الكُرد في كتاب "البدو" لماكس فون أوبنهايم – دراسة في الرؤية الاستشراقية ودورها في توثيق الذاكرة القومية

Site management
0
المادة: دراسة إستشراقية 
للباحث إبراهيم مصطفى (كابان) 
شكّل كتاب "البدو" للمستشرق الألماني والدبلوماسي ماكس فون أوبنهايم أحد أبرز المراجع الأوروبية في توثيق الحياة القبلية والاجتماعية والسياسية في المشرق العربي، وبخاصة في المناطق الواقعة بين الفرات والخابور والجزيرة السورية. ونظرًا لمكانة المؤلف بوصفه دبلوماسيًا ومستشرقًا ومستطلعًا ميدانيًا، فقد نال عمله أهمية كبيرة في الأوساط الأكاديمية الغربية والشرقية على السواء.
في هذا السياق، تأتي أهمية تناول الصورة الكُردية في هذا المؤلَّف الضخم، حيثُ قدّم أوبنهايم ملاحظات مفصّلة عن إبراهيم باشا المللي، زعيم عشيرة الملّلية، وواحد من أبرز الفاعلين الكُرد في أواخر العهد العثماني. وعبر فصول متعددة، يقدّم أوبنهايم صورة مزدوجة عن الكُرد، تجمع بين الإعجاب بالقوة القبلية والتنظيم، وبين النظرة الأوروبية الكلاسيكية إلى "الشرق" كموقع للفوضى والعنف والعاطفة.

أوبنهايم وكتابه "البدو" – سياق الكتابة ودوافعها

صدر كتاب "البدو" في بدايته ضمن مشروع بحثي موسّع أشرف عليه ماكس فون أوبنهايم، بهدف توثيق المجتمعات القبلية في المشرق العربي، كجزء من اهتمام ألماني متزايد بالتوسع الثقافي والسياسي في المنطقة، ولا سيما في مواجهة النفوذ البريطاني والفرنسي. ويُعد الكتاب نتيجة لرحلات أوبنهايم المتعددة إلى مناطق البادية السورية، وحواراته المستفيضة مع زعماء قبائل، ومنهم الكُرد.
وقد اتخذ أوبنهايم موقفًا وسطًا بين التوثيق الإثنوغرافي والدور السياسي-الاستخباراتي، ما يجعل قراءته أكثر تعقيدًا من مجرد كونه سجلًا إثنوغرافيًا. وكان ينظر إلى المنطقة كخزان استراتيجي يمكن استثماره سياسيًا لصالح ألمانيا، ولا سيما عبر إثارة التيارات الإسلامية والقومية ضد خصوم برلين من الدول الاستعمارية.

الكُرد في كتاب "البدو" – الحضور والمكانة

يُلاحظ أن أوبنهايم لم يُهمل الكُرد في كتابه، رغم أن تركيزه الأساسي كان على القبائل العربية. لكنه أفرد للكُرد حيّزًا مهمًا، خصوصًا في حديثه عن عشيرة الملالي، وأبرز شخصياتها: إبراهيم باشا المللي. يُقدّم إبراهيم باشا في الكتاب بوصفه زعيمًا استثنائيًا، جمع بين القوة العسكرية، والحكمة القبلية، والقدرة على نسج التحالفات الدقيقة مع الدولة العثمانية ومع القبائل العربية المجاورة.
يروي أوبنهايم أن إبراهيم باشا تمكّن من إقامة نظام أشبه بالإمارة في منطقة الجزيرة، حيثُ أخضع العديد من القبائل العربية لسلطته، وفرض نوعًا من "النظام القبلي المتمدن"، كان فيه القانون القبلي يُطبّق بصرامة، ولكن أيضًا بعدلٍ نسبي مقارنة بظروف تلك المرحلة.
ويظهر الكُرد في الكتاب كجماعات ذات نزعة استقلالية قوية، تحمل إرثًا عسكريًا واضحًا، ولديها تقاليد محاربة راسخة. كما يُسلّط أوبنهايم الضوء على انقسام الكُرد إلى عشائر متنافسة، لكنه يعترف بوجود لحظات نادرة من الوحدة تحت زعامات كاريزمية، كما حدث مع إبراهيم باشا.

