أستشراف الأحداث: فريق الجيوستراتيجي للدراسات
اجتماع الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان في واشنطن (أواخر سبتمبر 2025) أعاد دفء العلاقات بين أنقرة وواشنطن، ورافقه تصريح علني لترامب يشيد بدور أردوغان ويتحدث عنه بصيغة مفادها أنّه «المسؤول عن سوريا» حسب مضمون الاقتباسات التي تداولتْها وسائل الإعلام. هذا التقارب الأمريكي-التركي فتح نافذة جديدة أمام أنقرة لإعادة تصميم سياساتها تجاه شمال شرقي سوريا (المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية - قسد).
في هذا المقال أحلل دوافع أنقرة، خياراتها العسكرية والسياسية الممكنة ضد قسد، القيود التي قد تواجهها، وردود فعل محتملة من جانب قسد والفاعلين الإقليميين — مع تمييز واضح بين معلومات مؤكدة ومقترحات تحليلية قائمة على المعطيات المتاحة.
في هذا المقال أحلل دوافع أنقرة، خياراتها العسكرية والسياسية الممكنة ضد قسد، القيود التي قد تواجهها، وردود فعل محتملة من جانب قسد والفاعلين الإقليميين — مع تمييز واضح بين معلومات مؤكدة ومقترحات تحليلية قائمة على المعطيات المتاحة.
السياق السياسي والدفعة العملية للسياسة التركية
أولاً، يجب قراءة نتائج لقاء واشنطن في سياق سلسلة من القضايا: ملف التسليح (خلاف F-35 وملفات التسلح الأخرى)، السعي التركي لشرعية دبلوماسية إقليمية (دور في تسوية غزة واللقاءات مع زعماء المنطقة)، ورغبة أردوغان في تحويل المكاسب الدبلوماسية إلى نفوذ عملي على الأرض السورية. تصريحات الجانب التركي والأمريكي بعد اللقاء تحدثت عن تفاهمات واسعة حول قضايا إقليمية، وما رصدته وسائل الإعلام من إشارات أن ملف سوريا كان جزءاً من المحادثات.
هذا السياق يعني أن أنقرة قد تشعر بأنها تمتلك — عُرضياً على الأقل — هامش تحرك أكبر تجاه أولوياتها الأمنية (خصوصاً «التهديد» الذي تراه في امتدادات حزب-العمال/وحدات الحماية الكردية) إذا رأت أن ثمّة قبولاً أمريكياً أو عدم اعتراض فعّال.
دوافع أنقرة لاستهداف قسد الآن
أمن داخلي: اعتبارات أمنية مرتبطة برؤية الأجهزة التركية لارتباط عناصر قوات قسد بجماعات تعتبرها أنقرة امتداداً لـ«الـPKK». هذه الحجة تُستخدم دائماً لتبرير العمليات العبر-حدودية.
مكاسب جيوسياسية-دبلوماسية: استثمار التقارب مع واشنطن لطلب تنازلات (مثل إحياء برنامج مشتريات دفاعية مثل F-35 أو تخفيف العقوبات) مقابل تنازلات على الأرض السورية.
إضعاف مشروع الحكم الذاتي الكردي في شمال-شرق سوريا وإعادة تشكيل موازين القوى لصالح أنقرة وحلفائها المحليين/الجعرافيين.
أولاً، يجب قراءة نتائج لقاء واشنطن في سياق سلسلة من القضايا: ملف التسليح (خلاف F-35 وملفات التسلح الأخرى)، السعي التركي لشرعية دبلوماسية إقليمية (دور في تسوية غزة واللقاءات مع زعماء المنطقة)، ورغبة أردوغان في تحويل المكاسب الدبلوماسية إلى نفوذ عملي على الأرض السورية. تصريحات الجانب التركي والأمريكي بعد اللقاء تحدثت عن تفاهمات واسعة حول قضايا إقليمية، وما رصدته وسائل الإعلام من إشارات أن ملف سوريا كان جزءاً من المحادثات.
هذا السياق يعني أن أنقرة قد تشعر بأنها تمتلك — عُرضياً على الأقل — هامش تحرك أكبر تجاه أولوياتها الأمنية (خصوصاً «التهديد» الذي تراه في امتدادات حزب-العمال/وحدات الحماية الكردية) إذا رأت أن ثمّة قبولاً أمريكياً أو عدم اعتراض فعّال.
