جريدة البوابة المصرية : حوار مفتوح مع الباحث والسياسي الكردي إبراهيم كابان حول إستفتاء كردستان العراق.

آدمن الموقع
0


المصدر: وكالة وجريدة البوابة المصرية
أجرى الحوار: الإعلامي عمر رأفت


في الوقت الذي يتوجه الأكراد للاستفتاء على انفصال أقليم كردستان العراق، عن الحكومة المركزية في بغداد، اليوم الثلاثاء، تعالت بعض المواقف الدولية في الأيام الأخيرة لرفض الاستفتاء والمناداة بعدم مشروعيته، إلا أن أخرون كان لهم رأى آخر، حيث يقول، ابراهيم كابان، وهو باحث وناقد سياسي كردي بمركز الدراسات الكردية بالمانيا، إن واشنطن ضمنيًا تدعم الاستفتاء في إقليم كردستان العراق رغم معارضتها العلنية، وكذلك معظم الدول الغربية.
وأوضح "كابان" في حواره لـ"البوابة نيوز"، أن انفصال كردستان لن يتوقف على العراق، بل أن هذا السيناريو قد يتكرر في شمال سوريا وإيران وتركيا، ومناطق أخرى، وإلى نص الحوار: 

♦ لماذا تم المطالبة باستقلال كردستان.. وما أسبابه ؟
في اعتقادي إن تهرب حكومة بغداد من واجباتها المتفقة عليها وفق الدستور، سواء حصة إقليم كردستان من المخصصات المالية إلى عدم حل القضايا العالقة بين المركز والإقليم بالنسبة للمناطق المتنازعة عليها، هو ما قاد إلى هذا الأمر، حيث تعرضت مناطق شاسعة من كردستان إلى عمليات التهجير والقتل والتدمير قبل ثلاثة عقود من قبل النظام البائد، ولإعادة سكانها الأصليين وحل هذه الإشكالية تم وضع المادة 140 في الدستور الفيدرالي العراقي، ومدة زمنية لإنجاز ذلك، إلا أن تهرب بغداد من هذه الاتفاقيات بإيعاز من إيران خلق إشكاليات كثيرة وفقدان الثقة بين بغداد وإقليم كردستان.
كما أن هذا لا ينفي التوجه والمزاج العام لدى أكراد العراق إلى إعلان دولة مستقلة على غرار الشعوب الأخرى في الشرق الأوسط.

♦ هل نعتبر هذا الاستقلال ورقة ضغط أم طلب حقيقي بالإنفصال؟
الحركة التحررية الكردية خلال قرن كامل كافحت وناضلت في سبيل تحرير كردستان، أي أن المزاج الكردي العام يطمح إلى إقامة دولة مستقلة، ولكن تطلب لذلك ظروف موضوعية متعددة، لهذا فإن مشاكل إقليم كردستان مع بغداد تسببت في توجيه الكرد إلى خيار الاستقلال، وأعتقد أنه خيار حقيقي إذا توفرت الظروف، وإن كان ذلك مجرد ورقة ضغط لحلحلة المشاكل العالقة فهذا أيضًا جيدًا، المهم في المحصلة يكون هناك حل.

♦ كيف سيكون مستقبل الأكراد بعد الانفصال.. وهل سنشهد تدخل عسكري نتيجة لذلك؟
لا أعتقد أن يكون هناك تدخل عسكري كبير للدول التي تعارض استقلال كردستان العراق، ولكن لا استبعد بعض المناوشات والتهديدات والمواجهات الصغيرة، لأن المشكلة الكردية ليست في العراق وحدها وإنما أكبرها في تركيا وأيضًا إيران، والحراك الكردي هناك لا يقل عن التحركات الكردية في العراق، وإن حصل تدخلًا عسكريًا فإن الشرق الأوسط ستشهد حربًا عالمية أكثر عنفًا مما حصل في سوريا، في ظل العلاقات الكردية المتنامية مع القوة الكبرى، وتطور الحالة السكرية الكردية في سوريا والعراق.

♦ وماذا عن معارضة أغلب دول الجوار العراقي كإيران وتركيا؟
معظم الدول حول إقليم كردستان العراق لديها مشكلة كردية لم تجد طريقها للحل، وتعتبر تلك الدول إن تطور القضية الكردية في العراق ستنعكس بشكل مباشر على القضية الكردية في تركيا وإيران في الوقت الذي تطور الوضع الكردي في شمال سوريا، هذه الدول بدل أن تبحث عن حلول للقضية الكردية لديها فهي ستحاول منع التطور الكردي في العراق وسوريا أيضًا، إلا أن الظروف الدولية والإقليمية والوضع الكردي المتطور أوجد بحكم القوة سبل تطور القضية الكردية ومفرزاتها، ولا يمكن أن تستمر تلك الدول بالتغاضي عن القضية الكردية لديها.
أما بخصوص تأثير التحركات التركية والإيرانية، أعتقد لم تجد نفعًا أمام الأزمات الداخلية لديها، فالحراك الكردي داخل تركيا متطور جدًا وإن تجرأت تركيا على التدخل بالقوة في إقليم كردستان العراق فإن الداخل التركي مهدد بأزمة ومواجهات كردية تركية، وهذه الحال نفسها في إيران، فيما إن الطريق الأسلم لتلك الدول هو البحث عن حلول سلمية بعيدًا عن العنف، ومن المفترض أن تبني أفضل العلاقات مع الكرد بدلًا من التهديدات، لأن الدولة الكردية قادمة لا محال.

