البوليس الألماني والتضييق على مظاهرات روجآفا ومنع أعلام YPG

آدمن الموقع
0


خاص – الجيوستراتيجي

لم يكن يتوقع أحد أن يتدخل الأمن الألماني بهذا الشكل العنيف في مظاهرة أقامه الجالية الكردية في العاصمة برلين، حيث كانت المظاهرة مرخصة وبشكل قانوني، وكانت مضبوطة من قبل اللجنة المنظمة التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD.
ظاهرة منع الأعلام الكردية المتعلقة بالجزء الشمالي من كردستان / تركيا / في ألمانيا، أمر ربما يستوعبه الجالية الكردية، بحكم السياسة الألمانية الواضحة وعلاقاتها مع تركيا، إلا أن منع الأعلام التابعة لإدارة روجآفا ووحدات حماية الشعب YPG  التي تتحالف مع التحالف الدولي ضد الإرهابي في سوريا، والدولة الألمانية جزء من هذا التحالف، أي أن مسألة منع رفع أعلام الوحدات في ألمانيا وبنفس الوقت يشارك الجيش الألماني مع الوحدات في سوريا، امر غير منطقي ولا يمكن أستوعابه!؟.
إن قضية منع أعلام حزب العمال الكردستاني في ألمانيا يعود إلى بداية التسعينيات القرن العشرين حينما ادرجت الدول الغربية الحزب على قائمة الإرهاب، وذلك تماشياً مع المطالب التركية في محاربة الشعب الكردي، في ظل صمت وتأييد غربي لها، ولعلى طبيعة العلاقات الألمانية التركية العميقة لها دور مستمر في هذه القضية إذ إن السلطات الألمانية قبل فترة قليلة منعت صور الرموز والاعلام المتعلقة بوحدات حماية الشعب وروجآفا، بعد أن كانت صور عناصر وحدات حماية الشعب YPG منتشرة في الشوارع واللوحات الإعلانية داخل المحطات والمعارض ومحببة لدى الشعب الألماني الذي عبر عن حبه ووقوفه مع ثورة روجآفا والانتصارات التي تحققت في كوباني وفي عموم روج افا وشمال سوريا، لكون هذه الانتصارات على الإرهاب الذي يهدد الدول الغربية. إلا أن قرار منع أعلام روجآفا و YPG وتطور ذلك إلى التدخل بهذا الشكل العنيف في مظاهرة سلمية أقيمت اليوم 17.6.2017 حيث تدخل البوليس الألماني بالهروات والعصي والقيام بضرب المتظاهرين السلميين والنساء وجرح عدد منهم وإعتقال العشرات رغم إن المظاهرة قد انتهت في وقتها وكاد الناس يتجهون إلى منازلهم، إلا أن تحركات البوليس هو تصرف غريب وغير منطقي ويتناقض مع الديمقراطية التي يتباهى به هذه الدولة، وإن كنا نتفهم قضية منع اعلام حزب العمال الكردستاني لإرضاء تركيا أو لوقف اي صدام كردي تركي داخل ألمانيا في ظل سيطرة الأتراك على الكثير من مقاليد الشركات والإدارات في المانيا، بعد المشاكل التي وقعت بين الأتراك والألمان حول هذه المسالة، ربما يكون إجراء يستوعبه الجالية الكردية، ولكن ما علاقة تلك السياسيات الألمانية بالأعلام والرموز الكردية المتعلقة بروجآفا؟.
وما يدعو للاسف والحيرة هو ممارسة بعض الدول الأوروبية سياسية كيل بمكيالين حيال هذه القضية، وكإنها تجنح للدولة التركية وضغوطاتها في محاربة الشعب الكردي بروجآفا، بحكم إن الكرد في ألمانيا ملتزمون بالقوانين، ومظاهراتهم وتحركاتهم السليمة تكون مرخصة، ومن الطبيعي ان تخرج هناك مظاهرات ضد الإرهاب الذي يقود حرباً ضد الكرد سواء الداعش او الجهات التي تدعمها.
ومن المنطق ان تعيد الدولة الألمانية سياساتها وتصرفاته حيال هذه القضية، وعدم الإصغاء إلى الضغوطات التركية.

وفي المقابل يتطلب من الجالية الكردية الهدوء واللجوء إلى الوسائل القانونية لوقف هذه التجاوزات بحقهم، لأن العامل التركي يحاول إفتعال كافة القلاقل لإثارة اي غضب كردي ضد الدولة الألمانية.. لهذا ليكن الكرد حظريين من هذه النقطة - والهدوء هو أفضل وسيلة لتفادي هذه المسألة.

17.6.2017

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!