إبراهيم باشا المللي والدولة العثمانية – زعامة كردية في قلب الهامش الإمبراطوري

يشكّل إبراهيم باشا المللي في كتاب "البدو" حالة فريدة من الزعامة الكردية العابرة للحدود العشائرية، والتي استطاعت، في لحظة تاريخية حرجة، أن تجد لنفسها موقعًا بين سلطة الدولة العثمانية ونفوذ القبائل المحلية. ففي زمن كانت فيه السلطنة العثمانية تعاني من التآكل الإداري والتوسع الأوروبي، برزت شخصيات محلية تمتلك كاريزما قيادية وقدرة على احتواء المكونات المتنوعة، وكان إبراهيم باشا أحد هؤلاء بامتياز.
يُقدّم أوبنهايم صورة مفصلة عن العلاقة المعقدة بين إبراهيم باشا والدولة العثمانية. فمن جهة، نال إبراهيم باشا دعمًا رسميًا من السلطنة، وتمّ تعيينه في مواقع إدارية، وأُعطي أوسمة تشريفية تدلّ على اعتراف الدولة بسلطته. ومن جهة أخرى، كانت سلطته الفعلية تتجاوز الصيغة الرسمية، إذ مارس حكمًا شبه ذاتي في مناطق الجزيرة السورية، ضاربًا بعرض الحائط سلطة الولاة العثمانيين حين تتعارض مع مصالحه.
لقد كان إبراهيم باشا يُجيد لعبة التوازنات، حيث نسج تحالفات مع قبائل عربية قوية مثل شمر وعنزة، كما حافظ على قدر من العلاقة مع السلطات في دمشق واسطنبول، مستفيدًا من موقعه الجغرافي المهم في نقطة تقاطع بين الأناضول والجزيرة والموصل.
ويبدو من وصف أوبنهايم أن زعامة إبراهيم باشا لم تكن مجرّد زعامة عشائرية، بل كانت محاولة لتشكيل نوعٍ من "الكيان السياسي المحلي" الذي يُدار بمنطق القوة والتحالفات، مع الالتزام بشيء من العدالة الاجتماعية داخل مجاله. وقد اتخذ من بلدة فيروزة وريف رأس العين وديار بكر محاور لإدارته، مركّزًا على التنظيم العسكري والانضباط، بل وكان له ما يُشبه "جيشًا خاصًا" يتكوّن من فرسان قبيلته وحلفائها.

الزعامة الكردية في رؤية أوبنهايم – بين الإعجاب والتشييء الاستشراقي

من المهم في هذا السياق أن نُلاحظ كيف تعامل أوبنهايم مع شخصية مثل إبراهيم باشا المللي. فهو، من جهة، يُبدي إعجابًا واضحًا بشجاعته وحنكته السياسية، ويصفه أكثر من مرة بأنه "رجل دولة" على الرغم من كونه زعيم قبيلة. لكنه، من جهة أخرى، لا يخرج عن الإطار الاستشراقي الكلاسيكي الذي يرى في الزعامة الشرقية نوعًا من الاستثناء غير القابل للتكرار، ويُضفي على شخصية إبراهيم طابعًا فلكلوريًا، يكاد يُقزّمه من حيث لا يشعر.
فعلى الرغم من إقرار أوبنهايم بقدرة إبراهيم باشا على بناء التحالفات، إلا أنه لا يقدّمه كزعيم قومي كردي، بل يكتفي بوصفه كـ"أمير قبلي قوي"، دون الانتباه إلى ما تمثّله هذه الزعامة من إرهاصات مبكرة للوعي الكردي الجماعي، خاصةً في ظل شعور الكُرد بالخذلان من الدولة العثمانية وتنامي النزعة القومية في عموم المنطقة.
كما يُغفل أوبنهايم – عمدًا أو سهوًا – البعد القومي في تحركات إبراهيم باشا، ويركّز بدلًا من ذلك على جانبه البراغماتي، وهو ما يجعل قراءته للكُرد في الكتاب قراءة جزئية. لكنه، رغم هذا، وفّر مادة غنية لقراءة التشكّل السياسي والاجتماعي للكُرد في فترة ما قبل الانتدابات، وهي مادة تكاد تكون فريدة من نوعها في السياق الأوروبي.

إرهاصات الوعي القومي الكردي في ظل زعامة إبراهيم باشا – قراءة مقارنة بين أوبنهايم والمصادر الموازية

رغم أن كتاب "البدو" لماكس فون أوبنهايم لم يُقدّم قراءة صريحة للنزعة القومية الكردية، إلا أن الوقائع التي يوردها حول إبراهيم باشا المللي وحراكه السياسي والعسكري تسمح للقارئ المعاصر باستخلاص ملامح مبكرة لما يمكن وصفه بـ"الوعي القومي في طور التشكّل"، ضمن سياق كردي عشائري كان يتجاوز الحدود الإثنية حينًا ويتقوقع داخلها حينًا آخر.
إن تحليل هذه الوقائع، بمقارنتها مع ما ورد في السجلات العثمانية وبعض الروايات الشفوية الكردية، يُظهر أن شخصية إبراهيم باشا لم تكن فقط نتاج ظرف عشائري، بل كانت تعبيرًا عن دينامية كردية في التفاوض مع المركز العثماني والسعي نحو مساحة من الحكم الذاتي، حتى وإن لم يكن المشروع القومي الكردي قد تبلور آنذاك بصيغته الحديثة.

