الانسحاب الامريكي بين الحقيقة والسراب

آدمن الموقع
0


زاوية تحليلية - يكتبها: الكاتب عاطف صبري 
خاص / الجيوستراتيجي

امريكا باقية في سورية، والاسباب التي تجعل منها لاتغادر كثيرة، وعلى رأس قائمتها الإستراتيجية مسألة محاربة داعش، بالإضافة إلى عدم أفصاح المجال امام الروس في الهيمنة الكاملة على سوريا، لأن ذلك يحاصر المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، ولعل مسألة حماية حدود اسرائيل من الأوليات الأمريكية، لاسميا أمام التمدد الإيراني وهيمنتها على النظام السوري، والبقاء الأمريكي يوفر للإسرائيليين تنفيذ عمليات جوية مستمرة ضد المواقع الإيرانية في سوريا ولبنان. ناهيك عن حصة امريكا من الكعكة السورية. 
ما نراه في الاعلام الذي يمارسه الرئيس الأمريكي حول سوريا هو آلية يستخدمها في الضغط على الدول الخليجية من اجل دفع مزيداً من الأموال، بالإضافة إلى ممارسة الضغوطات على الإدارة الذاتية الديمقراطي في الشمال السوري من أجل القبول ببعض الشروط الأمريكية، المتعلقة بالوضع الكردي والسوري. 
وهذا ما يتضح من خلال التحركات الأمريكية الأخيرة وإعلان الإنسحاب والتردي في التصريحات اليومية لترامب، ومن الواضح إنه في حال ادارت الولايات المتحدة الأمريكية ظهرها لشمال سوريا ماذا سوف يبقى لدول الخليج التي تخشى النفوذ الإيراني والتركي على حسابهم؟. وبنفس المستوى إذا تخلت أمريكا عن الكرد سلتجئون إلى روسيا، لأن الإبتعاد الأمريكي سيكون بتقارب مع تركيا التي سوف تبتعد عن روسيا.اما اذا كان الاتفاق على الانسحاب  امريكي - روسي فالخاسر هو النظام التركي لان الوجود الايراني في سوريا يمثل النظام السوري  ..اي بعد هذه الخطوة  يمكن ان يتم  المطالبة بخروج كافة القوات النظامية والميليشيات  من سوريا، ما عدا الروسية التي سوف تحافظ على النظام وتسليمها  مهمة الحل السياسي .
وهذا يدعنا أمام الكثير من ألاسئلة المهمة حول ما صرحت وقامت بها الولايات المتحدة خلال الاسابيع الماضية، ويمكن فهم ذلك من خلال الميزانية التي خصصتها التحالف الدولي والولايات المتحدة لوقات سوريا الديمقراطية لعام 2019؟، ولماذا قررت تشكيل 40الف من قوات حرس الحدود في شمال وشرق سوريا ؟.
من هنا نفهم ندرك إن التحالف الدولي يتحرك وفق طريقتين مختلفتين، إحداها تتركز على الانسحاب وهو إجراء تكتيكي، بينما يعمق وجوده من خلال إقامة قواعد والاستمرار في دعم قوات سوريا الديمقراطية، وهذا يعني لا يمكن أن تترك الساحة فارغة للتوغل الإيراني وحتى التركي، لأن ذلك سوف يؤثر سلباً بل هو خطر كبير على مصالح التحالف في الشرق الأوسط. 
إن الرئيس الأمريكي بقرار الإنسحاب نجح في المرة الماضية بالحصول على أموال طائلة من الخليج العربي، ولكن ليس دائما ينجح هذه التكتيكات لأن الخليجيين دفعوا من اجل وقف التمدد الإيراني وأيضاً تخفيف النفوذ التركية، وإن لم يحصل ذلك فإن السياسات الأمريكية ستضرب عرض الحائط في الشرق الأوسط. وهو ما يؤكد إن ترامب سوف يندم كثيراً، وسوف يتراجع تحت الضغط الأمريكي وكذلك خشية من التمدد الدور الإيراني والروسي في المنطقة.، وهذا واضح في حالة الانفصام الموجودة بين قرارات ترامب والكونكرس. وما هو متوقع إنه سوف يتراجع، وكل ما صرح به أو قرره حول الانسحاب الغرض منه هو تكتيكي من اجل كسب الانتخابات. 

وما يتعلق بالهجوم التركي 

من الواضح في حال هاجم الجيش التركي والمجموعات السورية التي تعمل وفق الاستخبارات التركية ومهمتها الحفاظ على الأمن القومي التركي، فإن رد قوات سوريا الديمقراطية سوف يكون عنيفاً، لأن هذه القوات مدربة وتملك بعض الاسلحة الثقيلة، ولديها عمق استراتيجي على الأرض، والإنجرار التركي سوف يخلق لها مشكلة كبيرة أمام الرأي العام العالمي، لأن ق س د حاربت إلى جانب التحالف المشكل من عشرات الدول الكبيرة ضد الإرهاب، ومنطقة سيطرتها تعتبر آمنة، ولا يمكن أن يقبل التحالف الدولي بوقوع كارثة في هذه المناطق التي يتواجد فيها ما يقارب 4 ملايين نسمة، وإن التشكيل الديمغرافي المتنوع في الشمال السوري لها التأثير الكبير على تطوير المقاومة والحرب. عدا عن ذالك إن الوضع الاقتصادي المتدهور في تركيا، وهبوط الليرة التركية امام الدولار، والغلاء المعيشي، قد يكون سببا رئيسيا في هزيمة تركيا امام قوات سوريا الديمقراطية عملياً، بمعنى تركيا لن تستطيع أن تنتصر في هذه الظروف وتحتل الشمال السوري، بالاضافة الى الحرب القائمة مع الداعش، حيث سيتوقف قوات سوريا الديمقراطية وهذا سيشكل خطراً في إعادة الإرهاب، الذي سوف ينتشر في المنطقة، ولم يعد تستطيع قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على وجود الالاف من معتقلي الداعل لديها حيث سينطلقون إلى دول متعددة، ومن الطبيعي أن يشكلون تهديداً مباشراً على المجتمع الدولي.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!