مفاوضات الولايات المتحدة وإيران تقليم أظافر أو سياسة ترامب الجديدة

Site management
0
بقلم: احمد المالكي
مفاوضات غير مباشرة في عمان بوساطة الدبلوماسية العمانية الحكيمة والتي يثق فيها الطرفان ويتطلع كل منهما إلى بداية تدشين سياسة جديدة بين البلدين بعيدا عن سياسة التهديد والوعيد وتحقيق مبدأ الدبلوماسية والتفاوض والحوار الجاد الذي سوف يعود بالنهاية على أمن واستقرار الشرق الأوسط إذا تم اللجوء إلى اتفاق حقيقي يقضي على فكرة ترامب بإشعال حرب مع إيران سوف تكون لها تداعيات على المنطقة خطيرة جدا وكل مايحدث اليوم نتيجة سياسات إيران برعاية وكلاء لها في الدول العربية وأيضا اسرائيل ولذلك السعي الأمريكي لإبرام اتفاق مع إيران سواء تم هذا الاتفاق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سوف يؤدي إلى تهدئة في المنطقة ولم يعد خافيا على أحد ماحدث للدول العربية في السنوات الأخيرة نتيجة التدخلات الإيرانية في الدول العربية وكانت النتيجة خراب ودمار في كل مكان زاد بعدها بدخول إسرائيل إلى غزة واحتلالها بحجة القضاء على حماس التابعة لإيران وهذا خطأ حماس الكبير أنها أطلقت على نفسها حركة مقاومة وجعلت تبعيتها لإيران رغم أن هدفها تحرير أرضها لكن تلوث هذا الأمر بالتبعية لإيران والنتيجة حتى الآن دمار قطاع غزة بشكل كامل واستشهاد عدد كبير من المدنيين ومعاناة ليس بعدها معاناة للبشر في القطاع من جوع وعدم وجود حياة آدمية من مياه نظيفة أو مسكن أو مستشفيات يعالج فيها المصابين بسبب الحصار الإسرائيلي الكامل للمدنيين في قطاع غزة هذا يتحمله الإسرائيلي والنظام الإيراني الذي سعى جاهدا إلى رعاية الحركات المسلحة والمليشيات التي كانت تسعى إيران من خلالها إلى ترسيخ الهيمنة الإيرانية على الدول العربية وكانت تتباهى بهذا طوال الوقت وخسرت في النهاية كل شيء وأصبح النظام الإيراني أمام معركة للبقاء فقط داخل إيران وعليه أن يقبل بالشروط الأمريكية لانه أصبح أضعف من السابق وإذا لم يقبل وفشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة سوف يكون هناك تصرف امريكي اخر بالحرب بمشاركة إسرائيل وربما بقيادتها على إيران والتهديدات من ترامب واضحة التفاوض خلال شهرين أو حرب على إيران .
المفاوضات لم تنص على تصرفات إيران في المنطقة والحديث مقتصر في الجولة الأولى على البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات وإيران أكدت على التفاوض حول هذه النقاط فقط لكن الولايات المتحدة تريد حسم كل الملفات المتعلقة مع إيران ومنها السلوك الإيراني سابقا ولاحقا وريما سوف يضغط ترامب من خلال ويتكوف مبعوثه على الجانب الإيراني والواضح للجميع أنه حسب تصريحات الجانبين أن المفاوضات كانت بناءة وجيدة وتمت بشكل ودي ظهر في اللقاء المباشر بين عراقجي وويتكوف والذي كان لدقائق معدودة.
ترامب شخص عنيد جدا ومتهور لكن يبدو أنه يختار طريق الدبلوماسية مع إيران مع التلويح بقدرة الولايات المتحدة على القيام بعمل عسكري ضد إيران وفي نفس الوقت تحدث المرشد الإيراني علي خامنئي على قدرة طهران في التصدي لأي عدوان عليها مع رفع جاهزية واستعداد القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني والباسيج لأي عمل عسكري ضدها يبدو أن التلويح بالقوة والاستعداد بالجاهزية يؤكد أن الطرفان يمكنهما اللجوء إلى ذلك في أي وقت يرغب فيها ترامب إشعال ودق طبول الحرب .