1. البعد الكردي في مشروع إبراهيم باشا

أحد أبرز الشواهد التي تُشير إلى هذا البعد يتمثل في الطريقة التي ركّز بها إبراهيم باشا على تعزيز مكانة العشائر الكردية في المناطق ذات الأغلبية العربية، دون السعي إلى صهرهم أو إذابتهم، بل في كثير من الأحيان حافظ على تمايزهم الثقافي واللغوي. وقد نقل أوبنهايم أنه كان يُعيّن رجاله من أبناء العشائر الكردية في المواقع الأساسية، ويُخصّص لهم مهمات تنظيمية وأمنية في مناطقه.
كما أن وجود نوع من الانضباط شبه الإداري في إدارة إبراهيم باشا يشير إلى تصور بدائي للدولة، أو على الأقل لـ"كيان سياسي كردي" كان ممكنًا لو سمحت الظروف الدولية بذلك. هذا يتقاطع مع روايات لاحقة عن شخصيات كردية أخرى في بدايات القرن العشرين، مثل الشيخ محمود الحفيد في كردستان العراق، الذين سعوا أيضًا نحو مشاريع استقلالية.

2. موقف إسطنبول – من الشراكة إلى التهديد

تكشف السجلات العثمانية أن العلاقة بين إبراهيم باشا والدولة لم تكن سلسة كما يوحي أوبنهايم أحيانًا. فقد بدأت السلطنة تنظر إليه كخطر متصاعد، خاصة بعد أن صار يُمثّل مركز نفوذ مستقلًا، لا يخضع لقرارات الولاة في حلب أو ديار بكر. ولهذا، ورغم التكريمات الشكلية التي نالها، فقد كانت هناك محاولات متكررة لاحتوائه أو عزله، بعضها تم تحت ستار الإصلاح الإداري، وبعضها الآخر تم عن طريق تحريض قبائل منافسة عليه.

3. القراءة القومية الحديثة لما فعله إبراهيم باشا

في الدراسات الكردية المعاصرة، يُنظر إلى إبراهيم باشا باعتباره أحد أوائل الزعماء الذين حاولوا تأسيس "نواة سلطوية كردية" خارج إطار الدولة المركزية، مستفيدًا من الفراغ السلطوي والتحالفات العشائرية، ومُجسّدًا روحًا سياسية تتجاوز العشيرة نحو القبيلة، ومن القبيلة نحو تصور أوسع للانتماء.
هذه القراءة تختلف عن تصوير أوبنهايم، الذي تعامل مع إبراهيم باشا من خلال عدسة استشراقية، تنظر إلى الشرق كفضاء للغرابة والطرافة والزعامة الشخصية، لكنها تُغفل البعد البنيوي والسياسي في نشوء مثل هذه الزعامات.

عشيرة الملالي في كتاب "البدو" – من البنية الاجتماعية إلى الفاعلية السياسية

تُعدّ عشيرة الملالي من أبرز العشائر الكردية التي وثّقها ماكس فون أوبنهايم في كتابه "البدو"، ليس فقط بسبب حجمها وانتشارها الجغرافي، وإنما أيضًا بسبب دورها المركزي في إعادة صياغة توازنات القوى في منطقة الجزيرة السورية في مطلع القرن العشرين. وقد منح أوبنهايم لهذه العشيرة حيّزًا واضحًا من التحليل، وركّز اهتمامه على آليات تماسكها الداخلي، وعلاقاتها بالعشائر المجاورة، وسلوكها السياسي تجاه الدولة المركزية.

1. الهيكل الاجتماعي لعشيرة الملالي

من خلال وصف أوبنهايم، يتّضح أن الملالي لم تكن مجرد قبيلة تقليدية قائمة على رابطة الدم فقط، بل كانت تشكل وحدة اجتماعية مرنة، قادرة على استيعاب جماعات مختلفة من الكرد والعرب والتركمان ضمن بنيتها، مع منحهم درجات متفاوتة من الحماية والانتماء. وقد شكّلت هذه البنية شبه "كونفيدرالية"، يتربع على رأسها زعيم كارزمي، هو إبراهيم باشا، الذي لم يكتفِ بزعامة تقليدية، بل أنشأ نظامًا إداريًا بدائيًا داخل القبيلة، يتضمن مستويات من التقسيم الوظيفي بين المحاربين، والوسطاء، والجباة، وحتى المرافقين الدينيين.
كان يُنظر إلى عشيرة الملالي باعتبارها أشبه بدولة متنقلة، ذات اقتصاد قبلي قائم على الرعي والتجارة والجباية، كما أن لها علاقات دبلوماسية غير رسمية مع العشائر العربية المجاورة، ومع ممثلي الدولة العثمانية في المدن القريبة مثل الرقة ودير الزور وديار بكر.

