خبراء الجيوستراتيجي يحللون: هل يمكن للولايات المتحدة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية الاتفاق في القضاء على الميليشيات الإيرانية بدير الزور؟

Site management
0
تقدير موقف: فريق الجيوستراتيجي للدراسات
منطقة دير الزور في شرق سوريا تعدّ مسرحًا هامًا للصراعات الجيوسياسية والعسكرية، نظراً لموقعها الاستراتيجي وقربها من الحدود العراقية، واحتوائها على موارد طبيعية هامة كالنفط. تزداد تعقيدات الوضع مع وجود أطراف متعددة تتنافس على النفوذ، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والميليشيات الإيرانية المدعومة من طهران. في ظل هذا التعقيد، يُطرح تساؤل عما إذا كان يمكن للولايات المتحدة وقسد أن تتوصلا إلى اتفاق لمواجهة الميليشيات الإيرانية في المنطقة.

دوافع الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة تسعى لتحقيق عدة أهداف في سوريا، منها:
1. الحد من النفوذ الإيراني: تعد الميليشيات الإيرانية أداة رئيسية لتوسيع نفوذ طهران في المنطقة، خاصة عبر ممر بري يمتد من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا. دير الزور تشكل حلقة رئيسية في هذا الممر.
2. حماية المصالح النفطية: تنتشر القوات الأمريكية في مناطق تحتوي على حقول نفطية كبرى، مثل حقلي العمر والتنك، حيث تُعتبر الموارد الاقتصادية عاملاً حيويًا للحفاظ على الاستقرار.
3. مكافحة الإرهاب: رغم القضاء على "داعش" كقوة ميدانية، لا تزال فلول التنظيم تشكل تهديداً أمنياً.

دوافع قوات سوريا الديمقراطية

قسد، التي تمثل التحالف الكردي-العربي المدعوم أمريكيًا، تواجه تحديات كبيرة تشمل:
1. تهديد الميليشيات الإيرانية: تعتبر الميليشيات الإيرانية قوة معادية لتوجهات قسد، حيث تعارض تطلعاتها السياسية وتشكّل تهديدًا لأمن المناطق الخاضعة لسيطرتها.
2. الحفاظ على الدعم الأمريكي: قسد تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لضمان بقائها كقوة مؤثرة في شمال شرق سوريا.
3. تحقيق الاستقرار الداخلي: ترى قسد أن تقليص النفوذ الإيراني في دير الزور يمكن أن يسهم في تهدئة التوترات الطائفية والاجتماعية التي تستغلها إيران لتعزيز نفوذها.

العوائق أمام التعاون

رغم تقاطع المصالح بين الولايات المتحدة وقسد، هناك عوائق قد تعرقل التعاون الفعّال في مواجهة الميليشيات الإيرانية:
1. التوازنات الإقليمية: مواجهة الميليشيات الإيرانية قد تستفز روسيا، الحليف الأساسي للنظام السوري، مما قد يؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة.
2. القدرات العسكرية المحدودة: قسد ليست مجهزة بالكامل لخوض صراع مفتوح مع الميليشيات المدعومة من إيران، والتي تمتلك تسليحًا متطورًا ودعمًا لوجستيًا قويًا.
3. التحديات الداخلية: تواجه قسد مقاومة محلية في بعض المناطق العربية التي ترى فيها سلطة غير مرحب بها، ما قد يحد من قدرتها على تأمين دعم شعبي كافٍ لمثل هذه العمليات.

الفرص المتاحة للتعاون

رغم التحديات، يمكن للولايات المتحدة وقسد أن تبنيا على عدة عوامل لتحقيق أهدافهما المشتركة:
1. التكتيكات غير المباشرة: بدلاً من المواجهة المباشرة، يمكن استخدام استراتيجيات استنزاف مثل تنفيذ ضربات جوية دقيقة ودعم خلايا محلية معادية للنفوذ الإيراني.
2. التحالف مع القوى المحلية: التعاون مع العشائر العربية في دير الزور يمكن أن يعزز الجبهة ضد الميليشيات الإيرانية.
3. تعزيز القدرات العسكرية لقسد: من خلال زيادة الدعم اللوجستي والاستخباراتي لقسد، يمكن تمكينها من مواجهة النفوذ الإيراني بفعالية أكبر.

المحصلة

إن إمكانية التعاون بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية للقضاء على الميليشيات الإيرانية في دير الزور تعتمد على تحقيق توازن دقيق بين الأهداف المشتركة والتحديات الإقليمية والمحلية. ورغم أن المصالح المشتركة توفر قاعدة للتعاون، فإن نجاح هذا التحالف يستلزم رؤية استراتيجية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الديناميكيات المعقدة للصراع السوري.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!