تحليل إستراتيجي لـ إبراهيم كابان
العديد من الدول والأطراف في الشرق الأوسط تسعى إلى تقليص نفوذ حزب الله، حركة حماس، وأدوات أخرى مرتبطة بإيران لعدة أسباب مرتبطة بالسياسة، الأمن، والاقتصاد، وهي كالتالي:
1. النفوذ الإيراني المتزايد: يُنظر إلى هذه الجماعات على أنها أدوات إيرانية لتوسيع نفوذ طهران في المنطقة. دول مثل السعودية والإمارات، وحتى بعض الدول الغربية، تعتبر إيران مصدر عدم استقرار إقليمي وتخشى من هيمنة نفوذها على الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط.
2. التدخل في الشؤون الداخلية: حزب الله وحماس وحلفاء إيران الآخرون متهمون بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية مثل لبنان، سوريا، العراق، واليمن. على سبيل المثال، حزب الله يتمتع بتأثير سياسي وعسكري كبير في لبنان مما يعطل كثيراً العملية السياسية هناك. تدخل إيران وحلفائها يُعتبر تهديداً لسيادة هذه الدول.
3. زعزعة الاستقرار الإقليمي: إيران تُستخدم هذه الجماعات للقيام بأعمال عسكرية أو دعم ميليشيات محلية تُزعزع استقرار المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن. هذا يخلق توترات مستمرة وصراعات تضر بالاستقرار الإقليمي.
4. العلاقات مع الغرب وإسرائيل: العديد من الدول في المنطقة، خاصة بعد توقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل، ترى في حماس وحزب الله تهديداً لمصالحها الإقليمية وتحالفاتها مع الدول الغربية. هذه الجماعات تصنفها العديد من الدول كمنظمات إرهابية، وتُشكل تهديدًا للأمن في المنطقة من خلال هجماتها أو تحركاتها العسكرية.
5. التأثير الاقتصادي: العقوبات المفروضة على إيران وحلفائها تؤثر سلبًا على الاقتصاديات المحلية في بعض الدول التي تتعامل مع هذه الجماعات. لبنان، على سبيل المثال، يعاني من أزمة اقتصادية حادة، وحزب الله، بارتباطاته بإيران، يُعتبر جزءاً من المشكلة الاقتصادية بسبب العقوبات الأمريكية والدولية عليه.
الأهداف المشتركة ضد إيران
التخلص من حزب الله اللبناني وحركة حماس وأذرعة إيران في لبنان وغزة وسوريا والعراق هو هدف مشترك للعديد من الأطراف الإقليمية والدولية لأسباب تتعلق بالمصالح الأمنية والسياسية والاستراتيجية. يمكن تحليل هذا الهدف من منظور كل طرف على النحو التالي:
1. مصلحة الدول العربية المناهضة لإيران
الدول العربية، وخاصة الخليجية مثل السعودية والإمارات، ترى أن نفوذ إيران في المنطقة يمثل تهديدًا كبيرًا لاستقرارها وأمنها. حزب الله وحماس هما امتدادان لهذا النفوذ:
تهديد الأمن الإقليمي: حزب الله وحماس يعتبران أدوات لإيران لتنفيذ أجندتها الإقليمية من خلال زعزعة استقرار الحكومات والأنظمة العربية. وجود حزب الله في لبنان وحماس في غزة يدعم النفوذ الإيراني ويخلق بيئة غير مستقرة تهدد أمن الدول العربية المحيطة. أيضًا، تورط إيران في الصراعات العربية مثل الحرب في اليمن وسوريا يعزز هذا القلق.
الطائفية والسيطرة السياسية: الدول العربية المناهضة لإيران تعتبر أن طهران تستخدم الأذرع العسكرية مثل حزب الله في لبنان وميليشيات أخرى في سوريا والعراق لتوسيع نفوذها الطائفي والسياسي. هذه الجماعات تؤثر في سيادة الدول وتجعلها رهينة للمصالح الإيرانية، كما هو الحال في لبنان والعراق.
الحفاظ على التحالفات الدولية: الدول العربية، خاصة الخليجية، تسعى لتعزيز علاقاتها مع القوى الغربية والولايات المتحدة، التي تتبنى موقفًا حازمًا ضد إيران. تقويض أذرع إيران في المنطقة يعزز موقف الدول العربية في هذه التحالفات.