2. الحراك السياسي والتمدد الجغرافي

في كتابه، يُبرز أوبنهايم بوضوح كيف استطاعت عشيرة الملالي – بقيادة إبراهيم باشا – أن تتمدّد جغرافيًا عبر مناطق متنوعة إثنيًا، دون أن تُقابل بمقاومة كبيرة. ويعزو ذلك إلى شخصية الزعيم، لكن القراءة المتأنّية تكشف أن السرّ يكمن في القدرة التنظيمية للعشيرة، ومرونتها في التعامل مع الواقع المحلي. فهي لم تفرض هيمنة صارمة كما تفعل الإمبراطوريات، بل بنت نوعًا من التحالفات والمنافع المشتركة، الأمر الذي جعل وجودها مقبولًا بل ومرغوبًا أحيانًا، في ظل غياب الإدارة المركزية.
كما أن العشيرة امتلكت قدرة على التفاوض مع السلطات العثمانية، بل وتقديم نفسها كـ"ضامن محلي للأمن"، وهو ما منحها مساحة حركة أكبر، وجعلها تُعامل كوسيط أكثر من كونها طرفًا متمرّدًا.

3. أثر الملالي في الذاكرة الكردية

رغم أن أوبنهايم لم يتطرّق إلى الأثر الثقافي لعشيرة الملالي بشكل مباشر، إلا أن ما ينقله عنها يوضح أنها أصبحت رمزًا للسلطة الكردية الممكنة، وأحد النماذج التي يستحضرها الكرد اليوم في سرديتهم القومية. وقد احتفظت الذاكرة الكردية باسم إبراهيم باشا بوصفه رمزًا للمروءة والقوة والعدالة، وقد ارتبطت عشيرته بمفاهيم الكرامة والسيادة، حتى في الأدب الشفهي والملاحم الشعبية.

الكُرد في كتابات ماكس فون أوبنهايم – بين التوثيق الإثنوغرافي والنظرة الإمبريالية

لا يحتلّ الكُرد في كتابات ماكس فون أوبنهايم موقعًا هامشيًا، بل يظهرون كعنصر بنيوي في تركيبته الفهمية لمنطقة الشرق، وبخاصة بلاد ما بين النهرين والجزيرة السورية. ورغم أن عنوان كتابه الأساسي هو "البدو" (Die Beduinen)، إلا أن محتواه يكشف عن اهتمام عميق بقبائل غير بدوية، وعلى رأسها القبائل الكردية، التي رأى فيها مفتاحًا لفهم الفوضى الخلّاقة التي تحكم مناطق التماس بين السلطنة العثمانية والفراغ العشائري.

1. الكُرد كحالة حدودية – لا بدو ولا حضر

يتعامل أوبنهايم مع الكُرد بوصفهم شعبًا غير متجانس يقع على تخوم البداوة والتحضّر، ويمنحهم موقعًا وسطًا بين القبائل العربية الرحّل والمدن العثمانية ذات الطابع التركي أو العربي. هذا التصنيف لم يكن محايدًا، بل كان انعكاسًا لرؤية نمطية استشراقية ألمانية ترى في الكُرد "مادة أولية" للتطويع السياسي، بما أنهم ليسوا راسخين في المدن، ولا متمردين دائمين كالعرب البدو.
وفي هذا الإطار، يُكثر أوبنهايم من الحديث عن الصفات الجسدية للكرد، شجاعتهم، قابليتهم للانضباط، ولاؤهم للزعامات المحلية أكثر من الدولة، وهي إشارات تصبّ في خانة الاستخدام السياسي لاحقًا، خاصة في مشاريع ألمانيا الإمبريالية في المشرق، حيث رُسمت صورة الكُرد كـ"حلفاء محتملين" ضدّ المركز العثماني أو البريطاني.

2. الكُرد كمفتاح للجزيرة 

يُولي أوبنهايم أهمية خاصّة للكُرد في الجزيرة، وخاصة في مناطق مثل سروج، رأس العين، نصيبين، أورفة، ديار بكر، ويُبرز دورهم في ضبط التوازنات القبلية، خاصة في مراحل التنافس العثماني-البريطاني-الفرنسي. ففي وصفه للزعيم إبراهيم باشا المللي، لا يصفه فقط بوصفه زعيمًا كرديًا، بل بوصفه ضابط إيقاع لبيئة متعددة الأعراق والقبائل، وهو ما يعكس فهمًا ضمنيًا بأن الكُرد قادرون على لعب دور سياسي فوق إثني.
وقد أفرد أوبنهايم مساحات واسعة للحديث عن الكُرد من جهة الأنساب، العادات، اللباس، الدين، التسليح، والزواج، في مسعى لتصويرهم كـ"مجتمع قائم بذاته"، يمتلك ديناميات داخلية يمكن استثمارها أو احتواؤها في إطار سياسات استعمارية أو توسعية ناعمة.