دوافع أنقرة لاستهداف قسد الآن
أمن داخلي: اعتبارات أمنية مرتبطة برؤية الأجهزة التركية لارتباط عناصر قوات قسد بجماعات تعتبرها أنقرة امتداداً لـ«الـPKK». هذه الحجة تُستخدم دائماً لتبرير العمليات العبر-حدودية.
مكاسب جيوسياسية-دبلوماسية: استثمار التقارب مع واشنطن لطلب تنازلات (مثل إحياء برنامج مشتريات دفاعية مثل F-35 أو تخفيف العقوبات) مقابل تنازلات على الأرض السورية.
إضعاف مشروع الحكم الذاتي الكردي في شمال-شرق سوريا وإعادة تشكيل موازين القوى لصالح أنقرة وحلفائها المحليين/الجعرافيين.
سيناريوهات أنقرة العملية ضد قسد (من المحتمل إلى أقل احتمالاً)
أ. عمليات حدودية محدودة ومستمرة (الأرجح):
قصف جوي ومدفعي محدود، ضربات عبر قوات خاصة أو طائرات دون طيار، وتكثيف استخدام فصائل «الجيش الوطني السوري» المنضوية ضمن نفوذ أنقرة للقيام بعمليات برية محدودة داخل المناطق الحدودية. هذا النمط سبقته تركيا مرات عدة منذ 2016 (عمليات درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام)، ويخدم هدف الضغط والتفتيت دون الدخول في احتلال واسع. المرجعية التاريخية لسلوك تركيا في الشمال السوري تدعم هذا السيناريو.
ب. دفع دمشق لشن عملية ضد قسد بدعم تركي (سيناريو متزايد الاحتمال):
ظهرت تقارير ومواقف تركية تشير إلى استعداد أنقرة لدعم أي تحرك واسع من دمشق ضد القسد إذا رفضت الأخيرة تسليم السلاح أو الاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية. بعض الصحف والمحلّلين أشاروا إلى إمكانية «تعاون تكتيكي» — غير بالضرورة تحالف سياسي طويل الأمد — بين أنقرة ودمشق ضد هدف مشترك هو أولوية مكافحة المشروع الكردي المسلح. هذا المسار قد يسمح لأنقرة بتحقيق هدفها بغطاء سيادي (جيش النظام السوري) مع تقليل التكلفة السياسية المباشرة على أنقرة.
ج. عمليات برية أوسع/احتلال محدود (مخاطرة عالية):
حملة برية أوسع داخل عمق مناطق قسد هي خيار متاح تقنياً لكنه يحمل كلفة سياسية ودولية كبيرة (رد فعل أمريكي-غربي، احتمال عزل تركي، انعكاسات على صفقة التسليح). أنقرة تعلم أنّ اجتياحاً واسعاً قد يثير احتجاجات وقيوداً برلمانية في واشنطن وريما عقوبات قد تعرض أهدافها الاقتصادية والاستراتيجية للخطر. التقارير التحليلية تشير إلى أن أردوغان يوازن هذه المخاطر قبل أي قرار على هذا النطاق.
د. حرب استخباراتية وضغط سياسي واقتصادي:
عمل مكثف للاستخبارات التركية لزعزعة تماسك القيادة، استغلال نقاط الانقسام الداخلية (عرقلة عمليات التوزيع الخدمي، تمويل فصائل محلية عربية للتصعيد ضد قسد)، وحملات دبلوماسية لإصدار قرارات دولية تضع قسد تحت ضغط سياسي وقانوني. هذا خيار أقل تكلفة ويخدم أهدافاً طويلة المدى.
ه. عمليات مشتركة مع حلفاء إقليميين/دوليين (روسيا / إيران / محليين):
تنسيق محدود مع لاعبين آخرين (مثل روسيا) أو لعب دور «مسهّل» لخروج قادة أو إعادة توزيع النفوذ قد يكون جزءاً من إستراتيجية أنقرة إن توفّرت ترتيبات سياسية مع دمشق وموسكو.
قيود جوهرية تحول دون تنفيذ خيار واحد حاسم
التكلفة السياسية الدولية: مواجهة مع واشنطن أو الكونغرس قد تقوّض مكتسبات أنقرة (صفقات تسليح، تسهيلات اقتصادية). تقارير وتحليلات تؤكد أن هناك حدوداً لمدى قبول واشنطن توسيع حملة عسكرية تركية داخل سوريا لأن ذلك قد يوقِف مساعدات أو يثير انقساماً في الشركاء.
التعقيد العملياتي على الأرض: مناطق قسد ليست أحادية السُكان؛ وجود أقليات عربية وسكان محليين يعني أن أي عملية قد تواجه مقاومة محلية وخلخلة أمنية (مخاطر لعودة داعش، نزوح جديد).