2. مصلحة القوى اللبنانية المناهضة لحزب الله
القوى اللبنانية المعارضة لحزب الله، مثل تيار المستقبل، القوات اللبنانية، والكتائب، ترى أن الحزب يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق السيادة الوطنية اللبنانية والاستقرار السياسي والاقتصادي:
السيادة الوطنية: حزب الله هو قوة عسكرية مستقلة خارج إطار الدولة اللبنانية، ويتخذ قراراته بعيدًا عن السلطة المركزية. هذا يضعف الدولة ويجعل من الصعب على الحكومة اللبنانية السيطرة الكاملة على البلاد. إنهاء وجود حزب الله كقوة مسلحة يعزز السيادة اللبنانية ويعيد التوازن للقوة السياسية في البلاد.
التدخل في الصراعات الإقليمية: تورط حزب الله في الحرب السورية ودعمه لإيران في نزاعات أخرى جعل لبنان في موقف حساس دوليًا، حيث تتعرض البلاد لضغوط وعقوبات اقتصادية بسبب تصرفات الحزب. التخلص منه يقلل من هذه التبعات السلبية.
الأزمة الاقتصادية: حزب الله يُتهم بتعطيل الإصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان، مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي. القوى اللبنانية ترى في التخلص من الحزب فرصة لإعادة هيكلة البلاد اقتصاديًا دون تدخلات خارجية أو عراقيل سياسية داخلية.
3. مصلحة إسرائيل
إسرائيل تعتبر حزب الله وحماس تهديدًا وجوديًا لأمنها، وتتبنى سياسة معلنة للتعامل مع هذه التهديدات:
التهديد الأمني المباشر: حزب الله يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على استهداف العمق الإسرائيلي. العمليات العسكرية السابقة، مثل حرب 2006، أظهرت قدرة الحزب على شن هجمات فعالة ضد إسرائيل. بالنسبة لحماس، الصراع مع إسرائيل هو مستمر، حيث تشكل الحركة تهديدًا في جنوب البلاد من خلال إطلاق الصواريخ والهجمات.
الاستراتيجية الدفاعية: إسرائيل تسعى لتحييد أو تدمير الأذرع العسكرية لإيران على حدودها الشمالية (حزب الله في لبنان) والجنوبية (حماس في غزة) لتأمين حدودها والحفاظ على تفوقها العسكري. العمليات العسكرية في سوريا تهدف إلى منع إيران من تعزيز وجودها هناك، وهو جزء من استراتيجية أوسع لمواجهة تمدد النفوذ الإيراني.
الردع العسكري: التخلص من حزب الله وحماس أو إضعافهما بشكل كبير سيساهم في تعزيز الردع العسكري الإسرائيلي ويمنع اندلاع حروب جديدة أو مواجهات مسلحة مع هذه الجماعات، مما يوفر بيئة أكثر استقرارًا على المدى الطويل لإسرائيل.
4. مصلحة الولايات المتحدة والقوى الغربية
بالنسبة للولايات المتحدة والقوى الغربية، التخلص من حزب الله وحماس وأذرعة إيران في المنطقة يخدم عدة أهداف استراتيجية:
احتواء النفوذ الإيراني: الولايات المتحدة تسعى إلى الحد من نفوذ إيران الإقليمي كجزء من استراتيجيتها للحد من التهديدات التي تواجه حلفائها في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والدول الخليجية. أذرع إيران العسكرية تمثل أبرز أدواتها للتأثير في السياسات الداخلية والإقليمية.
محاربة الإرهاب: حزب الله وحماس مصنفان كمنظمات إرهابية من قبل الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية. القضاء عليهما يمثل خطوة هامة في الحرب على الإرهاب ويفتح المجال أمام تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
تعزيز التحالفات الإقليمية: التخلص من هذه الجماعات يعزز التحالفات الأمريكية مع الدول العربية وإسرائيل، ويعزز النفوذ الغربي في المنطقة. بوجود تهديد أقل من إيران وأذرعها، يمكن للقوى الغربية أن تركز على مواجهة تحديات أخرى مثل صعود القوى المنافسة مثل روسيا والصين.
المحصلة:
من الواضح أن التخلص من حزب الله وحماس وأذرعة إيران في لبنان وغزة وسوريا والعراق يمثل مصلحة مشتركة للعديد من الأطراف. هذه المصالح تتقاطع عند قضايا الأمن الإقليمي، تعزيز السيادة الوطنية، الحد من النفوذ الإيراني، ومحاربة الإرهاب. إلا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب توافقًا سياسيًا وعسكريًا معقدًا بين هذه الأطراف، بالإضافة إلى مواجهة العديد من التحديات الميدانية والدبلوماسية.
مرحبا أولً أنا أرى إن التحليل في شرق الأوسط مدروس و مخطط كما يلي هم يقرأ المشد أو سنايريو و تنفيذ العمليات بدقة. كما يوريدنه الدول الكبرى أنا كل ما تشهدونه للأسف مدروس. و شكرا
ردحذف