3. التحيّز الاستشراقي – التجميل والتبسيط

رغم هذا الاهتمام، إلا أن أوبنهايم لم يُخرج الكُرد من الإطار النمطي للاستشراق. فهو، مثل غيره من المستشرقين، لم يرَ في الكُرد شعبًا صاحب مشروع تاريخي، بل قوة محلية مثيرة للاهتمام، ذات خصائص فلكلورية وسلوكيات قبلية، تستحق الرصد من أجل فهم بنية السلطة في الشرق، لا من أجل إنصافها أو الاعتراف بها كفاعل قومي.
كما أن لغته – رغم اتسامها بالدقة الإثنوغرافية – تميل إلى تجميل الظواهر القبلية بشكل رومانسـي، من قبيل تصوير الثأر الكردي كنوع من النُبل، أو تصوير الولاء للعشيرة كقيمة سامية. وهذا يخلق صورة جذابة ولكن مبسطة، تتجاهل التعقيد الطبقي والاقتصادي والاجتماعي في المجتمع الكردي آنذاك.

التوظيف السياسي لرؤية أوبنهايم للكُرد – تأثيرها في السياسات الألمانية-العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى

يعدّ ماكس فون أوبنهايم من الشخصيات الاستشراقية التي ساهمت في تشكيل الرؤية الألمانية للكُرد، لا سيما في سياق السياسات الإمبريالية الألمانية في المشرق العربي خلال الحرب العالمية الأولى. على الرغم من أن أوبنهايم لم يكن ضابطًا عسكريًا أو دبلوماسيًا، إلا أن اهتمامه العميق بالشرق الأوسط، خاصة الكُرد، جعله أحد الخبراء الذين قدموا استشارات استراتيجية لقيادة الجيش الألماني ودبلوماسييها في الإمبراطورية العثمانية.

1. الكُرد كأداة في السياسة الألمانية

في فترة الحرب العالمية الأولى، بدأت الإمبراطورية الألمانية في وضع خطط لتعزيز وجودها في المنطقة العربية والشرق أوسطية، مع محاولة تقسيم التحالفات داخل الإمبراطورية العثمانية. في هذا السياق، استُخدم أوبنهايم كمستشار عسكري ودبلوماسي من قبل الحكومة الألمانية لفهم ديناميكيات المنطقة ودور الكُرد في تلك الديناميكيات.
كان الكُرد، بنظر أوبنهايم، يشكلون عنصرًا قابلًا للاستخدام السياسي. فعلى الرغم من العوامل العشائرية والقبلية التي تسود في المجتمعات الكردية، كان أوبنهايم يُقدّر أنه يمكن دمجهم في استراتيجيات توسعية، حيث كان يرى فيهم مكونًا يمكن أن يُستخدم في مواجهة الهيمنة البريطانية والفرنسية، ويُمكن أن يكونوا حلفاء طبيعيين للسياسة الألمانية في المنطقة.
وقد كتب أوبنهايم في إحدى تقاريره أن الكُرد "شعب يملك رغبة في الاستقلال" ويمكن استغلال هذه الرغبة لتأجيج الفوضى داخل الأراضي العثمانية وضرب النفوذ البريطاني في العراق والشام.

2. محاولات تحفيز الكُرد ضد العثمانيين

في إطار هذه السياسات، حاول الألمان تفعيل الروح القومية الكردية من خلال تبني خطاب يطالب بالاستقلال أو الحكم الذاتي للكُرد داخل الدولة العثمانية. قد يكون هذا الكلام نابعًا من رؤية استراتيجية تهدف إلى استقطاب الكُرد للوقوف في وجه السيطرة العثمانية، التي كانت تعتبر العدو المشترك.
عُرفت بعض المحاولات الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى، مثل التعاون مع زعماء كرديين في العراق وبلاد الشام، حيث كان الألمان يعتقدون أن بإمكانهم تحفيز القومية الكردية ضد العثمانيين، مستفيدين من العلاقات الدبلوماسية والعسكرية التي كانوا قد أسسوها مع بعض القادة المحليين.
ورغم عدم وجود وثائق تاريخية قوية تدعم أن الألمان نجحوا في إثارة القومية الكردية بقدر ما كانوا يأملون، فإن الخطاب الألماني الذي نقلته كتابات أوبنهايم يعكس الاهتمام المتزايد بالكُرد كعوامل مؤثرة في السياسة المحلية والإقليمية.

3. تأثير أوبنهايم في السياسة الألمانية العثمانية

بجانب الاستفادة من رؤيته الاستشراقية عن الكُرد، اعتمدت الحكومة الألمانية على أوبنهايم لتقديم استشارات حول كيفية إدارة التوازنات في المناطق الكردية التي كانت تُعتبر بمثابة مناطق رمادية في السيطرة العثمانية. من خلال هذه الاستشارات، كان هناك ميل لاستخدام المجتمع الكردي كداعم للسياسات الألمانية في المنطقة، مما عزز الفكرة القائلة بأن الألمان كان لديهم خطة للتعامل مع الهويات المحلية من خلال تغذيتها وتوجيهها بما يخدم مصالحهم.
في ذات السياق، كان أوبنهايم يعكس في كتاباته صورة مُبالغ فيها للكُرد كأبطال لتثبيت الأمن المحلي في مواجهة الفوضى العثمانية، وهو ما قد يعكس رغبة ألمانية في خلق صورة للشعوب الشرقية يمكن استخدامها لتوسيع نفوذهم. إلا أن هذا التوصيف، رغم دقته أحيانًا، كان يهدف أيضًا إلى تسويغ تدخلاتهم في شؤون المنطقة بما يتناسب مع أهدافهم الاستراتيجية.