الاعتماد الجزئي لقسد على دعم دولي: انسحاب أمريكي كامل أو تراجع واضح في الحماية قد يسهل على أنقرة لكن في المقابل أي اجتياح قوي قد يعيد جذب الانتباه الدولي ويُزعزع الاستقرار الإقليمي. تقارير المراكز التحليلية تشير إلى أن الاندماج السياسي لقسد مع دمشق هو أحد الحلول المطروحة لتفادي المواجهة، لكن العملية معقدة.
كيف قد تردّ «قسد» وما استراتيجيات التكيّف الواقعية؟
التسريع نحو حلول سياسية (الاندماج أو ترتيبات حكم محلي): تقارير رسمية وتجارية تشير إلى ضغوط دولية ودعوات لاندماج قسد مع الأجهزة السورية كحل لتفادي المواجهة المسلحة، لكن هذا يواجه رفضاً داخلياً وخشية من عدم ضمان الحماية للمكوّن الكردي.
تعزيز الدفاع المحلي والجاهزية لعمليات هجومية مضادة صغيرة النطاق: تعزيز البنية العسكرية غير النظامية، التحصّن في مناطق حضرية، وتوسيع التحالفات المحلية.
التحوّط دبلوماسياً: تنويع الضمانات الأمنية (الولايات المتحدة، روسيا، دول أوروبية) ومحاولة إبرام اتفاقات إقليمية تقلل من احتمال التدخل التركي.
الاستعداد لسيناريو «دمشق بدعم تركي»: إذا قامت دمشق بتحرك برّي بدعم تركي، ستحتاج قسد لخطط احتواء وتموضع سياسي سريع لتجنّب استنزاف طويل.
التكلفة السياسية الدولية: مواجهة مع واشنطن أو الكونغرس قد تقوّض مكتسبات أنقرة (صفقات تسليح، تسهيلات اقتصادية). تقارير وتحليلات تؤكد أن هناك حدوداً لمدى قبول واشنطن توسيع حملة عسكرية تركية داخل سوريا لأن ذلك قد يوقِف مساعدات أو يثير انقساماً في الشركاء.
التعقيد العملياتي على الأرض: مناطق قسد ليست أحادية السُكان؛ وجود أقليات عربية وسكان محليين يعني أن أي عملية قد تواجه مقاومة محلية وخلخلة أمنية (مخاطر لعودة داعش، نزوح جديد).
الاعتماد الجزئي لقسد على دعم دولي: انسحاب أمريكي كامل أو تراجع واضح في الحماية قد يسهل على أنقرة لكن في المقابل أي اجتياح قوي قد يعيد جذب الانتباه الدولي ويُزعزع الاستقرار الإقليمي. تقارير المراكز التحليلية تشير إلى أن الاندماج السياسي لقسد مع دمشق هو أحد الحلول المطروحة لتفادي المواجهة، لكن العملية معقدة.
كيف قد تردّ «قسد» وما استراتيجيات التكيّف الواقعية؟
التسريع نحو حلول سياسية (الاندماج أو ترتيبات حكم محلي): تقارير رسمية وتجارية تشير إلى ضغوط دولية ودعوات لاندماج قسد مع الأجهزة السورية كحل لتفادي المواجهة المسلحة، لكن هذا يواجه رفضاً داخلياً وخشية من عدم ضمان الحماية للمكوّن الكردي.
تعزيز الدفاع المحلي والجاهزية لعمليات هجومية مضادة صغيرة النطاق: تعزيز البنية العسكرية غير النظامية، التحصّن في مناطق حضرية، وتوسيع التحالفات المحلية.
التحوّط دبلوماسياً: تنويع الضمانات الأمنية (الولايات المتحدة، روسيا، دول أوروبية) ومحاولة إبرام اتفاقات إقليمية تقلل من احتمال التدخل التركي.
الاستعداد لسيناريو «دمشق بدعم تركي»: إذا قامت دمشق بتحرك برّي بدعم تركي، ستحتاج قسد لخطط احتواء وتموضع سياسي سريع لتجنّب استنزاف طويل.
