخل المباشر: ترامب كان من دعاة تقليل التدخل الأمريكي المباشر في سوريا، وسعى لسحب القوات الأمريكية من الشمال السوري. وبتوليه فترة ثانية، من المحتمل أن يواصل هذا النهج، حيث يركز على مصالح الأمن القومي المباشرة، مثل القضاء على التهديدات الإرهابية الكبرى، بدلًا من التورط في تفاصيل النزاعات المحلية.
الضغط على إيران وتقليص نفوذها في سوريا: نظرًا لموقفه المعادي لإيران، قد يُكثف ترامب الضغوطات الدبلوماسية والاقتصادية على دمشق للحد من النفوذ الإيراني، وقد يلجأ لعقوبات إضافية على النظام السوري بهدف إضعاف النفوذ الإيراني. ترامب يرى في إيران الخصم الأكبر، وقد يسعى لعزلها من خلال تحجيم وجودها في سوريا.
النهج الاقتصادي والعقوبات: من المتوقع أن يعتمد ترامب بشكل كبير على العقوبات الاقتصادية كأداة للضغط على نظام الأسد وداعميه، بدلًا من الانخراط العسكري، مما قد يشمل إعادة تفعيل العقوبات الاقتصادية، مثل "قانون قيصر" الذي يهدف لشل الاقتصاد السوري كوسيلة ضغط سياسي.

علاقة الولايات المتحدة مع تركيا والكُرد

التعاون مع تركيا رغم الخلافات: خلال فترته الأولى، أظهر ترامب استعدادًا للتعاون مع تركيا، رغم خلافاتها مع الكُرد المدعومين أمريكيًا. قد يستمر في هذه السياسة، محاولًا تجنب تصعيد التوتر مع أنقرة، التي يعتبرها شريكًا استراتيجيًا هامًا.
التخلي عن دعم الكُرد جزئيًا: من المرجح أن تكون سياسة ترامب تجاه الكُرد واقعية ومصلحية أكثر من كونها ملتزمة. وهو قد يدعم تقليص الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا، إذا كانت هذه الخطوة ستساعد في تجنب صدام مع تركيا أو كانت مفيدة في سياق سياسة "أمريكا أولًا" التي يتبناها.
ترتيب الأوضاع لاحتواء الصراع التركي الكردي: قد يسعى ترامب للعب دور الوسيط من جديد، ولكن بتركيز أكبر على تلبية المصالح التركية، نظرًا لأنه قد يرى في تركيا الحليف الأكثر أهمية في تحقيق الاستقرار الإقليمي مقابل الكُرد، الذين قد لا يعتبرهم عاملًا حاسمًا في استراتيجيته للمنطقة.

التوجه نحو "الصفقات" في الشرق الأوسط

دعم التطبيع العربي الإسرائيلي: من المتوقع أن يستمر ترامب في دعم مبادرات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، بما في ذلك تشجيع السعودية على الانضمام إلى "اتفاقات أبراهام" التي بدأها خلال فترته الأولى. ومن شأن هذا النهج أن يعزز وضع إسرائيل كلاعب إقليمي رئيسي، مع تهميش القضية الفلسطينية.
التركيز على الحلفاء الاقتصاديين ضد النفوذ الإيراني: من المرجح أن يحاول ترامب تعزيز علاقات أمريكا مع دول الخليج العربي، خاصة السعودية والإمارات، لتشكيل جبهة قوية ضد إيران، وتحقيق استقرار في سوق النفط العالمي يراعي مصالح بلاده الاقتصادية.

الانسحاب من النزاعات غير الأساسية والتدخل المحدود

تقليل التورط العسكري الأمريكي المباشر: ترامب كان ملتزمًا في ولايته الأولى بمبدأ "إنهاء الحروب التي لا نهاية لها"، وقد يستمر في هذا النهج، محاولًا تخفيف الحضور العسكري الأمريكي في سوريا والمناطق الأخرى، وربما الدفع نحو حلول سياسية بدلًا من المواجهة العسكرية.
سياسة الضغط دون التورط العسكري: من المتوقع أن تعتمد سياسة ترامب في الشرق الأوسط على ممارسة ضغط اقتصادي ودبلوماسي على القوى المعارضة لأمريكا دون التدخل العسكري المباشر، وخاصة في ظل توجهاته التقليدية بتركيز الموارد الأمريكية داخليًا.

الخلاصة

في حال عاد ترامب للرئاسة، قد نشهد سياسة أكثر تقليصًا للدور الأمريكي المباشر في سوريا، مع الاعتماد على أدوات غير عسكرية كالعقوبات والضغوط الاقتصادية، خاصة ضد إيران والنظام السوري. ومن المرجح أن يسعى للحفاظ على علاقات قوية مع تركيا، حتى لو كان ذلك على حساب الكُرد، مع التركيز على الترتيبات الاقتصادية والدبلوماسية التي تعزز المصالح الأمريكية دون التورط في تعقيدات الشرق الأوسط المعقدة

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!