رؤية أوبنهايم للكُرد من منظور حديث – مقارنة بموقفه مع التغيرات في الوعي الكردي في القرن العشرين

عند العودة إلى كتابات ماكس فون أوبنهايم عن الكُرد، نجد أنها تُعتبر إحدى اللبنات الأساسية لفهم العلاقات الاستعمارية بين الغرب والشرق، وخاصة في فترة الحرب العالمية الأولى. لكن مع مرور الزمن، تطورت الرؤية الكردية حول هذه الكتابات، وأصبح لها سياق آخر مرتبط بمراحل التغيرات السياسية والاجتماعية والوعي القومي الكردي.

1. تأثير أوبنهايم على الأدبيات الكردية المبكرة

على الرغم من النظرة الاستشراقية التي تميز بها أوبنهايم، إلا أن هناك إشارات إلى تأثيره على الفكر الكردي الحديث، خاصة في بدايات القرن العشرين. الكُرد الذين كانوا يعيشون في ظل الاستعمار العثماني أو النفوذ البريطاني في مناطقهم، وجدوا في كتابات أوبنهايم ما يُساعد على تشكيل فكرة جديدة حول الهوية الكردية، رغم أنهم لم يُوافقوا دائمًا على تصوراته الاستشراقية.
بالرغم من أن أوبنهايم كان يراهم "شعبًا بدائيًا"، إلا أنه من خلال تحليلاته المعمقة عن الأنظمة العشائرية والتقاليد الاجتماعية للكُرد، قدّم تصويرًا معقدًا عن المجتمع الكردي، وهو ما سيساهم لاحقًا في تشجيع المفكرين الكرد على إعادة التفكير في هويتهم السياسية. فقد كان يعتقد أوبنهايم أن الكُرد يُظهرون روحًا قتالًا وقوة بدنية، مما شجّع بعض الكُرد على ترويج الفكرة التي مفادها أن لهم إرثًا طويلًا من المقاومة، وهو ما سيسهم في تشكيل حركة التحرر الكردي في العقود التالية.

2. مقارنة بين رؤية أوبنهايم والوعي القومي الكردي

إذا قارنّا رؤية أوبنهايم للكُرد مع الوعي القومي الكردي الحديث، فإننا نلاحظ تغيّرات ملحوظة في الطريقة التي يُعرّف بها الكُرد أنفسهم. أوبنهايم كان ينظر إلى الكُرد كمجموعة قابلة للتوظيف ضمن المشاريع الإمبريالية، وكان يراهم جزءًا من فسيفساء بشرية في الشرق الأوسط يمكن الاستفادة منها في تحقيق مصالح الدول الكبرى.
ومع بداية القرن العشرين، بدأ الكُرد يُدركون تدريجيًا أنهم شعب ذو هوية مستقلة، لهم تاريخ وثقافة ولغة تميزهم عن الشعوب الأخرى. ففي بداية العشرينات، ظهرت حركة التحرر الكردي بشكل أوسع، وبالأخص في كردستان العراق وتركيا، حيث بدأ الكُرد يتحركون نحو فكرة الاستقلال القومي، وهو ما يتناقض تمامًا مع تصوّرات أوبنهايم التي كانت ترى في الكُرد مجرد لاعبين محليين في مشهد أكبر تحت سيطرة القوى الكبرى.

3. التغيير في المفاهيم الكردية – من القومية إلى الاستقلال

ومع ظهور حركات كردية مستقلة في تركيا، والحركة الكردية في العراق، تطور الوعي الكردي ليُركز بشكل أكبر على الاستقلال السياسي، مع تأكيد الحقوق الثقافية، والاجتماعية، واللغوية. هذا التغيير في المفاهيم الكردية يمثل تحولًا جذريًا عن الفكرة التي طرحها أوبنهايم حول الكُرد كأداة سياسية يمكن استغلالها.
الكُرد اليوم لا ينظرون إلى أنفسهم كمجموعة من الأقليات المبعثرة، بل كمجتمع ذو هوية مستقلة تستحق الاعتراف الدولي. وهذا التغيير يتجلى في المطالب الكردية بالاستقلال الذاتي في سوريا، العراق، تركيا، وإيران، بالإضافة إلى الحركة المتزايدة من أجل الاعتراف بحقوقهم الثقافية والسياسية في تلك الدول.