السيناريوهات المتوقعة والتقييم الاحتمالي (تقديري تحليلي)
1) عمليات حدودية ومحدودة + ضغط مستمر باستخدام «السلاح غير المقاتل» (دبلوماسي — اقتصادي)
التقييم الاحتمالي: أعلى احتمال (≈50–65%)
الملخص: أنقرة تواصل مزج ضغوط دبلوماسية، عقوبات/قيود اقتصادية، وعمليات عسكرية محدودة عبر الحدود (استهداف مواقع محددة، غارات جوية أو ضربات استطلاع، عمليات أمنية سريعة عبر الحدود)، مع تجنّب تكاليف احتلال واسع أو اشتباكات طويلة. هذا الخيار يحقق لأنقرة هدفين أساسيين: إظهار إرادة ردع ضد القسد/القيادات الكردية دون تحميل نفسها كلفة استراتيجية باهظة على المستوى الدولي والاقتصادي.
لماذا هذا الاحتمال الأعلى؟
يقلل التكاليف السياسية واللوجستية مقابل تحقيق أثر ميداني وسياسي محدود.
يترك لأنقرة هامشًا دبلوماسيًا مع واشنطن (يمكنها الاستفادة من لقاءات رفيعة المستوى لشدّ الطوق على القسد سياسياً بدل مواجهة مباشرة مكلفة). هذا التوازن يظهر في المعاملات الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن مؤخرًا.
مؤشرات تحوّل السيناريو إلى واقع: تكثيف بيانات التحذير الرسمية من أنقرة، زيادة المداهمات عبر الحدود، ضربات جوية محدودة، حملات إعلامية سياسية واقتصادية ضد مناطق الإدارة الذاتية، تزايد التعاون الأمني/الاستخباري مع دمشق أو فصائل سورية موالية لتركيا.
2) دفع دمشق لعمل واسع ضد قسد مع دعم تركي (تعاون تكتيكي — لا يتحول إلى اجتياح تركي مباشر)
التقييم الاحتمالي: متوسط إلى مرتفع (≈25–40%)
الملخص: أنقرة قد تُفضّل تحريك دمشق — سياسياً أو عسكرياً — لتتولى عمليات برّية أوسع ضد القسد، بينما تظل تركيا داعماً لوجستياً أو استخباراتياً أو توفر غطاء سياسي/دبلوماسي. هذا سيناريو «تكتيكي مشترك» لا يستلزم بالضرورة تدخلًا تركيًا بأحجام كبيرة على الأرض.
لماذا هذا الاحتمال معقول؟
هناك معطيات عن تزايد القنوات وتفاهمات أمنية/عسكرية بين أنقرة ودمشق مؤخراً (مذكرات تفاهم/اتفاقيات أمنية)، إضافة إلى رغبة تركية في تمرير التكلفة والصدام المباشر لجهة ثالثة عندما يكون ذلك ممكنًا.
دمشق قد تجد منفعة في إعادة توسيع نفوذها بشرق الفرات (سياسياً ورمزياً)، خاصة إن حصلت على دعم لوجستي أو إمكانيات عسكرية تُقدّمها أنقرة.
مخاطر وقيود: قدرة دمشق التعافي لعمليات واسعة محلّيًا (مؤسساتياً ولوجستياً)، رغبة الولايات المتحدة في منع مواجهة مباشرة قد تُردع دمشق أو تحدّ من دعم أنقرة علنًا، مخاطر تصعيد محلي تزيد من عودة نشاطات الجهاديين أو تدفق نازحين.
مؤشرات تحوّل السيناريو إلى واقع: توقيع أو تطبيق اتفاقيات تدريب وتسليم معدات لسلاحٍ سوري، ظهور وحدات سورية تجهّز لعمليات شرق الفرات، انخفاض واضح في تغطية واشنطن أو رسائل أميركية متذبذبة، دعم تركي لوجستي/استخباراتي معلن أو مسرّب.
3) اجتياح واسع وكامل النطاق من قوات تركية (عملية احتلال/اجتياح شامل)
التقييم الاحتمالي: أقل احتمال (≈5–15%) — لكنه ممكن في حالات تغيير مفاجئ للحسابات
الملخص: مهاجمة تركيا واسعة النطاق واحتلال شريط كبير داخل مناطق قسد يتطلب قرارًا سياسيًا واستعدادًا لوجستيًا كبيرًا وتحمّل تبعات دبلوماسية واقتصادية كبيرة (عقوبات، تقليب بعض التحالفات، ردود فعل إقليمية ودولية). لذلك هذا الإجراء «مكلف» وغير مفضّل ما لم تتغير قواعد اللعبة (انهيار مفاجئ في الموقف الأميركي، أو ضوء أخضر ضمني من طرف ثالث، أو أزمة داخلية في القسد تُسهّل العملية).
لماذا الاحتمال منخفض؟
التكلفة الدولية والسياسية لاحتلال واسع كبيرة (نموذج التدخلات السابقة يبيّن ذلك).
