الوحدة ام الانقسام؟ ماذا يختار الشعب الكردي حتى يكون في مأمن؟

آدمن الموقع
0


عاطف صبري
خاص/ الجيوستراتيجي

ان الاختلاف في الرأي ظاهرة طبيعية، وصحية؛ ولكن على أن يكون هذا الاختلاف من أجل المصلحة الوطنية العامة، ومن أجل بناء الوطن، والإنسان، ومن أجل البناء، والتعمير، وليس من أجل التخريب والتدمير. 
لقد أوجد الانقسام بين أبناء الشعب الكردي الواحد الخلافات العميقة، والشقاق في الرؤى والأفكار لدرجة الإختلاف على شكل خارطة وطنهم، وصنع النكبات والويلات، وكان سبب الهزيمة  بدل الانتصار!، وكان ذلك كفيل بأن يكون الهجرة نصيب الاف الشباب من كردستان لبلاد الغرب، مما تسبب الموت والغرق في هتك أروااح الاطفال والنساء والشباب في قوارب الهجرة نحو المجهول!. وقد ضرب الانقسام النسيج الاجتماعي الكردستاني، وفرق بين المرء وزوجه، والأخ وأخيهِ، وبين الأب وبنيه، حتى بين فّصِيلتهِ التي تّؤُويه، وكذلك خلق الانكسار والاحباط، والفقر، والأمراض، ومآسي أكثر من الاحتلال نفسهُ!؛ فأصبحت ترى جيش من المتسولين والمتسولات، وأوجد الانقسام الضجر بين الشعب مما تسبب بوجود بعض الحالات المريضة نفسيًا، والمُنهارة، والعصبية للشباب، حينما تسير في الشارع فتجد من يمشي في الطريق يكُلم نفسهُ، نعم إنه الانقسام الأسود بين إخوة الدم والسلاح.
طائفة باغية من تُجار الوطنية، وسماسرة الدم أستولوا على حياة الناس وقوت يومهم لدرجة لا يجدون كيس طحين أو بيت يأويهم ليقعوا ضحايا قارعة الطرقات، لقد أصبحنا نسمع يوميًا عن موت الشباب بالجلطات الدماغية والسكتة القلبية، والفقر المُدقع ينهش بأرواح الفقراء والضعفاء، والدمار على الشعب الذي اكتوى ولا يزال يكتوي بنار الانقسام، حتى اقتربنا من الحرب على بعضنا البعض ومن يدفع ضريبة الانقسام هو الشعب الكردي، اذ يدفع ثمنًا باهضًا من دمهِ وحياته، لذلك الوضع المُريب والغريب بطبيعته ووحشته خارج عن التقاليد وأعراف شعبنا، هذه المآسي لا تقل عن قسوة الاحتلال، وتفوق الوصف بكل معانيها.
أليست هذه المصائب تستوجب من جميع الاطراف الكردستانية وأصحاب القرار الوقوف بجدية على ما يجري في الشارع الكردي وما يعانيه شعبنا من مآسي، ألا يجب ان إنهاء هذا الانقسام البغيض بين أبناء الدم الواحد، ألا يجب الوقوف عند هذه الكارثة التي تهتك بقضية شعبنا وآماله، ألا يوجد بين شعبنا الكتاب والمفكرين والعلماء والأدباء وأساتذة الجامعات وكل المؤسسات المجتمع المدني..الخ. 
أليس شعبنا يملك الإرادة التصميم والعزيمة والإخلاص بكافة شرائحه، ألا يتطلب من الأحزاب التي تسير الحياة السياسية في الشارع الكردي الترفع عن الجراح، ألم يحن الوقت للوحدة والاتحاد ؟!
علي كُل واحدٍ منُهم ومنا أن يقف عند مسئولياته الأخلاقية، والإنسانية والوطنية والأدبية، وليس عيبًا أن يتنازل الأخُ لأخيه من أجل المصلحة الوطنية العليا، وذالك على  قاعدة لا غالب ولا مغلوب. وعلينا أن نكف عن عبارات الردح، والتطبيل، والتخوين والشتم لبعضنا، عبر الفضائيات ووسائل الاعلام، وعلينا أن ندفع بالتي هي أحسن، وأن نتسامح ونتراحم ونتصالح ونتصافح، وأن نعلو فوق الجراح ويكفينا نكبات الاحتلال، من كركوك الى عفرين. 
على أصحاب الأجندات الخاصة والمكتسبين من هذه الجعجعة الكردية – الكردية، التوقف عن متاجرتهم وسمسرتهم على حساب القضية الكردية، فشعبنا يذبح بخناجر الإنقسام البغيض، فويلٌ لهم مما كسبت أيديهم، وويلٌ لهم مما يفعلون، فلن يرحم التاريخ ولا الشعب كل من يعمل على استدامة وبقاء الانقسام كائنًا من كان، ولا يحسبوا أن الشعب جاهلاً وغافلاً عما يفعل أولئك الظالمون، بل إن الشعب يغلي، كالبركان قبل الانفجار، ومُّدِرك تمامًا لكل ما يدور من حوله؛ وإن النار من اصغر  الشرر، فلقد ضاقت الدنيا على الشعب، وخاصة في المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية وفي مقدمتها عفرين فلا ملجًا، ولا منجى لنا سوى الوحدة الوطنية، وبانهاء هذا الانقسام ينجو الجميع في " روج افا " وادارتها لن تسطيع شطب والغاء  باشور وادارتها، والأخيرة لن تستطيع شطب روج افا وادارته، والجميع تحت سياط الاحتلال التركي والفارسي والعربي، فكُلنا في الهواء سواء، ونحن نركب في سفينةٍ واحدة هي كردستان  تجري بنا جميعاً في بحر هائج الأمواج يضربها موج الاحتلال واتباعهُ من كُل حدب وصوب، ويحيط بنا الموت من كل مكان، نوشك على الغرق بفرقتنا ومشاكلنا الداخلية، جميعنا بلا أستثناء، وليس هناك من سبل للنجاة إلا بوحدتنا لطالما يحلم بها شعبنا عبر التاريخ.


إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!