4. أوبنهايم والبعد الاستشراقي في رؤية الكُرد

رغم تطور الوعي القومي الكردي، فإن الأدبيات الاستشراقية مثل التي قدمها أوبنهايم لا تزال تلعب دورًا كبيرًا في فهم السياسة الغربية تجاه الكُرد. الخطاب الاستشراقي الألماني لا يزال حاضرًا في التصوير الغربي للكُرد كأفراد يعيشون في أطر قبلية وعشائرية، مع تحديات في بناء دول قوية أو أنظمة سياسية مستقرة. هذه الصورة لا تزال تُستخدم أحيانًا لتبرير السياسات الغربية تجاه القضايا الكردية، خاصة في العراق وسوريا، حيث يُنظر إلى الكُرد في بعض الأحيان كأطراف غير قادرة على التفاوض من موقع قوة.

الاستشراق المعاصر وتفسير القضايا الكردية – التأثيرات الحالية على السياسة الغربية تجاه الكُرد

على الرغم من التغيرات الكبيرة التي شهدتها القضايا الكردية في القرن العشرين، ما زالت الأدبيات الاستشراقية المعاصرة، التي تُعيد تصوير الكُرد من خلال منظور غربي، تؤثر بشكل ملحوظ في السياسات الغربية تجاه القضايا الكردية. ومن خلال تحليل تأثير هذه الأدبيات على النظرة الغربية للكُرد، يمكننا فهم الأسباب العميقة التي تكمن وراء تجاهل أو تهميش القضايا الكردية على الساحة الدولية.

1. استمرار النظرة القاصرة

الاستشراق المعاصر لا يختلف كثيرًا عن الاستشراق التقليدي في بعض جوانبه، حيث يستمر في تصوير الكُرد كـ"شعب ضائع"، يواجه صراعات داخلية ويعيش ضمن تركيبات اجتماعية معقدة، وهو تصور يرتبط عادة بالصور النمطية التي رسّخها المستشرقون الأوائل مثل أوبنهايم، إدوارد سعيد وآخرين. الاستشراق المعاصر، رغم تطوره، يظل قائمًا على فرضيات تتجاهل التاريخ السياسي للكُرد، وتُقلل من قدرة الحركات الكردية على تحقيق الاستقلال أو حتى التأثير في السياسات الإقليمية.
ويُلاحظ أن الكُرد غالبًا ما يُصوّرون في الأدبيات الغربية كمجموعة عرقية تابعة، إما لعشائرية مشوهة أو لتقسيماتٍ غير قادرة على بناء هوية سياسية مستقلة، مما يؤدي إلى تبني مواقف غربية تتسم باللامبالاة تجاه قضاياهم القومية. وعادة ما يُنظر إلى الكُرد في هذه الأدبيات على أنهم قوة محلية لا تملك مشروعًا تاريخيًا متكاملاً، وهو ما يُظهر استمرار تأثير بعض الأيديولوجيات الاستشراقية القديمة على الفكر السياسي الغربي.

2. تأثير الاستشراق على السياسات الغربية تجاه الكُرد

تتجلى تأثيرات الاستشراق في السياسات الغربية تجاه الكُرد من خلال تجاهل حقوقهم الثقافية والسياسية، أو في كثير من الأحيان تجاهل مصالحهم بشكل كامل لصالح التحالفات السياسية مع الدول الإقليمية الكبرى مثل تركيا، العراق، إيران، وسوريا. هذه السياسات الغربية تستند في جزء كبير منها إلى رؤية تقليدية للكُرد من خلال منظار الأمن والسياسة الاستراتيجية، أكثر من اهتمام حقيقي بحقوقهم كشعب يتطلع إلى الاستقلال أو على الأقل الحكم الذاتي.
على سبيل المثال، في التحالفات الغربية في العراق وسوريا، غالبًا ما يُنظر إلى الكُرد كـ"قوة عسكرية" يمكن استخدامها في مكافحة الإرهاب، ولكنهم يُستبعدون عن الحلول السياسية الكبرى أو يُدرجون في صراعات طائفية، مما يجعلهم في بعض الأحيان ضحايا للسياسات الغربية التي تتجاهل تطلعاتهم القومية.

3. الكُرد في صلب الاستراتيجية الغربية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)

شهدت السياسة الغربية في العراق وسوريا في العقد الأخير تحولًا كبيرًا نحو استخدام الكُرد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وذلك على اعتبارهم قوة فاعلة في مكافحة الإرهاب، وهو ما قد يُظهر بعض التحولات الإيجابية في السياسة الغربية تجاههم. ومع ذلك، فإن الاستراتيجية الغربية لا تزال قاصرة عن الاعتراف الكافي بالحقوق الكردية، حيث تُستثمر قوة الكُرد العسكرية فقط في مكافحة الإرهاب، في حين تُستبعد مطالبهم السياسية المشروعة في تقرير مصيرهم أو استقلالهم.
رغم هذه التحولات التكتيكية، لا تزال السلطات الغربية تقف حائلاً أمام المطالب الكردية بالاستقلال الكامل، وتواصل دعم الأنظمة المركزية في الدول التي تضم الكُرد، مثل تركيا والعراق وسوريا، وذلك في إطار السياسات الاستراتيجية التي تأخذ بعين الاعتبار مصالحها الأمنية والاقتصادية.