واشنطن نهجها العام إزاء الوجود التركي في مناطق سورية حساس، وقد تردع أو تفرض شروطاً على أنقرة إن حاولت تصعيداً واسعاً. تقارير وتحاليل توضح أن واشنطن تحاول إدارة ملف سوريا بالتنسيق مع أنقرة مع الحفاظ على قواعد أساسية لدعم الاستقرار ومكافحة داعش.
مؤشرات تحوّل السيناريو إلى واقع: إذن واضح/صريح من دوافع داخلية تركية (هجمات داخلية أو هجمات ضد أهداف تركية تُغيّر حسابات المخاطر)، انخفاض تواجد أو موقف أميركي منع للتدخل، أو اتفاقيات سرّية/علنية تُغيّر موازين القوى (مثلاً نقل معدات لوجستية بكثافة، نشر أعداد كبيرة من القوات على الحدود).
المقارنة الزمنية والتدرج المحتمل (مسارات التنفيذ)
فترة قريبة (أسابيع–أشهر): بيان رمزي، ضغوط دبلوماسية، ضربات محدودة، تفاهمات سرية بين أنقرة ودمشق، حملات إعلامية. (أعلى احتمال.)
متوسطة (أشهر إلى سنة): عمليات برية محدودة قصيرة المدى بدعم دمشق، جهود دمج/تسوية سياسية مع فصائل محلية، تطبيق اتفاقات تدريب/تسليح. (متوسط احتمال.)
بعيدة/طوارئ: اجتياح واسع في حال تغيرات مفاجئة وحاسمة في البيئة السياسية أو العسكرية. (أدنى احتمال لكن ليس صفراً.)
مخاطر ثانوية يجب مراقبتها
تصاعد شبكات المقاومة المحلية أو تجدد خلايا داعش كرد فعل على الفراغ الأمني.
موجات نزوح كبيرة وضغط إنساني يجبر أطرافاً دولية على التدخل السياسي أو الإنساني.
تحوّل ميزان العلاقات الإقليمية (تعاون روسي-تركي أو خلافات) الذي قد يسرّع أو يعرقِل أي تحرّك.
خاتمة واستنتاجات سريعة (موسعة)
لقاء واشنطن أعاد لأنقرة هامشاً دبلوماسياً يمكن تحويله إلى نفوذ عملي ضد القسد، لكن كل قرار عملي وجيني (عسكري واسع) يخضع لمعادلة صعبة: مكاسب أرضية قصيرة المدى (إضعاف قدرة السلاح المنظم لدى قسد، مكاسب رمزية وسياسية داخل تركيا) مقابل تكاليف دولية طويلة المدى (عقوبات محتملة، توتر مع واشنطن وحلفاء آخرين، تداعيات على العلاقات الإقليمية والاقتصاد). لذلك الأرجح أن أنقرة ستختار مزيجًا متدرّجًا من الأدوات: ضغط دبلوماسي مستمر، عمليات حدودية محدودة، وحثّ دمشق على اتخاذ خطوات برية أوسع لكن تحت غطاء سياسي أو عملي يقلّل من تعرّض تركيا لكلفة مباشرة. هذا المزيج يحقق لها أقصى فائدة ممكنة بمخاطر مُقيدة ويمنحها مرونة الانسحاب أو التصعيد وفق تطورات الموقف الأميركي والدولي.
مؤشرات مبكرة (قابلة للقياس) ترفع أو تخفض الاحتمالات — راقبها عن كثب
رسائل ومواقف رسمية من واشنطن: هل تصاعد لغة الدعم لقسد أم دعمت مزيداً من الضغوط على القسد؟ (تغيّر هذه الرسائل يغير الاحتمالات فورًا).
إعلانات أو تطبيقات اتفاقيات تركية-سورية (تسليح/تدريب) — إذا بدأت أنقرة بتسليم معدات أو تدريب وحدات سورية بشكل علني، يزيد احتمال سيناريو الدفع نحو دمشق.
ضربات أو حوادث عبر الحدود: تزايد عدد الضربات أو حجمها يشير إلى تحوّل من «ضغوط رمزية» إلى تكتيكات عسكرية عملية.
تحرّكات قوات سورية محلية/إنشاء محاور هجومية: تجهيز وحدات برية سورية شرقي الفرات أو إعلان تشكيلات جديدة.
تقلّب موقف دول إقليمية (روسيا/إيران/إسرائيل): أي تغيّر جوهري في مواقف هذه الدول قد يعيد رسم الخطوط الحمراء أو المرجعيات في المنطقة.
