دور الفن والموسيقى والرياضة في التصدي للفكر المتطرف والإرهاب

آدمن الموقع
0


احذروه فهو يكره الموسيقى" هي مقولة خالدة لفولتير قالها ليهاجم متطرفي الكنيسة في عهده وفي كل العهود، وانا اتعجب لماذا يكره الارهابيون والمتطرفون الفن والموسيقى والأدب والرياضة ويعتبرون ان تلك الأنشطة تفتح أبواب الشيطان وتحرض على الرذيلة علاوة على انها مضيعة للوقت.
قد رأيت مرة احد فقهاء الاٍرهاب على التليفزيون وهو يقول بمنتهى الثقة :"وكما تعلمون بالطبع فان الموسيقى حرام باجماع الفقهاء" فقلت له الله يهديك.
لذلك فاني ارى تطبيق المثل العربي على المتطرفين والارهابيين على طريقة :"دواني بالتي كانت هي الداء" فما داموا يكرهون الفن والموسيقى والرياضة والأدب لذا فاني اعتقد ان هذه الأنشطة جميعا او منفردة قد تكون من أفضل الوسائل لمقاومة المتطرفين والارهابيين.
اما من انخرط في الاٍرهاب سواء ارهاب فردي ام ارهاب جماعي وتلوثت يديه بالدماء فان هذا مصيره يكون اما السجن او القبر حيث ان فرص علاجه بالموسيقى تكاد تكون منعدمة حتى فرص علاجه بالصدمات الكهربائية تكاد تكون منعدمة ، مثل هولاء لا يصلح معهم الا عمليات غسيل مخ ومن الأفضل عمليات "نقل مخ".
والامل هو علاج بعض المتطرفين والذي لم يتم تلوث افكارهم تماما، كما انه ام يتم تلوث أيديهم بالدماء، وايضاً من الأفضل يتم التركيز على الأطفال والمراهقين والشباب.
الموسيقي والفن هما غذاء الروح والهام المحبين، وللاسف فان العديد من المدارس الحكومية في العالم العربي والإسلامي قد تجاهلوا وأهملوا تدريس الموسيقى حتى ان بعض المدرسين المتطرفين قد قاموا بإلغاء حصص الموسيقى من أنفسهم بدون الرجوع الى وزارة التعليم، ولم يتم معاقبتهم وربما تم ترقيتهم حيث ان العديد من المتطرفين قد تسربوا بل وتغلغلوا في وزارات التعليم لأنهم أدركوا خطورة تغيير المناهج في اتجاه التخلف والتطرف لأنهم بذلك يخلقون جيشا من الاتباع والمريدين.
في العالم العربي ملايين المساجد ومن المفروض ان تلك المساجد تنشر الهداية وترشد الناس الى كيفية عبادة الخالق وتنشر تعاليم الاسلام من وحدانية الله الى الصلاة والصوم والحج وأداء الزكاة كل هذا بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن للأسف استغل البعض المساجد لنشر افكارهم السياسية المتطرفة ونشر ثقافة الكراهية ورفض الاخر وتجنيد المراهقين والشباب الى جيوش الاٍرهاب والقتل والاحزمة الناسفة ، حتى انه كان هناك مسجد بالعراق يعلم الشباب كيفية صناعة القنابل داخل المسجد، كما ان البعض استخدم المساجد لتخزين الأسلحة والبعض الاخر استغل مآذن المساجد لإطلاق الرصاص على معارضيه.
فكيف يمكن مقاومة الاسلام السياسي المتطرف والذي يستغل تلك المساجد كمقار حزبية له، ولا يوجد اي حزب سياسي في العالم له مثل هذا العدد المهول من المقار الحزبية ولا حتى الحزب الشيوعي السوفيتي في ايام مجده.
الحل هو في المدارس، المدارس عددها في الغالب يفوق عدد المساجد، وفي المدرسة نستطيع تحقيق التوازن بين التطرّف والسماحة وبين الخير وبين الشر وبين الاٍرهاب والتعايش . في المدرسة نستطيع تعليم الأطفال منذ نعومة أظافرهم كيف يتقبلون الاخر ونستطيع ان نعلمهم الموسيقي و نستطيع ان نعلمهم الرسم والتمثيل والتصوير والنحت وكل انواع الفنون ونستطيع ان نطلق مواهبهم في اتجاه الخير والجمال والحق بدلا من ان يطلقها الارهابيون في اتجاه الشر والقبح والقتل.
المدرسة هي الأمل في اعادة إنسانية اطفالنا وشبابنا وهي المكان الطبيعي لكل يتعلم الأولاد والبنات تاريخ البشرية جمعاء وليس تاريخ فترة محددة ، يجب ان يتعلم الأطفال كل الاديان اليهودية والمسيحية والإسلام والبوذية والكونفوشية وغيرها من الاديان، ويجب ان يتعلم الأطفال والشباب بان المصريين القدماء والصينيين والاشوريين والفينيقيين والفرس والرومان والإغريق والعرب والهنود والانجليز والاوربيين والامريكيين كلهم اسهموا لبناء الحضارة الحديثة والتي نشاهدها اليوم وليس هناك فضل لأحد على الاخر الا بمقدار ما قدم للانسانية.
وغير المدرسة هناك العديد من دور الثقافة والمكتبات العامة والمسارح ودور السينما كلها أماكن تنير الفكر وتقاوم التطرّف والتخلف.
ونحن نرى مدى اهتمام الشباب بالرياضة، وتشجيع الشباب للفرق الرياضية المختلفة وهو امر يجب تشجيعية بشرط الا يتحول الى التعصب المقيت والعنف في بعض الأحيان
وكما قيل قديما فان العقل السليم في الجسم السليم، لذلك فان الاهتمام بإنشاء المراكز الرياضية وبالذات في الأحياء الفقيرة وكذلك انشاء الحدائق العامة المفتوحة مجانا ، وصدقوني فان كل تلك الأماكن ستقاوم التطرّف بدون اي تدخل من اي طرف أمني او حكومي، لان الانسان بطبيعته يحب الترفيه عن نفسه وعن أسرته وبدون وجود مناطق ترفيهية شبه مجانية او مجانية فان الناس لا يجدون متنفسا لهم حينئذ سوى المساجد حيث يتلقفهم مشايخ الاٍرهاب ويبدأوا في تجنيدهم.
.والأدب والفن له دور هام جدا في مقاومة التطرّف والارهاب ، اذكر فيلم الاٍرهاب والكباب لعادل امام وكيف تناول التطرّف والارهاب بشكل كوميدي جميل بدون التطرق للعقيدة، وكذلك شاهدت في رمضان الماضي على اليوتيوب حلقة من مسلسل رائع للمثل الكوميدي السعودي ناصر القصبي وفيه هاجم تنظيم داعش بمنتهى الجراة وترك اثرا كبيرا في نفوس كل من شاهده وجعلهم يكرهون داعش واخواتها الامر الذي ازعج قيادة داعش فاصدروا تهديدا بالقتل لبطل المسلسل ومخرجه. والكوميديا هي من أقوى الأسلحة ضد التطرّف والارهاب فهي تدخل القلب مباشرة.
..املنا كبير في الفن والرياضة والأدب والموسيقى لمقاومة التطرّف والارهاب ولكن يجب ان نبدأ من الحضانة!!

أ. هالة حكيم
عضو بالمركز الدولي لحوار الحضارات والأديان والتعايش السلمي

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!