4. الإعلام الغربي وصورة الكُرد

في الإعلام الغربي، لا تزال صورة الكُرد تحتفظ بعناصر استشراقية، مع التركيز على الجانب العسكري أو العشائري. غالبًا ما يُصور الكُرد على أنهم محاربون منضبطون، لكن مع إغفال تاريخهم السياسي الطويل وأيديولوجياتهم التحررية. هذه الصورة تساهم في توجيه النقاشات الغربية حول الكُرد في إطار محدود، بعيدًا عن النقاشات المتعلقة بالحقوق السياسية أو الهوية الثقافية المستقلة.
فغالبًا ما يتم تصوير الكُرد في الإعلام الغربي على أنهم أدواتٍ في صراع القوى الكبرى، بدلاً من أن يُنظر إليهم كـ شعب لديه حقوق مشروعة في تقرير مصيره، سواء على مستوى الحكم الذاتي أو الاستقلال. وهكذا تظل صورة الكُرد محصورة في الدور العسكري، ويتم تجاهل مطالبهم القومية التي هي أساس تطور الوعي الكردي الحديث.

5. التأثير في السياسات المستقبلية

على الرغم من هذه النظرة الاستشراقية المستمرة، فإنه يوجد إمكانات كبيرة لتغيير السياسات الغربية تجاه الكُرد. خاصة مع تنامي الوعي الكردي في سياق الثورات العربية والصراعات الإقليمية الحديثة، بالإضافة إلى تحولات النظام الدولي بعد الحرب على داعش. قد تكون الأدبيات الاستشراقية قد رسخت صورة ثابتة للكُرد، لكنها أيضًا تقدم مجالًا لتعديل الفهم الغربي لمكانتهم في السياسة الإقليمية والدولية. وهذا التعديل يحتاج إلى إحياء التصورات الجديدة حول الكُرد كـ شعب ذو هوية مستقلة، له الحق في تقرير مصيره.


المراجع:

1. أوبنهايم، ماكس فون. كتاب البدو.
2. باسيلي، نيكولاس. الإمبراطورية العثمانية والكُرد: الصراعات العرقية والسياسية في أواخر العصر العثماني.
بيروت: دار الساقي، 2010. ( يقدم هذا الكتاب تحليلاً حول التوترات بين الكُرد والعثمانيين، ويتناول دور الكُرد في تلك الفترة، وكذلك يسلط الضوء على رؤية المستشرقين مثل أوبنهايم).
3. دينيس، توماس. الكُرد في الشرق الأوسط: الهوية والصراع. لندن: مطبعة جامعة أكسفورد، 2015.
يتناول هذا الكتاب تاريخ الكُرد في الشرق الأوسط ودورهم في القضايا السياسية المعاصرة.
4. المللي، إبراهيم باشا. سيرة ذاتية: مذكرات قائد كردي. ترجمة دار الحوار، 1996. كتاب مذكرات إبراهيم باشا المللي، الذي نقل عنه أوبنهايم الكثير من المعلومات حول الكُرد.
5. مساعد، أحمد. الاستشراق والتحليل الاجتماعي: دراسة في منهج المستشرقين الأوروبيين. دمشق: دار الفكر، 2009. يقدم هذا الكتاب دراسة نقدية لأساليب المستشرقين مثل أوبنهايم في دراسة الشعوب الشرق أوسطية.
6. يوسي، تسفي. الكُرد والحركات القومية: دراسة تحليلية في التاريخ والسياسة. تل أبيب: مطبعة جامعة تل أبيب، 2012. يتناول الكتاب تاريخ الحركات الكردية والنظرة الغربية إليها في القرنين التاسع عشر والعشرين.
7. جانجري، يوسف. الاستشراق الكُردي: كيف أسهم الغرب في تشكيل صورة الكُرد. أربيل: منشورات جامعة كوردستان، 2018. يتناول الكتاب كيفية تأثير الاستشراق في تشكيل صورة الكُرد في الأدب الغربي.
8. فيرا، ماريا. الاستشراق الألماني وعلاقته بالكُرد: من أوبنهايم إلى العصر الحديث. برلين: دار نشر جامعة برلين، 2017. دراسة تتناول تأثير الاستشراق الألماني في تصوير الكُرد، مع التركيز على أوبنهايم.
9. غراي، إلينور. البدويون الكُرد في العصور الحديثة: تحليل اجتماعي وسياسي. نيويورك: مطبعة جامعة كولومبيا، 2008.
10. سميث، هنري. الطريق إلى الدولة الكردية: نظرة من داخل الحركات السياسية الكردية. واشنطن: مطبعة جامعة هارفارد، 2016.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!