إيران لاتريد الحرب والولايات المتحدة أيضا لأن تكلفتها باهظة جدا ولذلك يسعى ترامب الذي يقدم نفسه على أنه رجل سلام إلى التفاوض مع إيران والتوصل إلى صيغة جيدة تغني الجميع عن مستقبل غامض اذا كانت الحرب هي الطريق الوحيد وعلى خلاف ماحدث في التوصل إلى اتفاق مع إيران في ٢٠١٥برعاية دول أوروبية والصين وروسيا اليوم حتى لو كانت المفاوضات غير مباشرة هي تعتبر مباشرة لكن هذه المرة بدون مقترحات من أطراف أخرى ماتريده الولايات المتحدة سوف تحاول أن تجعل إيران تقبل به رغم عدم استسلام المفاوض الإيراني والمعروف بأنه يفاوض الى آخر لحظة لكن بلاشك هناك قلق كبير في الداخل الإيراني لأن فشل المفاوضات تعني الحرب وهذا أدى إلى انقسام داخل مؤسسات إيران والحديث عن الغموض في هذه المفاوضات لكن أنصار النظام الإيراني يؤكدون أن المفاوضات يوجد بها شفافية وأن إيران تتفاوض على برنامجها النووي ورفع العقوبات وأنها بتوجيهات من المرشد الإيراني نفسه وأن الاتفاق سوف يكون لصالح إيران في النهاية وسوف يؤدي إلى رفع العقوبات.
الحديث عن قص أظافر إيران في المنطقة وارد لكن ماذا تبقى من مليشيات إيران في الدول العربية اليوم ؟!.لم يتبق أحد وتخلت عن مليشياتها لكي تنجو إيران من شبح الحرب التي يمكن أن تفرض عليها من الولايات المتحدة وإسرائيل وهي خسرت مليشياتها مجبرة وليس برضا النفس أجبرتها الظروف الحالية ورحيل الأسد في سوريا على ذلك ولم يعد لديها قوة حقيقة على الأرض اليوم واملها الحفاظ على ماتبقى منها داخل حدودها بعد أن خسرت مليشياتها وإذا لم تفاوض على بقاءها سوف يسقط حكم الملالي إلى الأبد.
هناك دول تنتظر نتيجة التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران منها أوروبا التي تم استبعادها بقوة أوامر ترامب وتجاهل الاتحاد الأوروبي بقصد في محاولة لفرض واقع وسياسة أمريكية جديدة على العالم بما فيها الاتحاد الأوروبي في ظل انشغال روسيا بحربها على أوكرانيا وايضا الصين التي تحاول مقاومة الحرب التجارية التي فرضها ترامب عليها ومن الصعب في الوقت الحالي أن تنشغل بإيران لكن بدون شك تقف مصر وتحاول جاهدة مع الحلفاء لإرساء الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط وتسعى إلى إطفاء نار الحروب في المنطقة ولذلك حدث تواصل من وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع أطراف المفاوضات الأمريكي والايراني وايضا الوسيط العماني للوقوف على آخر المستجدات والتطورات وهذه هي مصر دولة سلام وتعمل مع الأطراف المعنية والدولية على عودة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة وتنادي دائما بالحلول السلمية من خلال الدبلوماسية ولاتدخر جهدا في تقديم الحلول وتسعى بقوة إلى تقديم مقترحاتها من أجل مصلحة الدول والشعوب بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رجل السلام الذي سعى دائما إلى لململة كافة الجروح العربية وقام بتدشين علاقات مع كافة الدول قائمة على الأحترام المتبادل والمصالح المشتركة بدون التدخل في شؤون الدول وهذا جعل مصر كبيرة في عيون الجميع وتتمنى عودة الاستقرار إلى كافة الدول وخاصة منطقة الشرق الأوسط.

رئيس مركز شؤون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية والإعلامية

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!