عفرين .. بداية نهاية الأطماع العثمانية الجديدة

آدمن الموقع
1


دلشاد مراد

بلغت مستويات الاضطراب والهيستيريا لدى أركان الطغمة الحاكمة في تركيا مداها الأعظمي في الأيام الأخيرة، من خلال التهديد والوعيد بتدمير مدينة عفرين على رؤوس قاطنيها إن لم تستسلم لهم وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية.
في الحقيقة لم تكن تلك التهديدات مفاجئةً للرأي العام في شمال سوريا التي تدرك أن إنجازات قوات سوريا الديمقراطية بتحرير المزيد من الأراضي السورية من دنس مرتزقة العصر – داعش- ولاسيما في الريف الشرقي لدير الزور في الآونة الأخيرة، وفشل كل المحاولات التركية ودوائرها الاستخباراتية في شق صف شعوب الشمال السوري وإحداث الفتن بينها ولا سيما في منطقة منبج، وفشل سياساتها في بناء مناطق نفوذ لها في إدلب وريف حلب بعد أن خسرت مرتزقتها في تلك المناطق (جبهة النصرة ونظائرها) الكثير من القرى لصالح قوات نظام البعث، كان كفيلاً بقض مضاجع أركان الطغمة التركية الحاكمة، فما كان لها إلا أن صعَّدت من لهجتها ضد شعوب شمال سوريا وإطلاق تهديدات ووعيد باحتلال منطقة عفرين خلال فترة أسبوع.
ولكن لماذا وضعت تركيا عفرين في دائرة استهدافها المباشر؟
لسنا هنا بوارد التذكير بالأطماع التركية القديمة الجديدة في الشمال السوري والمنطقة عموماً، فأردوغان وطغمته الحاكمة يكررون الدور الموكل إليهم إبان الربع الأول من القرن العشرين من قبل الدوائر العالمية الحاكمة، الجميع يعلم نتائج ذلك الدور التآمري على الشعوب الأصيلة في المنطقة، وتسببت في تلك الفترة بمذابح ومجازر يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعوب الأرمنية والسريانية والآشورية والكردية والكلدانية والعربية والأرناؤوط، وقد كانت تلك السياسة تنفذ على مرأى من العالم أجمع.
في تلك الفترة استطاعت الطبقة التركية الحاكمة «مصطفى كمال أتاتورك وطغمته» تفتيت شعوب المنطقة واستخدام فئات من شعوب المنطقة نفسها في أتون سياسة الإبادة في تلك الفترة. ولذلك نجحت السياسة القذرة لتركيا القوموية الشوفينية في إبادة قسم كبير من أبناء شعوب المنطقة دون أي رحمة تذكر أو حتى كلمة ندم إلى الآن من الطغمة الحاكمة في تركيا.
الفارق كبير بين ما كان يعاش آنذاك والآن؛ اليوم شعوب المنطقة وحَّدت صفوفها إلى حد ما ويظهر الجانب المشرق لذلك في مناطق فيدرالية شمال سوريا، التي اختارت لنفسها خطاً ونهجاً مشتركاً في ظل فلسفة الأمة الديمقراطية التي رسمها قائد الإنسانية عبد الله أوجلان الذي لايزال قابعاً في سجون الفاشية التركية والتي اعتقدت أنها بمجرد اعتقاله ستنهار حركة التحرر الكردستانية، لكن الذي حصل تصاعدت القوة الديناميكية لحركة التحرر الكردستانية واستطاع قائدها تطوير وتثبيت فلسفة جديدة للإنسانية قوامها لم شعوب المنطقة تحت قيادة موحدة بهدف المحافظة على قيم وتراث المنطقة وحمايته من كل المخاطر والتهديدات الحاصلة.
اليوم في شمال سوريا توحدت الشعوب تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية والنظام الفيدرالي الديمقراطي، وأصبح من المحال اختراقها بالسهولة التي يعتقدها أمثال أردوغان.
ما يحصل واضح للعيان … إنه بداية نهاية المشاريع الأردوغانية التركية الفاشية في المنطقة.. ومن عفرين المقاومة ستبدأ تلك النهاية.

*زاوية في العمق / صحيفة روناهي العدد 462

إرسال تعليق

1تعليقات

إرسال تعليق

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!