♦ المحكمة العليا العراقية أمرت بوقف الاستفتاء.. من أين تأتي المشروعية؟
قرار الاستقلال أمر منوط بأكراد العراق، فهم الذين قارعوا الانظمة الاستبدادية وكانت كردستان مأوى لجميع الثوار العراقيين إبان النظام البائد، ويتمتعون بحكم ذاتي منذ 1991 وصولًا إلى فيدرالية معترفة بها دوليًا بعد 2003. والمشكلة تكمن في محاولة حلفاء إيران السيطرة على كامل العراق، بعد سيطرتهم على الموصل ومحافظة الرمادي الذات الغالبية السنية، وبما أن كردستان العراق أصبحت سدًا أمام المشاريع الإيرانية فإنها من خلال البرلمان العراقي أو المحكمة العليا يحاولون الضغط لإيقاف إستقلال كردستان، وأعتقد هذه القرارات الصادرة لن تغير مجريات الاستفتاء، والقرار الأول والاخير في أربيل وليس بغداد.

♦ إن حدث الانفصال.. ما هي التحركات التي سيقوم بها الأكراد في المستقبل؟
إن كنت تقصد أكراد العراق فمن الطبيعي أنهم سيبنون دولتهم ويطورون نظامهم الإداري والتنظيمي والإقتصادي، إلى جانب التمثيل الدبلوماسي، وتطوير علاقاتهم واتفاقياتهم الإقليمية والدولية كأي دولة مستقلة.
وإذا كنت تقصد عموم الكرد في الشرق الأوسط، فإن الحالة الكردية في تركيا تشهد تطورًا ومواجهات عنيفة بين الأكراد والنظام التركي، هناك مواجهات عسكرية عنيفة، وحراك سياسي كردي سلمي، وهناك عنف وقمع تركي مستمر بحق المدنيين الأكراد، واعتقال العشرات من البرلمانيين الأكراد من حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، ولعل الحراك الجاري سينتج عن وضع كردي أكثر تطورا مع تبلور القضية الكردية في المحيط. فيما تشهد إيران الحالة نفسها، وبين فينة وأخرى تقع هناك انتفاضات كردية ضد نظام الملالي، وفي حال تطور القضية الكردية في العراق وتركيا وسوريا فإنها ستنعكس بشكل إيجابي على أكراد إيران، وستكون بوابة لرفع سوية النضال المشروع هناك. وبالنسبة لسوريا فإن القضية الكردية تطورت إلى إدارة حكم ذاتي، وهناك تطورات جارية لأن تكون سوريا فيدرالية ويكون الوضع الكردي مماثل لما عليه الوضع في العراق، فيما إن الطرح الكردي في سوريا يختلف عن العراق، ولكل جزء من كردستان ظروف موضوعية يمكن من خلالها الكرد التعامل مع الاحداث وتطوراتها.

♦ وكيف ستتعاملون مع دول الجوار ولديها رفض مسبق للأمر؟
التمدد الإيراني في العراق وسوريا وصولًا إلى لبنان، وتبلور الهلال الشيعي على حساب السنة، والتبعية العمياءة التي يبديها الجماعات الشيعية في هذه المنطقة، تشكل بطبيعتها الإستراتيجية خطرًا على الأمن القومي العربي، فالنظام في سوريا يتبع لإيران وكذلك في العراق وحزب الله في لبنان، وبذلك سيكون موقفهم تابع لقرارات طهران التي بدورها تعادي أي تطور للقضية الكردية من باب إن الكرد الغالبية من المذهب السني والتآلف مع محيطهم العربي السني أكثر ممكنًا على حساب التمدد الإيراني الذي يهدد الشرق الأوسط برمتها، من هنا الواجب على الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات دعم الأكراد الذين باتوا حصنًا منيعًا في الدفاع عن العرب السنة أمام السيطرة الإيرانية على النظامين العراقي والسوري، ويمكن ملاحظة ذلك في التأيد العربي السني في سوريا والعراق للعلاقة مع الأكراد، حيث تشكل في شمال سوريا تحالفًا كرديًا عربيًا في مواجهة التمدد الإيراني وأطماع السلطنة التركية.

♦ كيف يمكن لواشنطن التأثير في هذا الأمر خاصة أنها ترفض هذا الأمر بشكل كبير؟
واشنطن ضمنيًا تدعم الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، وكذلك معظم الدول الغربية، وإن كانوا لا يفعلون ذلك في الإعلام خشية تعرض علاقاتهم مع بعض الدول المعنية في الشرق الأوسط، إلا أن الواقع العملي والدعم الذي يتلقاه إقليم كردستان من أمريكا وأوروبا كبير جدًا.
ويمكن رؤية ذلك في شمال سوريا، حيث لم تعلن أمريكا وأوروبا بشكل رسمي اعترافهم بإدارة الحكم الذاتي للأكراد، بينما تزودها يوميًا بالاسلحة الثقيلة والمساعدات التي تمكن قوات سوريا الديمقراطية والمجالس المدنية في تنظيم  وبناء إدارة وسلطة وحكم.
-----------------------------------
يمكنكم قراءة الحوار الكامل على صفحة جريدة البوابة المصرية من هذا الرابط"
http://www.albawabhnews.com/2727707


26.9.2017

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!